جمال رشدى
لم أتطرق في كتاباتي الي موضوع الطفل شنودة منذ البداية، لأنني علي علم تام أن مشكلته هي مشكلة تجسيد هوية مصرية تم اختطافها وتجريدها وتجريفها، وما أود التركيز عليه دائما من سؤال يمثل عصب تلك المشكلة ، هو هل الأحداث التي حدثت أثناء وبعد ثورة ثلاثون يوليو العظيمة كانت تهدف إلي إنقاذ الشعب من حكم الإخوان ، ام إنقاذ الإخوان من ثورة الشعب؟ بحسي السياسي اعلم الإجابة منذ سنوات طويلة جدا، ولكن الآن رويدا رويدا تتضح الرؤية ليستفيق الجميع علي كابوس مزعج للغاية ، ربما يبتلع هذا الكابوس مصر كليا.
أمس شاهدت فيديو لأبوين الطفل شنودة بعد حكم المحكمة بعدم الاختصاص، وهنا سبب أن أكتب ذلك المقال كرسالة للسيد الرئيس ، رأيت دموع القهر والظلم والانكسار وهي تصرخ الي الي السيد الرئيس وقداسة البابا تواضروس للتدخل وإعادة ابنهما الطفل شنودة الي حضنهما، وهنا قررت أن أكتب واقول للسيد الرئيس تحرك من أجل تلك الدموع قبل أن تصل الي السماء وعندها سيكون تحرك السماء مزلزل ضد نظام حكمك الذي ترك الظلم يستفحل بهذا الشكل الفاجر ضد تلك الأسرة، مثلما حدث مع سيدة الكرم سابقا، هذا ما أود كتاباته باختصار وكلمات ذلك المقال اعتبرها تحذير من السماء قبل فوات الاوان .
مشكلة هذا الطفل لا تحتاج إلي كل ما يحدث ، فالذي يحدث هو عار لطخ اسم وسمعة مصر ، فتحتي لو رجع ذلك الطفل فقط قضي نظام حكمك علي إنسانيته وادميته لأنه أصبح لقيط في نظر المجتمع ، المشكلة ابسط من البساطة أن يقوم أحد اولادنا من الجهات السيادية برفع سماعة التليفون الي الجهات المختصة ويأمرها برجوع الطفل حالا الي حضن أسرتها في التو واللحظة سيتم تنفيذ الأمر ، أما أن يقوم نظام حكمك باستغلال مشكلة ذلك الطفل لإرضاء الحركات المتطرفة ولالهاء الشعب عن المشاكل، فذلك لا يليق باسم مصر ولا حلم الجمهورية الجديدة التي حلمنا بها جميعا .
نعلم أن لا أمل في رجوع هوية مصر المختطفة التي تم تدميرها ولكن لا تغض النظر عن دموع هذان الأبوين حتي لا تتحرك السماء ضد نظام حكمك عندها سيصرخ نظام حكمك بالدموع ولن يستجاب له مثلما يحدث مع تلك الأسرة
لقد كتبت هذا المقال من أجل مصر فقط ومن أجل ما أراه قادم مستقبلا بسبب هذا الظلم الفاجر الذي أجزم أنه لن يحدث في أي دولة من الدول التي تعيش حالة فوضي ، واعلم أن جميع المصريين في منتهي الحزن والخزي من تلك المشكلة الغير آدمية التي لطخت سمعة واسم مصر .