أصدر رئيس الوزراء المصري الدكتور مصطفى مدبولي قراراً بتعديل بعض الشروط والإجراءات الخاصة بمنح الجنسية المصرية للمستثمرين الأجانب، مقابل شراء المنشآت أو الاستثمار في الشركات أو إيداع مبالغ مالية بالدولار.
ونشرت الجريدة الرسمية المصرية، القرار الذي حمل رقم 876 لسنة 2023، لتخفيف وتسهيل شروط منح الجنسية للأجانب، لضخ المزيد من العملة الدولارية في مصر.
وحدّد القرار عدد من الحالات لمنح الجنسية المصرية للأجانب وهي:
تملّك عقار حكومي، أو مملوك لشركة عامة بمبلغ لا يقل عن 300 ألف دولار.
إنشاء أو المشاركة في مشروع بقيمة لا تقل عن 350 ألف دولار، مع إيداع 100 ألف دولار في خزانة الدولة كإيرادات مباشرة لا ترد.
إيداع مبلغ 500 ألف دولار، كوديعة يتم استردادها بعد مرور 3 سنوات بالجنيه المصري بسعر الصرف المعلن وقت الاسترداد، وبدون فوائد.
إيداع مبلغ 250 ألف دولار، كإيرادات مباشرة بالعملة الأجنبية، تؤول إلى الخزانة العامة للدولة ولا يرد.
كما أجازت مصر تقسيط المبلغ خلال مدة لا تتجاوز العام الواحد، على ألّا تُمنح الجنسية إلا بعد سداد الأقساط المقررة كاملة.
خطوة لم تكن متوقعة
ويرى الأستاذ الدكتور أسامة السعيد عميد كلية التجارة جامعة بني سويف السابق أنّ قرارات مجلس الوزراء المتعلقة بمنح الجنسية المصرية مقابل مجموعة من الأمور والتي تُدفع قيمتها بالدولار، خطوة لم تكن متوقعة، بل إنها تمثل شكلاً جديداً من الاختلاف في آليات اجتذاب العملة الصعبة للاقتصاد الوطني.
وأكد "السعيد" في حديثه مع موقع "سكاي نيوز عربية" أنّ: "العديد من دول العالم الآن تُقدِم على تنفيذ مثل تلك الخطوات، بل وتقدّم تسهيلات أكثر لاجتذاب أكبر قدر ممكن من النقد الأجنبي، خاصة في ظل التحديات الاقتصادية الصعبة التي يشهدها العالم الآن".
وأوضح عميد كلية التجارة جامعة بني سويف السابق أنه بات من الضروري أن يتم الإسراع في تنفيذ مثل تلك الخطوات ودعمها بقوة، بل إن تلك القرارات ستُسهم بشكل قوي في توفير قدر كبير من الحصيلة الدولارية للاقتصاد المصري، وتدعم استقرار سعر صرف الجنيه المصري أمام الدولار.
إمكانية التقسيط
ونشرت الجريدة الرسمية أنه يجوز تقسيط المبالغ المنصوص عليها خلال مدة لا تُجاوز سنة، على ألّا يتم منح الجنسية لطالبها إلا بعد سداد المبالغ المقررة كاملة، ويتم منح طالب التجنس خلال مدة التقسيط إقامة مؤقتة بالبلاد لغير السياحة.
وفي حال تعثّر طالب التجنّس عن سداد تلك المبالغ أو تراجعه عن طلبه يتم رد ما سبق له سداده من مبالغ بالجنيه المصري، بسعر الصرف المعلن من البنك المركزي في تاريخ الاسترداد، وبما لا يجاوز السعر في تاريخ السداد، وبدون فوائد.
خطوة تأخرت كثيراً
في الوقت نفسه يقول أحمد فارس المتخصص في ملف تصدير العقار المصري للخارج، إنّ قرارات رئيس الوزراء خاصة بمنح الجنسية المصرية للأجنبي مقابل تملك عقار بقيمه 300 ألف دولار، تعد خطوة هامة وقوية للغاية في إطار دعم جهود الدولة لملف تصدير العقار المصري للخارج في ظل حالة الزَخم العمراني الذي تشهده مصر حالياً.
وتابع "فارس" في حديثه مع موقع "سكاي نيوز عربية" أنّ: "تلك الخطوة تأخرت كثيراً، لأن هذا القرار سيكون حافزاً قوياً نحو تعزيز مشاركة العقار المصري كأحد أهم مصادر النقد الأجنبي للدولة المصرية خلال الفترة القادمة".
وأشار المتخصص في ملف تصدير العقار المصري للخارج إلى أنّ مصر الآن تُقدم تجربة عمرانية رائدة في ملف المدن المستدامة ومدن الجيل الرابع، والتي بلاشك ستُعزز من الطلب الأجنبي على العقار المصري للخارج، وستجذب أكبر قدر من مشتريات الأجانب للعقار في مصر.