إعداد/ ماجد كامل
 تحتفل الكنيسة القبطية يوم 29 أمشير من الشهر القبطي الموافق 8 مارس من الشهر الميلادي بتذكار استشهاد القديس  بولكاربوس أسقف سميرنا ؛ ولقد جاء عنه في السنكسار القبطي تحت يوم 29  أمشير " في مثل هذا اليوم من سنة 167م استشهد القديس بولكاربوس أسقف سميرنا '> القديس بولكاربوس أسقف سميرنا الشهيرة بأزمير ؛ وقد تتلمذ علي يد  القديس يوحنا الإنجيلي وهو الذي يعنيه الرب يسوع في سفر الرؤيا بقوله " واكتب الي ملاك كنيسة سميرنا : هذا يقوله  الأول والآخر ؛ الذي كان ميتا فعاش انا أعرف أعمالك وضيقتك وفقرك وتجديف القائلين إنهم يهود وليسوا يهود ؛ بل هم مجمع الشيطان  لا تخف البتة مما أنت عتيد أن تتألم به . هوذا إبليس مزمع أن يلقي يعضا منكم في السجن لكي تجربوا ؛ ويكون لكم ضيق عشرة أيام . كن أمينا إلي الموت فساعطيك إكليل الحياة ( رؤ 2 : 8- 10 ) .

وفيما كان القديس أغناطيوس بطريرك إنطاكية ذاهبا إلي روما للاستشهاد ؛ مر علي مدينة سميرنا فخرج القديس لملاقاته وعانقه قبل قيوده . وعندما وقع الخلاف بين كنيسة روما وكنائس الشرق  بخصوص موعد عيد القيامة المجيد ؛ ذهب القديس إلي  روما سنة 157م ؛ وأتفق مع بابا روما بخصوص هذا الأمر ؛ ثم عاد إلي مقر كرسيه وباشر  أعماله الرعوية بكل همة وغيرة مقدسة . ولقد وضع مقالات كثيرة وميامر عديدة عن الميلاد البتولي والموت والجحيم والعذاب  ؛كما كتب عن القديسة العذراء مريم وعن تدبيرات الخلاص . وبذلك جذب نفوسا كثيرة بتعاليمه النافعة   إلي الإيمان بالسيد المسيح .
ولما أثار الإمبراطور أوريليوس الاضطهاد علي المسيحين ؛  قبض علي القديس بولكاربوس وحاول معه لكي ينكر المسيح ؛ فأجاب بوليكاربوس " ستة وثمانون  سنة أخدمه ولم يسبب  لي ضررا  فكيف أجدف علي ملكي الذي خلصني " فأجاب الإمبراطور :  إن كانت الوحوش لا تخيفك فسأجعل انران تلتهمك  إلا إذا رجعت عن إيمانك . أجابه القديس :   إنك تهددني بالنار التي تشتعل ساعة ثم تنطفيء لأنك لا تعرف نار الدينونة  العتيدة والقصاص الأبدي المعد للأشرار ؛ فحينئذ بدأ الإمبراطور يعذبه بعذابات عديدة ؛ ثم امر بوضعه في  النار فلم تؤذه .  أخيرا أمر بطعنه بالحربة فتدفق  دمه وأطفأ النار وفاضت روحه  الطاهرة ونال إكليل الحياة  . وأخذ المؤمنون جسده الطاهر وكفنوه وصلو عليه كما يليق ثم دفنوه بإكرام جزيل . بركة صلواته   فلتكن معنا أمين ( السنكسار القبطي تحت يوم 29 أمشير ) .

