مكسيم عبد المسيح
) الابنان الضالان) ( لوقا ١٥(
من هو الابن الضال (الأصغر)؟
+ هو كل إنسان رفض الطاعة وآثر أن يتمم مقاصده التي لا تمت بصلة للحق والنور والاستقامة والالتصاق بالله...
+ هو كل إنسان ظن أن في الشهوة كل ارتواء وشبع وغني وسعادة وراحة وسلام، فراح تاركا بيت النعمة وما فيه من غنى وكرامة وسلام وأمجاد..
+ هو كل إنسان أمال أذنيه إلى صوت الشر فحصد جراء ذلك إذلالا وانكسارا وصغر وندم وخسارة...
+ هو كل إنسان انخدع من شهواته فراح يلهث وراء أمورٍ لا تجلب على الحياة سوى التعب والعزلة والخوف والندم...
ٍ
+ هو كل إنسان أفقدته الخطية كرامته وانسانيته وسلامه وراحة باله...
+ هو كل إنسان رجع إلى نفسه وعرف أن الرجوع إلى الله حق وضرورة وتعقل ، فصارع إلى فعل ذلك بلا خوف أو تردد أو تأجيل..
+ هو كل إنسان وقع تحت نير المذلة والصغر والهوان نتيجة ابتعاده عن موطن راحته وكرامته وسلامه "بيت الأب"
+ هو كل إنسان لم يقتنع بعاقبة الابتعاد عن الاستقامة إلا عندما يرى ما في الانحراف من خراب ودمار وخسارة وأسف وأتعاب قد تطول كل الحياة بكل جوانبها..
+ هو كل إنسان صار أضحوكة الآخرين بسبب إصراره على محبة الشر وتبعية الأشرار…
+ هو كل إنسان عديم عقل ظن أن في الانحراف نضج وفي المعصية حق وفي العناد قوة وفي الابتعاد عن الله حرية وارتياح وهدوء للفكر والقلب والمشاعر…
+ هو كل إنسان استطاع أهل الشر أن يقنعوه بأن الزمنيات باقيات وان تحقيق الذات في هذه الحياة يتأتى باقتناء ما يجعل الإنسان في فرح وسعادة وانسجام عاجلا، مهما حمل ذلك آجلا من ضيقات وأوجاع وندم و تجارب…
+ هو كل إنسان أوقعته الخطية في الخسارة والندم والرذل والحيرة والصغر ..
+ هو كل إنسان أحزن الله بإصراره على الابتعاد عن النور والحق والاستقامة والمخافة، الأمور التى مع وجودها في حياة الإنسان كل سعادة وفرح ونجاح وارتفاع...
+ هو كل إنسان مارس حقه في استخدام الحرية بطريقة خاطئة، حتى صار عبرة للذين يريدون أن يحيوا طائعين لذواتهم وأفكارهم البعيدة عن الحق والقداسة والنور...
+ هو كل إنسان سكت عن وجود أفكار خاطئة في قلبه، حتى قادته هذه الأفكار إلى فعل ما هو ضد العقل ومنافٍ للأخلاق، ناسيا أو متناسيا قول الكتاب «الذين يُراعون أباطيل كاذبة يتركون نعمتهم. » ( يونان 2 : 8 )..
+ هو كل إنسان استهان بلطف الله فحصد جراء استهانته هذه مزيدا من المذلة والعار والانكسار والهوان...
هو كل إنسان فاقد للحكمة قادته الغشاوة إلى تفضيل الظلمة على النور والانحراف على الاستقامة وسوء العاقبة على سعادة الحاضر و أمجاده..
+ هو كل إنسان لم يفكر في عاقبة صداقة الأشرار وما تجلبه هذه الصداقة على الحياة من أوجاع وحرمان وتخلٍ وازدراء ودونية وصغر وأتعاب ..
+ هو كل إنسان رذل المشورة وآثر طاعة أفكاره، حتى قاده عناده وكبرياؤه إلى معرفة كم يحمل الكبرياء من دمار وخسارة وأحزان، وما يولده العناد في حياة الإنسان من ابتعاد عن النعمة وعدم استحقاق للرحمة والغفران..
