ياسر أيوب

 بعد انتصارات بنات الإسكندرية والإسماعيلية، منذ سنوات، فى رفع الأثقال.. جاء الدور على أسيوط، منذ أربعة أيام فقط، لتفرح وتحتفل بابنتها حبيبة ابنة أسيوط، التى لم تَفُزْ بعد بميدالية أوليمبية، ولا تزال أصغر من أن تشارك فى بطولات العالم للكبار.. ورغم ذلك باتت مؤهلة، بعدما فازت، منذ أيام، بميداليتين فضيتين فى بطولة العالم لرفع الأثقال للشباب، التى استضافتها ألبانيا.

ورغم أنها لا تزال فى السادسة عشرة من عمرها.. فإنها نجحت فى أن تكون صاحبة حكاية تستحق الاهتمام والفرحة والاحترام.. فالنجاح الرياضى فى القاهرة وشمال مصر أسهل من النجاح فى الجنوب، ونجاح الشاب فى الجنوب دائمًا أسهل من نجاح الفتاة.. ولهذا احتاجت حبيبة حين بدأت تلعب لكثير من القوة والصلابة والتراث الصعيدى المسكون بالتحدى والكبرياء.
 
وبعد بطولاتها وميدالياتها المحلية فى مصر، كانت المكسيك هى رحلتها الأولى خارج مصر وبطولتها الدولية الأولى أيضًا.. فقد سافرت حبيبة مع بعثة مصر للمشاركة فى بطولة العالم لرفع الأثقال للشباب العام الماضى.. ورغم أنها كانت الرحلة الأولى والبطولة الأولى.. ورغم أن حبيبة كانت أصغر لاعبة فى البطولة كلها، ولا يزيد عمرها على 15 عامًا.
 
فوجئ مسؤولو البعثة المصرية ومسؤولو المنتخبات الأخرى أيضًا بالفتاة الصغيرة، الطالبة بالصف الثالث الإعدادى، تقف فى ثبات دون خوف ورهبة وارتباك كأنها بطلة قديمة اعتادت المشاركة فى بطولات العالم.. ونجحت فى احتلال المركز الخامس، وكانت قريبة أيضًا من الفوز بميدالية.. وكانت بطولة العالم فى المكسيك هى الأولى والأخيرة أيضًا التى تشارك فيها حبيبة دون أن تفوز فيها بميدالية.
 
ففى بطولة إفريقيا فازت حبيبة بثلاث ميداليات من ذهب. وعادت وشاركت، منذ أيام، فى بطولة العالم فى ألبانيا لتفوز بميداليتين من فضة، ولم تكن سعيدة لأنها كانت تحلم بالذهب وتريده.. ولم تكن هاتان الميداليتان انتصارًا لحبيبة وحدها، التى لا تزال تحلم بميدالية أوليمبية، إنما كانتا انتصارًا أيضًا للأب الموظف بالأوقاف والأم حاملة الدكتوراة فى اللغة العربية، اللذين لم يمنعهما خوف وتقاليد من السماح لطفلتهما باللعب.
 
وللخال أحمد عطية درويش، الذى أدرك موهبة ابنة شقيقته الصغيرة، فشجعها، ولا يزال يقوم برعايتها وتدريبها.. وللمشروع القومى للموهبة، الذى بدأته وزارة الشباب والرياضة، وأيضًا لمسؤولى هذا المشروع فى أسيوط.. وكان الأمر أيضًا نجاحًا لأسيوط، التى بدأ أبناؤها وبناتها كسر حاجز الخوف والاغتراب عن منصات التتويج والحلم والبطولات الرياضية.
نقلا عن المصرى اليوم