وحول تفاصيل قصة اسشتهاده ؛ كتب المؤرخ الكنسي يوسابيوس القيصري (265 – 339 م تقريبا ) ( أنظر مقالي عنه علي صفحة الأقباط متحدون  بتاريخ  5 اغسطس 2020  ) في كتاب " تاريخ الكنيسة " حيث قال عنه " وقبل القاء القبض عليه ؛ إذ كان يصلي رأي في رؤيا الليل ليلا أن الوسادة تحت رأسه تحترق فجأة ؛ ثم التهمتها النيران . وإذ أستيقظ فسر الرؤيا في الحال للحاضرين ؛ وأنبأهم بما كان مزمعا أن يحدث ؛ وصرح  بكل وضوح لمن كانوا معه بأنه من الضروري  له ان يموت بالنار من أجل المسيح . وإذا كان الذي يجدون في البحث عنه يشتدون في التفتيش ؛ اضطر ثانية ؛ تحت ضغط ورجاء الأخوة ؛ الذهاب  إلي مزرعة أخري ؛ فذهب إليها مطاردوه بعد وقت قصير ؛ والقوا القبض علي اثنين من الخدم هناك ؛ وعذبوا أحدهما ؛ بقصد  أن يعرفوا المكان الذي أختبأ فيه بوليكاربوس . وإذ أتوا في المساء وجدوه مضطجعا في عليته ؛ فطلبوا منه الذهاب إلي منزل آخر؛ ولكنه رفض قائلا " لتكن مشيئة الله  ...........  وحاول الوالي بعد أن قبض عليه  أن يثنيه عن  إيمانه ؛ وقال له " أي ضرر أن قلت الرب قيصر ؛ وقدمت له الذبائح ؛ ونجيت نفسك ؟ . وفي بداية  الأمر رفض الاجابة ؛ ولكن إزاء الإلحاح رد وقال " أنني لن  أفعل ما أشرتم به ؛ فلما فشلا في اقناعه لجئوا إلي العنف معه ؛ ودفعوه  إلي أسفل حتي تسلخت رجله ؛ وفجأة سمع البعض صوتا من السماء يقول " تقو يا بوليكاربوس وكن رجلا  " وعندم مثل  أمام الوالي قال له " احترم شيخوختك ونجي نفسك ؛ وأحلف بقيصر فأطلق سراحك " فرد عليه بوليكاربوس" إن كنت تتوهم اني  سوف أحلف بقيصر ؛ فانا أقول لك بكل وضوح أنا مسيحي؛ ؛ وإن كنت تريد  أن تعرف تعاليم المسيحية حدد يوما وأسمع "  وهنا زاد الوالي في تهديده وقال له " لدي وحوشا مفترسة ؛ فسوف أطرحك إليها إن لم تتب " فرد عليه بوليكاربوس " آت بها " فقال له الوالي " إن كنت تستخف بالوحوش فسوف أجعل النيران تلتهم جسدك  " فرد عليه بوليكاربوس " أنك تهددني بالنار التي تشتعل ساعة ثم تنطفيء؛ لأنك لا تعرف نار الدينونة العتيدة والقصاص الأبدي المحفوظ للأشرار  " .....  ثم وضعت حوله المواد المعدة للنار المشتعلة ؛ ولما أرادوا تسميره  امتنع وقال " اتركوني كما أنا لأن الذي منحني القوة لتحمل النار لا بد أن يمنحني  القوة أيضا للثبات في النار غير متزعزع دون أي حاجة لتسميري ....  ثم صلي للرب صلاة حارة طويلة  ؛ ولكن عندما أشعلوا فيه النار ؛ قامت النار بعمل شكل قبو كشراع وسور حول  جسده ؛ فلم يحترق جسد القديس ؛ ولكن أشتم الجميع رائحة بخور تملأ المكان ؛ وهنا أمر الوالي الحارس أن يقترب منه ويطعنه بالسيف ؛ فخرجت كمية من الدم أطفأت النار حتي ذهل كل المؤمنين ..... وبعدها قام المؤمنون بجمع عظامه التي كانت أثمن الحجارة الكريمة وأغلي من الذهب ؛ ووضعوها في مكان مناسب  " وسجل يوسابيوس عن بوليكاربوس رأيه فيه فيقول " هذه هي الحوادث التي حلت بالمغبوط بوليكاربوس الذي اسشتهد في أزمير .... ويذكر الجميع هذا الرجل أكثر من الباقيين  ؛ حتي ان الوثيين أنفسهم يتحدثون عنه في كل مكان .  وهكذا حسب بوليكاربوس العجيب الرسولي  ؛ مستحقا لنهاية كهذه ؛ كما دونه الأخوة  في كنيسة أزمير برسالتهم السابق ذكرها ( لمزيد من  التفاصيل راجع :- يوسابيوس القيصري ؛ تاريخ الكنيسة ؛ الصفحات  من 201  - 208 ) .

