بقلم: رامز مكرم رزق 

"مبارك الله ابو ربنا يسوع المسيح ابو الرأفة واله كل تعزية الذى يعزينا فى كل ضيقتنا حتى نستطيع ان نعزى الذين هم فى كل ضيقة بالتعزية التى نتعزى نحن بها من الله".
لا تخلو الحياة من الألام والضيقات نبدأها بالام المخاض الممتزجة بفرحة ولادة طفل وننهيها بالام وأحزان فراق الموت الممتزجة برجاء دخول من نحبه لملكوت السموات وبين البداية والنهاية سلسلة من الضيقات والتجارب .
 
ويرتعب الانسان عندما ينظر التجربة مجردة من وجود اللهولكن اذا تقبل الانسان التجربة والضيقة من يد الله على انها ضرورية لنموه الروحى فسيفرح بها ويحتملها بسرور .
 
صدقونى يا احبائى ان التجارب هى مصدر البركات لا تتذمر ولا تغضب بل تقبل كل شىء بشكر من يد الله فالبركات والضيقات وجهان لعملة واحدة 
ينشغل الناس دائما بسؤال لماذا......يارب؟ لماذا التجربة.......؟ لماذا انا بالذات؟لماذا فى هذا التوقيت بالذات؟هل أنا اخطأت ؟وأى خطأ يجازينى الرب عليه ؟ وهل أنا اكثر الناس اخطاء؟ كل هذه الأسئلة يضيع فيها الإنسان عمره دون أن يجد إجابة شافية ، فالناس تتطوع للإجابة بـ (قضاء أخف من قضاء )( مقدر ومكتوب)( المكتوب على الجبين ) وكثير من الأقوال بعضها يسكب العزاء وبعضها يزيد الآلم .
 
عزيزى يا من تعيش فى تجربة إن الله موجود فى التجارب.. إن دانيال النبى لم يرى الملاك إلا فى جب الأسود مع إنه كان رجل بار، والفتية الثلاثة لم يروا الله إلا فى لآتون النار وعندما خرج الفتية الثلاثة من الآتون ( الضيقة) تركوا الله هناك حتى أن كل من ينزل إلى الآتون" الضيقة" يجد الله ، والهروب من الضيقة يقول عنه القديس الأنبا بولا أول السواح " من يهرب من الضيقة يهرب من الله".
 
عزيزى أنك الآن كسمعان القيروانى وأنت فى التجربة تحمل الصليب مع المسيح أمام الناس ولكن لوقت قليل ، وعند الصلب سيحمل عنك هو الصليب ممارساً هوايته المفضلة " الحب والفداء" .
 
أترك التجربة وأنظر لمن يمشى بجانبك ، أنه رب المجد يسوع المسيح ، من أقام الموتى وشفى المرضى وفتح أعين العميان ، وأنه قادر على كل شىء ولكنه سمح بهذه التجربة لخيرك ولنموك الروحى ، يقول أبونا بيشوى كامل عن الضيقات " الضيقات هى عمليات تجميل يجريها الرب يسوع فى نفوسنا " .
 
إننا نريد أن نتحول من مجربين إلى معزيين ، بمعنى أن نسمو فوق تجاربنا ونعزى من هم فى التجارب بالتعزية التى نلناها من رب المجد.
وفى النهاية من حقك أن تطلب من الله أن يرفع عنك التجربة ولكنك ستكون أكثر نضجاً إذا تقبلتها بشكر طالباً من الله أن يعطيك قوة الاحتمال لتأخذ بركتها وقول له" لست أصلى طالباً حمل أخف ، بل كتفين أقوى ".
 
عزيزى صلى معى هذه الصلاة :
"الهى الحبيب.. أسألك ان لا تدع الضيقة تبعدنى عنك ، بل أعطنى قوة وصبراً أن أتحملها ، وأشكرك عليها ، وأن أخرج منها أكثر قوة وإيماناً وحباً لك ، وأن شئت أن لا ترفعها عنى فلتكن إرادتك الصالحة لا إرادتى لأنى واثق انك تريد خيراً " ... آمين .
( المرجع : كتاب تعزيات السماء – د. ليليان ألفى )