+ هو كل إنسان أحب العالم الحاضر فصار عدوا لله ، مسلوب الإرادة ، غير مستحقٍ للبركة ، بعيدا عن النعمة ، ليس مؤهلا لنوال الموعد ، أسيرا لإبليس ، له اسم أنه حي ولكنه في الحقيقة ميت وبين الأموات يقيم ...
+ هو كل إنسان لا تستطيع الكلمات أن تعبر عن قدر ما في داخله من خوف واضطراب وظلمة وشر وصراع وأوجاع وأحزان وصغر ...
+ هو كل إنسان نسي أو تناسى أن : "المعاشرات الرديئة تفسدُ الأخلاق الجيدة" (اكو 15: 33)..
+ هو كل إنسان عرف أن السلوك في النور هو سرُ هدوء القلب ، وأن رفض الشر يحمل للحياة مزيدا من السلام والقوة والافتخار ، وأن المشورة قادرة على أن توجد في الحياة الحكمة والاعتدال والكرامة والرجاء ، فراح يسلك بروح المكتوب " "خيرٌ لي الالتصاق بالله وأن أجعلَ على الرّبّ اتّكالي " ( مز 73: 28) .
من هو الابن الضال (الأكبر) ؟
+ هو كل إنسان ضال وقف معارضا لتوبة و عودة ضال آخر ..
+ هو كل إنسان نسي أو تناسى أن عمل الرحمة هو شرط استحقاق الرحمة ..
+ هو كل إنسان لم يعبأ بأن يكون الجميع مقدسين في الحق ، مستحقين للموعد والبركة والغفران ..
+ هو كل إنسان يرجو أن تعلو إرادته الشخصية فوق المشيئة الإلهية ..
+ هو كل إنسان كاره للوحدانية وما تحمله هذه الوحدانية في طياتها من سلام و وئام وبركات ..
+ هو كل إنسان تجرد من إنسانيته ، فسلك في حياته بلا حكمة غير مبالٍ بأن يقدم حبا و إخلاصا ومشاعر طيبة ..
+ هو كل إنسانٍ مرائىٍ ، أشبه بشجرة التين المجدبة ..
+ هو كل إنسان مرتبط بالله لأجل عطية ، ولكن لا علاقة شخصية له بالعاطي " الله " ..
+ هو كل إنسان نسي ما هو مكتوب " إِنِّي أُرِيدُ رَحْمَةً لاَ ذَبِيحَةً "
+ هو كل إنسان لم يشغله أن يكون الآخرون رعية مع القديسين وأهل بيت الله….
+ هو كل إنسان منعه الحقدُ من الفرح ، والكراهية من التعقل ، وميول الانتقام من الوقار ..
+ هو كل إنسان تملكت عليه الأنانية حتى صار منكرا للرحمة ، رافضا للمحبة ، عازفا عن الإخوة ، مقاوما للحق ، مستهينا بما يضمن له وللآخرين سعادة الإنسان الداخلي والعيش في هدوء وسلام وتعفف ..
+ هو كل إنسان يقدم عبادة شكلية ، ونسي أو تناسى أن العبادة المقبولة عند الله هي أن " تُحِبُّ الرَّبَّ إِلهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ، وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ، وَمِنْ كُلِّ قُدْرَتِكَ، وَمِنْ كُلِّ فِكْرِكَ، وَقَرِيبَكَ مِثْلَ نَفْسِكَ"
+ هو كل إنسان لم يفكر في محاربة ميول الانتقام فراح يسلك بغباوة وضعف وقسوة ، حتى صار عبرة في كل جيل ..
+ هو كل إنسان نسي أو تناسى أن الوداعة الغالبة سرُ ربح النفوس ، وأن الاتضاع في الحياة هو أن يفكر المرءُ في معالجة ضعفاته ، سيما تلك التى تقف عثرة في طريق خلاص الآخرين ..
+ هو كل إنسان منعه الكبرياء من السلوك بحكمة ، و دفعته القسوة للإدانة ، وأظهرته الظلمة في غباء وجهل وصغر ..
+ هو كل إنسان نسي أن الفرح اختيارٌ وقبولَ الأخر ضرورة وملامة النفس تنجو بالإنسان من طوفان الغضب والرذل والمعاناة ...
+ هو كل إنسان بارٌ في عيني نفسه ، لا يستحقُ القدرة على التوبة ، ومن ثم الفرصة لاقتناء الغفران ..