ولقد  كتب عنه العالم الكبير جوهانس كواستن  Johannes Quaston  ( 1900- 1987 )( أنظر مقالتي عنه علي صفحة الأقباط متحدون بتاريخ 14 مارس 2019 ) .       في موسوعته الشهيرة "علم الآبائيات باترولوجي ؛ المجلد الاول "  " يخبرنا إيرنيئوس أسقف ليون أن بوليكاربوس وجه عدة رسائل للجماعات المسيحية المجاورة وللأساقفة  شركائه في الخدمة . ولكن بقيت لدينا واحدة  فقط من هذه الرسائل هي الرسالة إلي   أهل فيلبي  . وقد وصل إلينا نص الرسالة الكامل في ترجمة لاتنية ؛ فالمخطوطة اليونانية تقف عند الفصل ( 1 :- 9 :2  ) ولكن يوسابيوس  قد أشار أيضا  إلي النص اليوناني  الخاص بالفصول من (  9 – 13 ) .  

والرسالة عبارة عن عظة أخلاقية يمكن أن نقارنها برسالة كليمندس لأهل كورنثوس . ولقد أستعان بوليكاربوس بالفعل برسالة كليمندس كمرجع لرسالته ؛ كما أننا نري فيها صورة  أمينة للتعليم والنظام والمحبة المسيحية التي سادت  في الكنيسة في ذلك الوقت ( كواستن :- نفس المرجع السابق ؛ صفحتي 83 و84 ) .

ولقد كتب عنه القمص تادرس يعقوب ملطي في  كتابه عن " الآباء الرسوليون "  أن  أعماله رسالة وجهها إلي اهل فيلبي  ؛  وهي تكشف عن  بنود الإيمان المسيحي قبل ظهور الهرطقات الخاصة بلاهوت السيد المسيح ؛ ومن الناحية العملية تؤكد علي واجبات الشمامسة والقسوس ؛ وتطالبهم بضرورة الاقتداء بالسيد المسيح له المجد ؛ والاهتمام بخلاص الآخرين في ودعة وحب . كما يطالبهم بالصلاة لأجل الملوك والرؤساء والسلاطين والأمراء  ( لمزيد من الشرح والتفصيل راجع :- القمص تادرس يعقوب ملطي :- الآباء الرسوليون ؛  الصفحات من 81 – 89 ) .

وحول الكتابات التي  كتبها القديس بوليكاربوس ؛ يذكر القمص أثناسيوس فهمي  في كتابه " مدخل في علم الآبائيات ؛ القديس بوليكاربوس سيرته – تعاليم- أقوال "  أنه كتب رسالة واحدة   إلي  كنيسة فيلبي  ؛ وحول التعالبم التي تحويها هذه الرسالة يذكر القمص أثناسيوس :-

