حمدي رزق
أنجلينا جولى، ممثلة وصانعة أفلام أمريكية. حصلت على جائزة الأوسكار، ولُقبت بالممثلة الأعلى أجرًا في هوليوود، تُعرف جولى بأعمالها الخيرية الكثيرة، واختيرت عدة مرات لجائزة المرأة الأكثر تأثيرًا على مستوى العالم.

سمعت عن إنسانيتها وأنا على الجانب الآخر من مدينة «أبشى التشادية»، وهى تزور معسكرات للاجئين الفارين من مذابح دارفور، كنت يومها والنجمة المصرية الراقية «ليلى علوى» نزور معسكرات الفارين على الجانب السودانى، وكانت عناوين الصحافة السودانية: «ليلى علوى وأنجلينا جولى في مخيمات اللاجئين».

كان حدثًا إنسانيًا هائلًا، لمست إنسانيتها، واحتفظت بجمالها في ذاكرتى، حتى أيقظت أنجلينا جولى الذاكرة المتعبة من كر السنين، بـ«ستورى» راقية، صورة السيدة المصرية «زبيدة عبدالعال على الصعيدى»، التي تبلغ من العمر (٨٧ عامًا)، عبر حسابها بموقع «إنستجرام»، كنموذج مُلهم لجمهورها وتأكيدًا على أن التعليم لا يتوقف عند سن بعينها.

صورة السيدة زبيدة وهى جالسة على مقعدها في الفصل تكتب وتقرأ ما تيسر، لفتت العالم، متابعو أنجلينا جولى يصل عددهم إلى 14.3 مليون متابع عبر «إنستجرام».

ووقف المحبون مدهوشين من إصرار هذه السيدة المصرية العظيمة على التعليم في هذه السن المتقدمة، ورغم أن التعليم في الكبر كالنقش على الحجر الصوان صعوبة، إلا أن السيدة زبيدة فعلتها لتضرب مثلًا في الإصرار على فك رموز الكتابة.

جدتنا العظيمة التي كرمها مشكورًا محافظ المنوفية اللواء «إبراهيم أبوليمون»، حصلت على شهادة محو الأمية في سن ٨٧ عامًا، ضمن مبادرة وزارة التضامن الإجتماعى تحت شعار «لا أمية مع تكافل» لمستفيدى برنامج التكافل، وكانت تطبيقًا نموذجيًا لهدف من أهداف البرنامج العظيم، التعليم يحفظ الكرامة.

السيدة زبيدة عبدالعال تقيم بقرية «دكما» بمركز شبين الكوم، تزوجت في سن الثامنة عشرة، وهى أم لـ(٨) أبناء وجدة لـ(١٣) حفيدًا، ولم تتعلم في صغرها، فاتها قطار التعليم، فلحقت به، وبادرت بالالتحاق بالمبادرة والذهاب للتعلم وتحقيق حلمها، واستكملت مسيرتها ببيع الحلويات واللعب البسيطة أمام مدرسة أحفادها، حرصًا منها على متابعتهم، وخوفًا من تسربهم من التعليم.

يقينًا السيدة العظيمة مغتبطة بصورتها على حساب النجمة العالمية أنجلينا جولى، ونحن لها مغتبطون، ونرشحها من قلوبنا كأم مثالية لهذا العام.

إزاء نموذج للكمال الانسانى، جدتنا عظيمة بكل المقاييس، تؤدى رسالتها في الحياة في صمت وجلال يليق بالعظيمات، لم تشكُ ولم تتبرم بل حولت المحنة الحياتية إلى منحة، ومنحتنا أملًا، وهبتنا قبسًا من السعادة.. بُوركت سيدتى الجميلة.

كنت أتصور أن صورتها تلفت نظر نجماتنا الجميلات، ونجومنا الكبار، لا يهم، عادى، زامر الحى لا يُطرب، كفتنا النجمة الأمريكية «أنجلينا جولى» الحفاوة بالعظيمة زبيدة، ولفتتنا إلى برنامج «تكافل وكرامة» الذي يحمل رسالة راقية، ليست فحسب بتوفير العيش الكريم، بل والتعليم لمن فاته القطار.

ولا يفوتنى عطفة السيد الرئيس في المنيا الجديدة عندما قرر زيادة (٢٥٪) في معاشات «تكافل وكرامة»، وليت وزارة التضامن والعزيزة الوزيرة دكتورة «نيفين القباج» تخصص حافزًا إضافيًا لمن يُتم برنامج «محو الأمية» من المستفيدين من برنامج «تكافل وكرامة»، فتُضاعف حصاد البرنامج بمحو أمية البسطاء وتعليمهم ليشقّوا الطريق نحو العيش الكريم.
نقلا عن المصرى اليوم