حمدى رزق

«كل سُنة كنا نعرفها نعتقد أنها واجبة، ومكناش نعرف الفرق بين الواجب والمستحب وإن فيه درجات فى الأحكام.. فعرفت أنه عندما لم ندر تدرّج الأحكام كيف جنينا على الناس، لم نكن ندرى درجات الأحكام فأفسدنا كثيرا بحماس الشباب».

لو راجع حاتم ابن الشيخ أبوإسحق الحوينى اعتذار والده ونصه أعلاه، لتاب وأناب واستغفر ربه واعتذر عن رمى الناس بالباطل، وأخيرًا اتهام الدراما المصرية والعربية بـ «الزندقة والإباحية والفجور»!.

لن يعتذر، ولن يراجع، سادر فى غِيّه، يسود وجه الشاشة، ويرسم نفسه محتسبًا جديدًا، ويهتبل الفضاء الإلكترونى لإشانة الفن وأهله، وكما قال نقيب المهن التمثيلية الفنان القدير أشرف زكى: «إزاء مجموعة من محبى الظهور، ودائمًا ما يشنون حملات ضد الدراما المصرية والعربية، متهمين صناعها بالفسق والفجور».

نقابة المهن التمثيلية تستحق المساندة من جموع الفنانين والعاديين، دعمًا لبلاغها إلى النائب العام ضد (حاتم الحوينى)، يتهمه بالتطاول والهجوم على الفنانين بتوجيه عبارات السب والقذف والطعن فى الأعراض عبر وسائل التواصل الاجتماعى.

الصمت على أمثال الحوينى (الابن) يغرى الذى فى قلبه مرض من الفن وأهله. المواجهة القانونية تلجم هؤلاء عن الخوض فى أعراض الشرفاء. الفنانون ليسوا لقمة طرية سائغة، بهذا البلاغ يثبتون أن لحمهم مُر، وسيوقفون كل متطاول متجاوز عند حده.. وبالقانون.

التنطع على أكتاف الفنانين أصبح طقسًا صاخبًا، كل فيلم يوجه له تهمة تزدريه، وكل مسلسل تتم مصادرته إلكترونيا، يلقفون الفن ويقذفون نجومه بأبشع الاتهامات التى يعاقب عليها القانون.. ولا يرتدعون.

يقول الحوينى (الابن): «فى الدراما المصرية والعربية تجد الزندقة والإباحية والفجور».. تخيل يا مؤمن، كوكتيل الطعن فى مجمل الدراما، لا يرى الحوينى الصغير إذا كان يرى أصلا مسلسلات، وأشك أنه شاهد حلقة واحدة من مسلسل!.. وليخبرنا أيًّا من هذه المسلسلات يحفل بالزندقة، وأيها متورط فى الإباحية، وما المسلسل الذى يحض على الفجور!.

تخيل جملة الاتهامات التى يلونها بلغة دينية باعتباره وريث الحوينى الكبير فى تقبيح وجه الفن، وإشانة سمعة الفنانين، حتى مسلسل «الإمام الشافعى»، الذى يعد أيقونة رمضان هذا العام، لم يفلت من أسنانه الصفراء، لم يفلت من اتهاماته السارحة فى الفضاء الإلكترونى.

الحوينى (الابن) يقول بملء فِيه: «يمثلون دور الإمام الشافعى فى مسلسل خبيث.. يحرّفون فيه سيرته العطرة». مسلسل مكتوب بحرفية، ويجسد سيرة الإمام، ويروى ما تيسر من سيرته العطرة بتمكن واحترافية وتوثيق وتدقيق محل إشادة من المراجع الدينية والتاريخية المعتبرة والمعتمدة يوصف بـ«الخبيث»؟!.

البلاغ على وقته قبل هبوب العاصفة الهوجاء التى يثيرها كل حين الحوينى الصغير، البلاغ يطالب النائب العام المحترم المستشار «حمادة الصاوى» باتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة، والتحقيق مع المشكو فى حقه وإحالته للمحاكمة الجنائية.

حتمًا، سيعتبره الحوينى (الابن) حربًا على الإسلام، فرصة سنحت رمضانيًا للشو والظهور الإلكترونى بعد غياب، باعتباره حامى حمى الإسلام، وفارسًا من فرسان الليل وآخره، وسيتعاطف معه نفرٌ من المغيبين، لا شاهدوا مسلسلات ولا أفلامًا، ولكن يحكمون بالزندقة والفُجر والخلاعة بالسمع، وطالما قال الحوينى بهذا فقد صدق.. وقبل التصديق على محكم خزعبلاته، مطلوب منه شخصيًا الإجابة عن السؤال فى عنوان المقال!.

نقلا عن المصرى اليوم