سحر الجعارة
دعت دار الإفتاء المصرية إلى عدم الأطفال على صيام شهر رمضان '> إجبار الأطفال على صيام شهر رمضان المبارك، هذه العادة الخاطئة التى تقوم بها بعض الأسر ويجبرون أطفالهم عليها، ظناً منهم أن هذا الأمر صحيح.ونشرت دار الإفتاء المصرية عبر صفحتها الرسمية على «فيس بوك» لتوعية الأسر، قائلة: «ندعو إلى عدم إجبار الأطفال على إكمال الصيام إلى آخر النهار؛ لأنهم غير مكلَّفين؛ إنما يراعى التدريج فى ذلك».

هذه الفتوى الرسمية تدعونا لأن نوجّه السؤال للمتخصّص، لتأتى الإجابة الصحيحة، بعد أن ثبت على مر الزمان أن توجيه السؤال للشخص الخطأ سجن البشرية فى «جاهلية مبتكرة».. ويجب ألا تخدعنا الألقاب: طبيب أو عالم أزهرى.. أو عالم.. Freelanser أو يوتيوبر يحقق الملايين من فتاواه الشاذة على السوشيال ميديا.وفى تصريحات سابقة العام الماضى، يقول فضيلة مفتى الديار المصرية، الدكتور «شوقى علام»، عن فريضة الصيام ورخصة الإفطار: (إن المكلف إذا كان يعمل عملاً شاقاً لا يستطيع التخلى عنه فى نهار رمضان؛ ولا يتسنَّى له تأجيل عمله الشاق لما بعد رمضان، أو جعله فى لياليه، فإن الصيام لا يجب عليه).

ويوضح فضيلة المفتى أصحاب الأعمال الشاقة: (هذه الأعمال تضمّنت البنّائين والحمَّالين وأمثالهم، ومَن يعملون فى الحرّ الشديد، أو لساعات طويلة، أو أمام الأفران أو السائقين لمسافات طويلة ومرهقة، وكبار السّن أو أصحاب الأمراض المزمنة الذين يتضرّرون من الصوم).. هل تتخيل أن فتوى مفتى الديار المصرية سوف تطبّق «فى الخفاء»، خوفاً من لعنة «عبدالله رشدى» الملقب بـ«مجانص»؟؟.. وأن «يوتيوبر العك الدينى» سوف يفرض إرادته على سلطات الدولة، لتتفرّغ مثلاً أجهزة الأمن لملاحقة حمال أو سائق أو بنّاء بتهمة المجاهرة بالإفطار؟.. أو تطالب امرأة بإثبات أن لديها عذراً شرعياً للإفطار.. أو يحرم مريض السكر أو السرطان من الارتواء فى نهار رمضان، خشية الجلد أو الرجم من مهاويس مجانص!

فقط يجب أن نتوقف هنا، مع الحديث الشريف: «إنَّ اللَّهَ يُحِبُّ أَنْ تُؤْتَى رُخَصُهُ، كَمَا يُحِبُّ أَنْ تُؤْتَى عَزَائِمُهُ»، هل صاحب «رخصة الإفطار» يجب عليه أن يختبئ من عيون الناس (خوفاً من جرح مشاعرهم)، أم أن عليها أن يخاف ممن نصبوا أنفسهم هيئة «وصاية شرعية»، بزعم «تغيير المنكر باليد» والخلط المتعمّد بين المنكر والمباح لفرض نفوذهم على العباد؟!

الحقيقة أن المفطر مثل سائر البشر فى مواجهة أفعال تدخلهم فى دائرة المتشابهات بين الحلال والحرام، وهو اعتاد أن يساير القطيع، حتى إن لم يسر معهم، ونسى أن الله ميّزه عن باقى المخلوقات بـ«العقل».. لقد ألغاه من مفردات الحياة فلا هو يتدبر ولا يتفكر -كما أمره المولى عز وجل- إنه يعلق خطاياه وحسناته فى «رقبة الكاهن» ولا يريد أن يتحمّل مسئولية قراره، رغم أنه سيُحاسب يوم القيامة وحده.. لن يتولى الكاهن دور «محامى الدفاع» عنه!.

فهل تتخيل طفلاً فى مدرسته يصوم الكبار من حوله وقد يتظاهر بالصيام أربابه الأطفال.. هل يجرؤ أن يفتح فمه ليطلب شربة ماء؟.ه

ؤلاء الأطفال بحاجة إلى تعليمات صارمة من وزارة التربية والتعليم، خاصة فى ظل منظومة مجتمعية تجعل معظم المحال المختصة بالأكل والشرب مغلقة فى نهار الصيام، أنا مع تدريب الطفل على التعود لعدة ساعات على الصيام، ولكن مع مراعاة ما قد يتعرّض له من ضغط وإرهاب معنوى فى البيت والمدرسة.

للأسف نحن نعيش فى مجتمع «سلفى الهوى»، يعانى من حالة «هوس دينى ودروشة»، ومن السهل أن تعزف على أوتاره الدينية ليتعصّب ويتشنج ليبادر أى متطرف ليغير «المنكر بيده».. وساعتها سوف نندم جميعاً.
نقلا عن الوطن