خلصت دراسة حديثة، إلى أن عملية التنفس في المستقبل قد تكون أكثر صعوبة، نتيجة عدد من العوامل التي آلت إلى بلوغ هذه النتيجة.
واكتشف باحثو جامعة كاليفورنيا ريفرسايد، أن ارتفاع درجات الحرارة يمكن أن يتسبب في إطلاق النباتات لانبعاثات وغبار ضار، مما يزيد من إطلاقه بنسبة تصل إلى 14%.
نوهت الورقة البحثية بأنه في حال اجتماع جميع الملوثات سالفة الذكر، إضافةً إلى نظيراتها الأخرى القادمة من حرائق الغابات وحركة المرور والصناعة، ستكون عملية تنفس البشر أكثر صعوبة في السنوات القادمة.
قال المؤلف الرئيسي للدراسة جيمس جوميز: «نحن لا ننظر إلى الانبعاثات البشرية لتلوث الهواء لأننا نستطيع تغيير ما نبعثه، ويمكننا التحول إلى السيارات الكهربائية. لكن هذا قد لا يغير تلوث الهواء من النباتات أو الغبار».
أشار «جيمس» إلى أن النباتات تنتج موادًا كيميائية تسمى المركبات العضوية المتطايرة الحيوية (BVOCs)، التي تشارك في نمو النبات وتطوره وتكاثره ودفاعه: «رائحة العشب الذي تم قصه للتو أو حلاوة الفراولة الناضجة، هذه هي مركبات BVOC، إن النباتات تنبعث منها باستمرار».
ولا تكون مركبات BVOC ضارة بطبيعتها، ومع ذلك، وبمجرد تفاعلها مع الأكسجين الموجود في الهواء، فإنها تنتج رذاذًا عضويًا يمكن أن يتسبب في الفوضى بمجرد استنشاقه.
بحسب الدراسة المنشورة في دورية Communications Earth & Environment، تعتبر هذه المركبات متورطة في وفيات الرضع والربو في مرحلة الطفولة، وحتى أمراض القلب وسرطان الرئة لدى البالغين.
أضاف «جيمس»: «يمكن للنباتات زيادة إنتاجها من المركبات العضوية المتطايرة (BVOC) استجابةً لثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي بالإضافة إلى ارتفاع درجات الحرارة، وهي عوامل يتوقع العلماء استمرارها في الزيادة بمرور الوقت، كما أنه من المتوقع أن يأتي ثلثا التلوث في المستقبل من النباتات، خاصةً وأن مزيدًا من الملوثات والغبار في جميع أنحاء العالم ستهب».
استدرك «جيمس»: «يريد الفريق التأكيد على أن هذا لا يعني أن النباتات ضارة بالبيئة بأي شكل من الأشكال. في الواقع، هي تعمل على تقليل كميات ثاني أكسيد الكربون المتوفرة في الغلاف الجوي، والتي بدورها تساعد في مكافحة تغير المناخ، كما لا تعد مركبات BVOC من الحدائق الصغيرة سببًا للقلق على الصحة».
استطرد: «الغبار من الصحراء الكبرى هو المصدر الطبيعي الثاني المتوقع أن يكون مسؤولًا عن زيادة التلوث في المستقبل. مع استمرار ارتفاع درجة حرارة المناخ، من المرجح أن تهب المزيد من الغبار الصحراوي في جميع أنحاء العالم».