+ هو كل إنسان ظن أنه بلغ ارقى المستويات في حياة الكمال والقداسة والتعفف حتى نسي أو تناسى ما هو مكتوبٌ " لأَنَّ مَنْ حَفِظَ كُلَّ النَّامُوسِ، وَإِنَّمَا عَثَرَ فِي وَاحِدَةٍ، فَقَدْ صَارَ مُجْرِمًا فِي الْكُلِّ. "( يع 2: 10)
+ هو كل إنسان أصابه العمى الروحي من جراء سلوكه بغرور و كبرياء وتجبر ...
+ هو كل إنسان نسي أو تناسى أن يسلك بروح المكتوب " فَرَحًا مَعَ الْفَرِحِينَ وَبُكَاءً مَعَ الْبَاكِينَ. " ( رو 12: 15)
+ هو كل إنسان لا يشغله ملكوتُ الله وبره ..
+ هو كل إنسان سلبت منه الأنانية آدميته ، حتى صار لا يبالي بالآخر ، وما يضمن لهذا الآخر السعادة و والسلامة والغنى الأبدي ...
+ هو كل إنسان منعته ذاته من التصرف بحكمة ودماثة و ياقة ورأفة ...
+ هو كل إنسان لم يعبأ بأهمية الرحمة ودورها في جلب السعادة والنجاة والرحمة من قبل الله ...
+ هو كل إنسان امتلأ قلبه بالأنانية حتى دفعته هذه الأنانية إلى فعل ما لا يمت بصله للنور والحق والاستقامة ..
+ هو كل إنسان له فكرُ الشيطان ، الذي لا يرجو للآخر السعادة والسلام والاستقرار ...
+ هو كل إنسان لا يشغله البنيان والسلام وامتداد ملكوت الله ...
+ هو كل إنسان لا يكترث بمصير الآخرين ، حتى و إن كان هذا المصير مرتبطا بسعادة وفرح و سلامة الكثيرين ..
+ هو كل إنسان أحب ذاته ، و بدلا من معالجة محبته الخاطئة راح يقسو و يدين من أحب العالم الحاضر ..
+ هو كل إنسان لم يحمل في داخله بعد روحَ المسيح الذي صلى للآب وهو في الجسد قائلا " أَيُّهَا الآبُ أُرِيدُ أَنَّ هؤُلاَءِ الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي يَكُونُونَ مَعِي حَيْثُ أَكُونُ أَنَا، لِيَنْظُرُوا مَجْدِي الَّذِي أَعْطَيْتَنِي، لأَنَّكَ أَحْبَبْتَنِي قَبْلَ إِنْشَاءِ الْعَالَم ... قَدِّسْهُمْ فِي حَقِّكَ. " ( يو 17 : 24 ، 17 ) ..
+ هو كل إنسان نسي أ تناسى أن " الْمَحَبَّةُ تَسْتُرُ كُلَّ الذُّنُوبِ. الْمَحَبَّةَ تَسْتُرُ كَثْرَةً مِنَ الْخَطَايَا ... الْمَحَبَّةُ تَتَأَنَّى وَتَرْفُقُ. ... لاَ تَنْتَفِخُ، وَلاَ تُقَبِّحُ، وَلاَ تَطْلُبُ مَا لِنَفْسِهَا، وَلاَ تَحْتَدُّ، وَلاَ تَظُنُّ السُّؤَ، وَلاَ تَفْرَحُ بِالإِثْمِ بَلْ تَفْرَحُ بِالْحَقِّ .. " ...
+ هو كل إنسان نصب نفسه ديانا عوضا عن المسيح ، فألقى بنفسه في مستنقع الشرك والكبرياء و الرذل الأبدي ..
+ هو كل إنسان أعمت المادة عينيه ، حتى صار الانقسام والكراهية والتدني أهم سمات شخصيته ...
+ هو كل إنسان حالت ذاته دون عمل مشيئة الله ، الذي يرجو خلاص الجميع وفرح كل إنسان ..
+ هو كل إنسان نسي أو تناسى ما هو مكتوب " وتَتَغاضَى عن خَطايا النَّاسِ لِكَي يَتوبوا" (حكمة 11: 23)