بقلم وفاء هندى
بمناسبةالمرأة العالمى '> يوم المرأة العالمى أجد ان المرأة قد حققت الكثير من الخطوات الإيجابية فى معظم بلدان العالم ولكن مازلت أشعر بالحزن والمرارة لما يحدث فى بعض البلاد من إقصاء للمرأة  وتعرضهن لمزيد من التضييق والخناق بعد أن حٌظِرعليهم العمل بل التعليم فأجدها جريمة كبرى فى حق الإنسانية،فهذا يعنى منع نصف البشرية من التقدم والنجاح فيصبح كائناً معطلاً عن اكتساب المهارات والعلوم وفى معزل عن التطور الحضارى.
ففي الوقت الذي يتوجب فيه على النّساء أن ينميّن قدراتهنّ ويتقدمنّ للقيام بدورفاعل في حلّ مشاكل العالـــم، نشاهد مدى القهر الذى تتعرض له المرأة بل الإنسانية فى هذا الجانب من العالم . لقد حقّقت النّساء قدرًا عظيمًا في المجالات ذات التّأثيرالإيجابى فى المجتمعفعندماتعمل النساء مع الرجال كشركاء متساويين، وعندما يقدّم الرجال دعمهم الكامل لهذه العملية مرحّبين بالنّساء في كافّة مجالات المساعي الإنسانيّةسيتمكّن الرّجال والنّساء معًا من المساهمة في خلق بيئة أخلاقيّة ونفسيّة يمكن أن يظهر فيها السّلام وتتقدّم وتزدهر فيها حضارة مستدامة.إنّ التحوّل المطلوب لتحقيق المساواة الحقيقيّة سيكون بلا شك صعبًا لكلّ من الرّجل والمرأة لأن كلّيهمايجب أن يعيد تقييم ما هو المألوف، وما هو الروتينو يجب وضع اللوم جانبًا حيث لا يمكن لوم أيّ شخص لأنّه تمّ تشكيل شخصيته بتأثير القــــــــــوى الاجتماعيّة والتاريخيّة، ويجب نبذ الشّعور بالذّنب لصالح الشعور بالمسؤوليّة نحو النمو. أمّا التغيير فهو عملية من التطور تتطلّب صبرًا ذاتيًّا ومع الآخرين وتعليمًا بالمحبّة وسيصبح التحــــــــــــــــوّل أكثر يُسرًا عندما يدرك الرّجـــــــــــال أنّه لن يـــــكون بإمــــــــــكانهم تحقيق قدراتهم وقابلياتهم الكاملة ما لم تتمكّن النساء من تحقيق قدراتهنّ. وفي الواقــــــــــــــــع عندما يعزز ويــــــــــروج الرّجال بفاعلية مبدأ المساواة فلن يكون هناك ما يدعو النساء للنّضال من أجل حقوقهن، وسيتخلّى الرّجـــال والنّســــــــــــــــاء تدريجيًا عن المواقف الغير بناءة التي تمسّكوا بها لزمن طويل ويدخلوا فىحياتهم القيم المؤدّية لتحقيق الاتّحاد الحقيقي .
 
علينا ان نلتزم بالتغيير والتحوُّل الاجتماعي المتطوّر للقيم الإنسانيةالأساسيّة حتى في مناطق العالم التي تفرض فيها التّقاليد الثّقـــــــــــــــافيّة عقبات على طريق تقدّم المرأة. إنّ التغيير الذي تبقى آثاره يأتي من خلال التعاون البنّاءوالتكاملبين الرّجال والنّساء وليس من خــــلال المواجهة اوالتنافس بينهما.
 
إِنَّ قضيّة تمكين المرأة، أي تحقيق المُساواة الكاملة بين الجنسَيْن هي مطلبٌ مُهِمٌّ من مُتطلبات السّلام رغم أَنَّ الاعتراف بحقيقة ذلك لا يزال على نطاقٍ ضيِّق.  إٍنَّ إنكار مثل هذه المساواة يُنزل الظّلم بنصف سكّان العالم ويُنمِّي في الرّجل اتِّجاهات وعادات مؤذية تنتقل من محيط العائلة إلى محيط العمل، إلى محيط الحياة السّياسيّة، وفي نهاية الأَمر إلى ميدان العلاقات الدّوليّة.  فليس هناك أي أَساسٍ خُلُقِيّ أو عمليّ أو بيولوجيّ يمكن أن يبرّر مثل هذا الإنكار، ولن يستقرّ المناخ الخٌلقيّ والنّفسيّ الذي سوف يتسنَّى للسّلام العالميّ النُّموُّ فيه، إلاّ عندما تَدْخُل المرأة بكلّ تَرحاب إلى سائر ميادين النّشاط الإنسانيّ كشريكةٍ كاملةٍ للرّجل. 
 
إن وضع المرأة في المرتبة الأدنى في كثير من المجالات هو نتيجة مجموعة متداخلة ومعقدة من القوانين، والمواقـــــــف، والترتيبات والاجــــــــــــراءاتالمؤسسية، والهياكل الأقتصادية، وصمتْ القانون.
 
