الأنبا موسى
فى سعيك نحو تحقيق نجاح فى شىء ما، كن كماكينة تصنع الأهداف، ثم تعدلها باستمرار، إن وجدت الهدف صعب المنال، أو أن هناك مانعا من تحقيقه، فربما تستطيع تعديل طموحك، أو الوصول من طريق آخر، أو قل: «رُبَّ نَجَاحٍ يَكُونُ لأَذَى صَاحِبِهِ!» (يشوع بن سيراخ 20: 9).
أولًا: الفشل ليس قاتلًا:
1- «اللهَ لَمْ يُعْطِنَا رُوحَ الْفَشَلِ، بَلْ رُوحَ الْقُوَّةِ وَالْمَحَبَّةِ وَالنُّصْحِ» (2 تيموثاوس7:1)، فالذى يخاف الفشل لن يصل أبدًا للنجاح، فنحن نتعلم من الفشل أكثر مما نتعلم من النجاح.
2- أحد الأساتذة يروى قصة نجاحه حين قدم بحث الماجستير، فلم يُسمح له بمناقشته. ولكنه لم يُصب بالإحباط، رغم أن الأساتذة طلبوا منه إعادة البحث مرة أخرى، وتغيير موضوعه كلية، ورغم هذا الوقت والجهد الضائع، فإنه قام بتغيير بحثه، وحصل على درجة الماجستير، واستخدم البحث السابق ليكون موضوعًا للدكتوراه فى الفلسفة، وهكذا حول الفشل إلى نجاح ساحق. فتقبل الفشل ولا تدعه يسيطر سلبيًا على تفكيرك، أو يجلب عليك الشعور باليأس أو الإحباط.
3- أحد الشباب مر فى حياته بالعديد من المحاولات الفاشلة. فقد فشل فى التجارة، ولم ينجح كمحام، وفشل فى دخول الكونجرس، وفشل فى دخول مجلس الشيوخ، وفشل كنائب للرئيس، وفشل فى مجلس الشيوخ، وبعد كل هذا رُشح كرئيس جمهورية.. إنه أبراهام لينكولن، أعظم رؤساء أمريكا ومحرر العبيد.
4- ونسمع نفس الشىء عن السير د. مجدى يعقوب الذى لم يكلل جهده بالنجاح فى مصر، ولكنه وصل إلى العالمية فى جراحة القلب بإنجلترا، حتى استحق لقب (سير).. وفى كل هذا جاء ثانية إلى خدمة بلده مصر، وهو يحقق نجاحات كبيرة فى علاج أمراض القلب.
5- وكذلك لم ينجح الأديب الروسى «تولستوى» فى الكلية، ويئس «هايدن» المدرس، يومًا أن يصبح بتهوفن الصغير موسيقارًا، كل هؤلاء فشلوا ولكنهم حولوا الفشل إلى نجاح.
6- وهناك قول مأثور يقول: «فكر فى الفشل مرة وصلِّ من أجله مرات»، المهم ألا توقف المحاولات، بل حاول أن يصبح النجاح حقيقة.
7- يقول روزفلت: «إن هناك شخصًا واحدًا لا يفشل أبدًا، هو الذى لا يحاول أبدًا ولا يعمل شيئا ألبتة».
8- ويقول الفنان جان ليمون J. Lemmon: «إن الفشل لا يؤذى أحدًا إطلاقا، لكنه الخوف من الفشل هو الذى يقتل الفنان».
ثانيًا: ضرورة الاستمرار:
1- الاستمرار ضرورة، فجيوش الظلام لا تقدر أن تطفئ شمعة مضيئة، فكن شجاعًا وقل لنفسك: «سوف أحافظ على شمعتى، لأنه إذا انطفأت شمعتى فمن الذى سوف يذيب الجليد؟».
2- قد تهبط الأمطار أو تحرق الشمس المسافر، ولكنه ليس عليه أن يتوقف. إن القائد المتحمس قد يصاب بالحزن، ولكن عليه أن يبدو للناس دائم البشاشة، معتمدًا على قدرة الرب على تغيير الواقع إلى مستقبل أفضل.
3- لقد قال السيد المسيح يومًا لتلاميذه: «نفسى حزينة جدًا حتى الموت»، ولكنه لم يتوقف بل قاد المسيرة بلا تراجع. إن عليك أن تلقى بالساعة خلف ظهرك حتى تنتهى المهمة. لقد قيل: «إن الموهبة موقف وليست فقط قدرات»، «إنها الحماس». فكم من الناس يعرف أن يعمل، ولكن ليس لديه الشغف بالعمل.
ثالثًا: استمرار النجاح.. بالرغم من:
عندما تصبح الظروف صعبة من حولك كيف تستمر ناجحًا؟
1-انظر للظروف الصعبة باعتبارها فرصة: نكتشف فيها حقيقة نفوسنا، ومعادن الناس من حولنا، وقد تظهر مقدار ما تتمتع به من صلابة لا تعرفها عن نفسك فى الظروف العادية. أو فى وقت الشدة.
كذلك أعط فرصة لمزيد من الالتجاء إلى الله، والاتكال على قوة روحه القدوس العامل فينا فى تغيير ما تعجز عنه بشريتنا الضعيفة، وفى إمدادنا بالعون اللازم، لمواجهة الظروف الصعبة التى تقف فى طريقنا.
2- تمسك بالإيجابية: مهما كانت الروح السلبية تحاصرك، فصمم على أن تتمسك بالإيجابية. فكر بإيجابية، وعندئذ سوف تتصرف بإيجابية، وسيصنع ذلك كل الفرق. انس فشلك، ولا تغرق فى إحباطاتك، لا تستسلم بل قم وانهض وابدأ من جديد.
3- لا تتنازل عن هدفك:
فلا تدع الظروف الصعبة تنحيك عن طريقك، أو تحرمك من أحلامك، لا تجعل هدفك يخبو أمامك، ثبت عينيك عليه فى كل وقت. حدد أولوياتك، كن نفسك وثابر إلى المنتهى. فالطريقة الأضمن لعدم الفشل هى التصميم على النجاح.
4- قالوا فى النجاح:
- النجاح هو امتلاك الشجاعة لمواجهة الفشل بدون هزيمة. النجاح هو قبول التحدى الصعب (جان جاك روسو).
- ويقول جورج برنارد شو: «الناس دائمًا يلومون ظروفهم لما هم عليه»، الأشخاص الذين يتقدمون فى هذا العالم هم الأشخاص الذين يصحون ويفتشون عن الظروف التى يريدونها، وإذا لم يستطيعوا إيجادها، صنعوها.
ويعلمنا الكتاب المقدس عن النجاح:
- «أَمَّا الْحِكْمَةُ فَنَافِعَةٌ لِلإِنْجَاحِ» (سفر الجامعة 10: 10).
- «إِنَّ إِلهَ السَّمَاءِ يُعْطِينَا النَّجَاحَ، وَنَحْنُ عَبِيدُهُ نَقُومُ وَنَبْنِى» (سفر نحميا 2: 20).
الرب ينعم علينا جميعًا بالنجاح.. له كل المجد إلى الأبد آمين.
نقلا عن المصري اليوم
نقلا عن المصري اليوم