محرر الاقباط متحدون
أقيمت امس  فعاليات البرنامج التدريبي "قادة جيل ٢" الذى ينظمه معهد إعداد القادة بوزارة التعليم العالي، تحت رعاية أ.د. أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي، وبتنظيم وتنسيق من أ.د. كريم همام مدير معهد إعداد القادة، حيث يأتي البرنامج التدريبى انطلاقا من حرص الدولة المصرية لتأصيل المعتقدات الدينية والموروثات الثقافية والمجتمعية الأصيلة، والعمل على نشر الوعي لدى المجتمع المصري، وذلك بعد قرار رئيس مجلس الوزراء بتشكيل لجنة عليا لمواجهة الإرهاب والتطرف والأفكار الهدامة والمفاهيم غير السوية، بمشاركة ممثلين عن الوزارات ومؤسسات الدولة المختلفة.
 
وخلال محاضرة "التسامح ونبذ العنف" والتي حاضر فيها نيافة الحبر الجليل الأنبا إرميا الأسقف العام رئيس المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي، أوضح أن الله سبحانة وتعالى يريد من البشر جميعا أن يعيشوا على أساس من الود والتسامح والمحبة ونبذ الكراهية والعنف والسعي للسلام، لذلك أصبح تحقيق السلام أمر هام وعلى البشر جميعا أن يعملوا على تحقيق هذا السلام والمحافظة عليه بين حياتهم. 
 
مؤكدا أن ثقافة التسامح من الثقافات التي تحقق السلام لأن التسامح يعلم الإنسان التعايش والحوار مع الآخر المختلف عنه ثقافيا و دينيا وعقائديا، ويتطلب السمو عن حل الخلافات بالصراعات أو القوة فالتسامح تعنى القدرة على الوصول إلى قواعد إنسانية مشتركة لايجاد حل لها. 
 
وتطرق إلي أن السلام لا يعني غياب الصراعات فالسلام يعني ان نحل هذه الاختلافات بوسائل سلمية عن طريق الحوار والتعليم والمعرفة والطرق الانسانية التى وهبها الله لنا، فهو لا يعني ان يتنازل الفرد عن أفكاره ومعتقداته أو ماله من حقوق بينما يعنى تعلم مرونة الحوار والتعايش مع الآخرين المختلف عنهم، حيث يبدأ السلام والتسامح من داخل الانسان فاذا اردت ان تغير العالم فلا بد أن يبدأ الإنسان بالتغيير من نفسه، فالتسامح والسلام لا يتحققان باطلاق الشعارات او الكلمات بل انهما يبدأن من داخل الإنسان ثم ينتشران إلى كل من حوله. 
 
وقد أكد الأنبا أرميا أن التسامح يأتي من اعتدال الأنسان فلا يكون عقلا فقط بل يجب تحكيم العقل والقلب معا، متحدثا أن الارهاب يدفع العالم الى نفق مظلم لا يقود الى ترويع الآمنين ونزع السلام، لذلك يجب على الجميع أن يتكاتفوا لمواجهة الإرهاب، وقد أشار فى حديثه إلي أهداف إنشاء بيت العائلة المصرية فى حفظ القيم ونشر السلام والدفاع عن حقوق الإنسان، وتأكيد المواطنة والعمل معا من أجل مستقبل أفضل.