وهناك بعض الأقتراحات التى أجدها ذو تأثير إيجابي على وضع المرأة ً والرجل معاً ومن ثم المجتمع مثل:
- تشجيع البحث عن الحقيقة باستقلالية دون التأثر بالعائلة أو المجتمع أو الدولة. فعلىالمرأةانتسلك الأسلوب الحرّ والبحث باستقلالية بدون وضععراقيلامامهالكىتستطيع أن تكسّر القيود البالية من أنماط تقليدية وتصل بالنتيجة إلى الوحدة في الفهم والعمل
.
- التركيز على مسؤولية النساء في تحصيل التعليم والتمكين في ميدان الفنون والعلوم فيبرهنًّ بإنجازاتهنّ أن قدراتهنًّ إنما كانت مكنونة. وأنمشاركتهنبروح من الخدمة تجاه الاحتياجات الملحة للبشرية في الوقت الحاضريثبت  قدرتهنَّ في ترسيخ الاعتراف بالمساواة في مجالي الحياة الاقتصـــــــــــــادية والاجتمـــــــــــاعية.
 
- إن تأكيد مبدأ المساواة في الحقوق لا يعني بالضرورة أنه يجب على الرجل والمرأة ممارسة الوظائف نفسها فهناك اختلاف في الميزات والقدرات بينهما، من حضور عقلي، فطرة، مميزات إنسانية مثل الحب والخدمة وجميعها متواجدة في المرأة علىنحوٍّ قـــــــوي، ولإستمرارية تقدم البشرية يتطلّبذلك التركيز على هذه الميزات وتحقيق توازن أفضل بين القوى المادية والروحانية.
 
- يجب الوعي بعظمة أهمية مساهمة المرأة كأم ومعلمة لأطفالها. المرأة حاضنة للطفل منذ الولادة، فإذا كانت قاصرة، يصبح طفلها بالتالي غير مؤهّل للمهارة، لذلك قصور حال المرأة يأتي بقصور حالة البشر لأن المرأة هي التي تربّي وتحنو على طفلها وتأخذ بساعده حتى مرحلة النضج.
- التركيز على الدور المساعد الذي تلعبه المرأة في خدمة الإنسانية كصانعة للسلام فالمرأة بطبعها تميل إلى الســــلام أكثر من الرجل وتستصعب الاستجابة لشن الحرب، فهي تشارك في المجالات الانسانية، وتحصل على حق ممارسة الإنتخـــــــــــــــاب، وتستطيع بهذا الحق أن توجّه دفّة الانسانية تجاه السلام.
 
- تعليم كل فرد لإدراك حقيقة أن الإنسانية وحدة عضوية وأن مصلحة أي جزء يعتمد على مصلحة الكل. فاستمرار اتّخــاد المرأة مكانة دانية دون التمتع بحق المساواة مع الرجل يجعل الرجل كذلك غير قادر على تحقيق العظمــــــــــــــة المقـــــــــــــدرة له  اذ يعتمد رخاء البشرية على علاقات متساوية وعادلة لخير جميع البشر.
 
إن الإنسانية كالطائر ذي الجناحين أولهما الذكر والآخر الأنثى، وما لم يكن الجناحان قويين تحركهما قوة واحدة فإن الطير لا يقدر أن يطير نحو السماء. فتبعاً لروح هذا العصر يجب أن تتقدم النساء ليتممن رسالتهن في الحياة، ولهذا يجب أن يتساوين مع الرجال، وأن يتمتعن بحقوق وامتيازات وفرص مساوية لحقوق الرجال وفرصهم وامتيازاتهم. والآن يجب على النساء أن يمضين في التقدم وأن يوسعْن معلوماتهن ويحافظن على كرامتهن ويترقين في الحياة السياسية والمدنية، ويقفن حجر عثرة في سبيل الحرب ويطالبن بحقوق الانتخاب والمساواة في كل الامتيازات التي يتمتع بها الرجال فقدمرَّت البشرية في العصور السالفة بمراحل من النقص والفتور لأنَّها لم تكن كاملة. فالحروب وآثارها قد أصابت العالم بآفاتها. إنَّ تعليم المرأة سوف يكون خطوة جيدة نحو إنهاء الحروب والقضاء عليها ذلك لأنَّ المرأة ستستخدم كامل تأثيرها ضد الحرب، وفي الحقيقة فإنَّ المرأة ستكون عنصراً رئيسياً في تأسيس السلام العالمي. وبالتأكيد ستعمل المرأة على إنهاء الحروب بين الجنس البشري. إن البشرية الآن تقف على أعتاب أولى مرحلة نضجها، وأصبحنا نرى المرأة تجد طريقها في كثير من ميادين الخدمة الاجتماعية والإنسانية والصحية وحتى دخلت عالم السياسة بكل جدارة وإبداع، فانطلقت منها القوى التي كانت حبيسة أفكار وتقاليد قديمةتنتصر لجنس على حساب الآخرلتحقيق مكانته في السيطرة والاستئثار فإنناالآن أصبحنا في قرن امتزجت فيه قدرات الرجال وخبراتهم ونضجهم مع قدرات النساء وفضائلهن وما يمتزن به، وبذلك تستطيع البشرية أن تحقق ازدهار العالم الإنساني، وهذا ما سيؤدي إلى الحد مننشوب الحروب المدمرة وإقامة دعائم السلام المنشود.كل عام والإنسانية أكثر نضجاً ووعياً بأهمية المشاركة والتكامل بين الجنسين لخلق حضارة إنسانية راقية قوامها الوحدة فى التنوع.