عمل الله فى قصة الطفل شنوده (ترى ماذا يكون هذا الصبى)

ماجد وليم
الطفل شنوده ولد فى ظروف صعبه لم يعرف من هم ابواه الحقيقيين. ولكنه صار ابن لجميع المصريين مسيحين ومسلمين

فى قصته غموض كبير ولكن في قصته نرى من يقوم بدور البطوله  وهى الام امال والأب فاروق اللذان قبلوا ان يتبنوا الطفل بكل حب وفرح لدرجة انك لا تستطيع على الإطلاق ان تفرق انه ابنهم بالطبيعه ام بالتبنى..وفى موقفهم شهامه وشجاعة عارمه..إذ لم يتفكروا للحظه ماذا سيقول الناس عنهم إذ انهم تبنوا ابن نتيجة خطيه ..بل بكل شجاعه وأمانه ومحبه قبلوا المسؤليه وقاموا بنجاة طفل من ان يكون متسول اومجهول الهويه او فى وسط مجتمع هابط يكون فيه مبادئ سيئه
وفوق ذلك بحكمة الراعى ابونا انطونيوس قاموا بالستر على من هم قاموا بالفعل الشنيع متمثلين بتعليم انجيلهم ان المحبه تستر كل الذنوب ..وان الله يريد رحمه لا ذبيحه

فنرى ان هذا الطفل الذى ولد فى الظلام أراد الله ان يعلنه ف النور
الطفل الذى ولد مجهول الوالدين ليصبح كل رجل وكل امرأه مصريين او غير مصريين يصبحوا له اباء وامهات ويدعوا له بمشاعر الابوه والامومه ويتمنوا له حياه هادئه سالمه مع والديه امال وفاروق
الطفل الذى وجد فى حمامات الكنيسه الان نراه يتصدر وسائل التواصل الاجتماعى والاعلامى بكل منصاته  
الطفل الذى لم نعرف هو لاب مسيحى او مسلم اجتمع على قضيته معا الأزهر الشريف والكنيسه المقدسه ليتكاتفوا فى قضية هذا الطفل ويولد من رحم الأزهر والكنيسه معا طفل بميلاد جديد تحت اثبات هويته على يد القانون المصرى  

الطفل الذى كان نتيجة خطأ انسانى ..نراه تتجلى فيه أبهى صور  الانسانيه حين صرخ كل المصريين المسلمين اولا قائلين نحن لانذيد بمجيئه إلينا والمسيحيين نحن لا ننقص بمغادرته ايانا
ولكن جميعنا نريد ونتمنى له حياه انسانيه كريمه على اى وضع كان

الطفل الذى كان حبيث الأنفاس وهو فى صلب ابيه قبل صدوره إلى رحم امه الذى اطلقته الى عالم العناء غير قادر على نطق الحق ليمنع هذه الجريمه بينهم :يقف له ويدافع عنه عمالقة القانون المحامين والقضاه لينصفوا ليس القانون ونصوصه فقط بل روح القانون الساميه (لان الرحمه تسمو على الحكم ) كما ذكر الكتاب المقدس
الطفل الذي كُتبت شهادة ميلاده فى الخفاء تُكتب الان علانيه
الذى لم يعرف كيف يدافع عن نفسه يدافع عنه الجميع مع أمهر المحامين بقيادة المستشار(نجيب جبرائيل )
الطفل الذى لم يطلب من احد ان يقول كلمة حق هاهو يكتبوا عنه جميع الكتاب وعلى رأسهم (نادر شكرى..وفاطمه ناعوت) ويشهدوا له بالحق من دون أن يطلب .

وهنا يستحضرنى عمل الله العجيب مع يوسف الصديق
ماذا لو كان الله لم يسمح ليوسف بأن ينال من ابيه داله فيعطيه قميص ملون ويحلم احلام ويقصها على إخوته فيبغضوه ويحقدوا عليه وبعدها يرموه فى البئر(الحمام) وبعدها يبيعونه(التبنى للطفل) ثم تظهر فى حياته إمرأه فوطيفار(مريم يوسف)
ليسجن ليظهر فى حياته الساقى والخباز(المتفاهمين والمتعصبين) ليفسر لهم أحلامهم وتتحقق  (!!)وبعدها يُقلق الله فرعون بحُلم ليفزعه طالبا من يفسر الحلم فلم يجد احد من العلماء والحكماء والسحره والمنجمين ليفسروا له مارأه وعندها يتذكر الساقى يوسف ويخبر فرعون عنه قائلا
 فى السجن رجل عبرانى مسجون ظلم قادر على التفسير

فأتى به فرعون  ليكون هو الرجل الثانى فى مصر والأول من حيث إدارة الأعمال والمشاريع وقام فرعون بتغيير اسمه إلى «صَفْنَاتَ فَعْنِيحَ»،
فحقا لو لم يسمح الله بهذه الضيقه الناتجه عن حقد البشر لما كنا رأينا ابن يعقوب أشهر من عرفته البشريه الذى  عبر بها من المجاعه
ولو لم يسمح الله بالبلاغ فى شنوده لم نكن نعرفه ولا عرفنا روح القانون والوحده الوطنيه والمشاعر الحقيقيه لمن تبنوه
ولم تتجلى الانسانيه فى أبهى صورها .
ولم نرى دموع ام واب  بل ودموع شعب مرهف الحث شعر بأن قضية شنوده هى قضيته الشخصيه. فشكرا من الأعماق لكل الشعب المصرى ولكل المسؤلين على قضية الطفل شنوده
فترى ماذا يكون هذا الصبى
 بقلم ماجد وليم