1-الفرح العظيم  بإيمان أهل فيلبي .
2-يؤكد علي عقيدتي التجسد و قيامة السيد المسيح من بين الأموات .
3- يؤكد علي أهمية الإيمان والرجاء والمحبة.
4-يحذر من محبة المال التي هي أصل لكل الشرور
5-يحث الشباب أن يكونوا بلا عيب حافظين للطهارة ؛ وأن يخضعوا للقسوس والشمامسة ؛ أما العذاري فليعشن بضمير نقي بلا عيب .
6-يحث القسوس علي الرافة بالجميع  وأن يرشدوا الضالين ويفتقدوا اليتامي والارامل والفقراء  .
7-يوصي بالصلاة من أجل الملوك والرؤساء .
8-  يوصي  بالمحبة الأخوية بالصبر اقتداءا بالسيد المسيح  له المجد .
9-  التواضع الشديد الذي تميز به القديس بوليكاربوس .
( لمزيد من الشرح والتفصيل راجع :- القمص أثناسيوس فهمي  :-مدخل في علم الآبائيات  ؛ القديس بوليكاربوس ) .

ويؤكد الدكتور القس حنا الخضري في كتابه "تاريخ الفكر المسيحي " أن بوليكاربوس في رسالته  عالج عدة موضوعات منها : النظام أو الترتيب الكنسي ؛ الصدقة ؛علاقة الكنيسة بالدولة  ... الخ . ويؤكد الخضري أنه في عهد بوليكاربوس بدأت التعاليم المختلفة المتنوعة  بشخص السيد المسيح تهز الكنيسة وتهدد سلامة عقيدتها وإيمانها في السيد المسيح  ...... ولقد كان  بوليكاربوس من ضمن سحابة الشهود التي قدموا شهادة حية وقوية ولامعة لسيدهم وربهم ( يوحنا الخضري :- تاريخ الفكر المسيحي ؛ الصفحات من 426- 430 ) .

ويبقي لنا في المساحة المتبقية من المقال عرض للرسالة نفسها ؛ وهي تتكون من 14 فصلا  طبعها جاكوبس فابر ستابيولسيس أولا في باريس عام 1498م . أما النص اليوناني فمحفوظ في  تسعة مخطوطات ؛ كلها تتقطع عند الفصل التاسع ( الآباء الرسوليون ؛سلسلة النصوص المسيحية في العصور الأولي ؛ مركز باناريون للدراسات الآبائية ؛ صفحة 381 ) .

ومن التعاليم الروحية  الإنسانية الجميلة التي يمكن أن نجدها في الرسالة( بالإضافة للمعاني اللاهوتية التي سبق تقديمها ) علما بأن كل الاقتباسات مأخوذة من كتاب " الآباء الرسوليون " لمركز باناريون ؛ يمكن أن نجد :-

1-في الحض علي العبادة  والصلاة :-
"اعبدوا الله بخوف وحق ؛ وأهربوا من الكلام الباطل ؛ ومن ضلالات الكثيرين  " ( الفصل الثاني ؛ عدد 1 ؛ صفحة 383 من الكتاب .

2-في الحض علي عدم الأدانة :-
"لا تدينوا لكي لا تدانوا ؛ أغفروا يغفر لكم ؛ أرحموا فترحموا ( صفحة 383 ) .

3- في الحض علي  عدم محبة المال :-
" محبة المال أصل لكل الشرور .  ولأننا نعلم أننا لم ندخل العالم بشيء ؛ وواضح أننا لا نقدر أن نخرج منه بشيء (صفحة 348 ) .

4-في الحض علي الطهارة عند الشباب :-
" ليكن الشباب بلا لوم في كل شيء ؟؛ ولحافظوا علي الطهارة قبل كل شيء ؛ ويلجموا أنفسهم عن فعل كل شر ؛ إذ جيد  بهم أن ينقطعوا عن الشهوات التي في العالم ؛ لأن كل شهوة تحارب ضد الروح " ( صفحة 385 و386 ) .

5- في واجبات الكهنة :-
" يجب علي الكهنة أن يكونوا شفوقين نحو الجميع ؛ رحماء ؛ وأن يردوا الذين ضلوا ؛ ويهتموا برعاية جميع المرضي ؛ غير مهملين الأرملة واليتيم والمعوز ؛ بل أن يفكروا دائما بفعل الخير أمام الله  والناس ؛ وأن يبتعدوا عن كل  غضب ؛ ومحاباة الوجوه ؛ والحكم الغير العادل  ؛ وأن يبتعدو عن محبة المال ؛ والا يصدقوا علي الفور ما يقال ضد أحد ؛ واألا يكونوا قساة في أحكامهم ؛ واضعين أمام عيونهم أننا جمبعا معرضون للخطية ( صفحة 386 ) .

6-في الحض علي عمل الرحمة :-
" لا تتأخروا عن عمل الرحمة ؛ لأن  الصدقة تخلص من الموت ( صفحة 388 ) .

7-في الحض علي السلوك الحسن وأن يكون المؤمنين قدوة :-
" لا تتأخروا عن عمل الرحمة  لأن الصدقة تخلص من الموت ؛ أطيعوا بعضكم وحافظوا علي السلوك الحسن بين الأمم ؛ فتمدحون من أجل  أعمالكم ؛ ولا يجدف علي الأسم الحسن بسببكم ( صفحة 388 و389 ) .

8- في الحض علي عدم الغضب :-
" فليبنيكم الله ؛ وابو ربنا يسوع المسيح؛ ويسوع المسيح نفسه ابن الله ؛ علي الإيمان  والحق بكل وداعة ؛ وبدون غضب وبصبر وطول أناة واحتمال وطهارة ؛ وليعطيكم ميراثا ونصيبا بين قديسيه ( صفحة 390 ) .

9-في الحض علي الصلاة من أجل الحكام :-
" صلوا من أجل جميع القديسين . وصلوا من أجل الملوك والرؤساء والحكام ؛ ولا سيما من أجل الذين يضهدونكم والذين يكرهونكم  ؛ ومن أجل  أعداء الصليب  حتي تكون ثماركم ظاهرة في كل شيء ؛ وتكونوا كاملين في الله ( صفحة 390 ) .

10- في الحض علي الصبر وتحمل الألم  :-
 " فلنتمسك إذا بصبره ؛ وإذا تألمنا  لأجل  أسمه فلنمجده ؛ لأن هذا هو المثال الذي أعطاه لنا في  شخصه ؛ وهذا ما آمنا نحن  به " ( صفحة 387 ) .

 .بعض مراجع ومصادر المقالة :-
1-السنكسار القبطي تحت يوم 29 أمشير الموافق 8 مارس .
2-يوسابيوس القيصري :- تاريخ الكنيسة   ؛ ترجمة القمص مرقص داود ؛         ؛ الصفحات من  201- 208 .

2-جوهانس كواستن :- علم الآبائيات "باترولوجي " المجلد الأول "بدايات الأدب الآبائي " ترجمة وتقديم نيافة الانبا مقار ؛ مركز باناريون للتراث الآبائي ؛ دراسات عن آباء الكنيسة في عصورها الأولي ؛ الطبعة الأولي ؛ يناير 2015 ؛ الصفحات من  80- 86 .

2-القمص تادرس يعقوب ملطي :-  كتاب بدء الأدب المسيحي الآبائي  ؛ فصل الآباء الرسوليون ؛  نسخة PDF    Cop-treasures                    الصفحات  من 81- 89 .

3-القمص أثناسيوس فهمي جورج :-مدخل في علم الآبائيات  : الباترولوجي ؛ القديس بوليكاربوس   : سيرته – تعاليم – أقوال  ؛ رقم 59 .
4-الدكتور القس حنا الخضري :- تاريخ الفكر المسيحي ؛ الجزء الثالث ؛ عقيدة الكنيسة والهرطقات في القرنين الأول والثاني ؛دار الثقافة ؛ الصفحات من 426- 430 .                                  
    
5-جرجس بشري وآخرون :- الآباء الرسوليون ؛ سلسلة النصوص المسيحية  في العصور الأولي ؛ مركز باناريون للتراث الآبائي ؛ الطبعة الأولي ؛ يناير 2019 ؛ الصفحات من 377- 381 .