فى مثل هذا اليوم 4 ابريل 1954م..
سامح جميل
علي الحجار (4 أبريل 1954 -)، كان (إبراهيم الحجار) ذو الأصول الصعيدية هو آخر من حمل لقب عائلة (الحجار) ، وكان هو أول من نزح من آل الحجار المشهورين بأصواتهم الجميلة من محافظة بني سويف إلى القاهرة في بدايات القرن العشرين ليتقدم للامتحان بالإذاعة المصرية لاعتماده كمطرب، وبعد غنائه أمام لجنة الامتحان التي ابدت إعجابها بجمال صوته أصر رئيس اللجنة ( مصطفى بك رضا ) والذي كان في هذا الوقت يشغل منصب عميد معهد فؤاد الأول للموسيقى العربية " وهو معهد الموسيقى المقام في منطقة الإسعاف بشارع رمسيس بالقاهرة الآن " . كان قد أصرعلى أن يلتحق إبراهيم الحجار بالمعهد لكى يدرس الموسيقى . ورصد له منحة شهرية من المعهد قيمتها ثلاثة جنيهات ونصف بالإضافة إلى جنيه آخر كمنحة منه شخصيآ حتى يستطيع إبراهيم الحجار الإقامة في القاهرة والتفرغ للدراسة . وبعد عشرسنوات من اعتماده كمطرب بالإذاعة المصرية وكانت قد قامت ثورة يوليو عام 1952 وعين أحد رجال الثورة مديرآ للإذاعة وكان اسمه ( محمد حسن الشجاعى ) وكان قد قرر إعادة ترتيب طريقة العمل بالإذاعة المصرية .فقرر فصل بعض المطربين المعتمدين بها وكان منهم إبراهيم الحجار الذي طلب منه تغيير لقب "الحجار" ولم يكن إبراهيم الحجار يعرف كيف يجامل أوينافق رؤسائه ورفض بحدة تغيير لقب عائلته، ليجد نفسه بعدها بدون عمل أو مصدر رزق كاف .
وفي منزل العائلة المتواضع بحي إمبابة الشعبي بالقاهرة والمكون من غرفة واحدة ليس بها ماء أو كهرباء ولد (علي إبراهيم الحجار) في الرابع من إبريل عام 1954 و توجب على هذه الأسرة أن تواجه بصبر وضعاً اقتصادياً مزرياً بعد ما فقد الأب (إبراهيم) عمله في الإذاعة المصرية وهكذا توجب عليه أن يرضى بالعمل في الكورس تارة وتارة أخرى يضطر للعمل كمدرس موسيقى بملجأ للأيتام بمرتب ثلاثة جنيهات شهرية وقررالإبن علي الحجار أن يعمل وهو صغير السن كصبي مكوجي ليساهم في مصروف البيت قبل أن تكتشفه أمه وتوبخه . ثم تحول إلى رسم الصور الشخصية بالقلم الفحم للحلاق والبقال وصاحب محل الخردوات بقروش قليلة حيث كان يمتلك موهبة الرسم التي ورثها أيضآ عن والده . استمر الوضع كذلك لفترة طويلة حتى التحق الأب بفرقة الموسيقى العربية، ثم تم تعيينه كمدرس حر بمعهد الموسيقى لتدريب الطلبة على فن الغناء وتحفيظ الأدوار والموشحات القديمة لسيد درويش وزكريا أحمد وغيرهما من كبار الفنانين الذين وضعوا أسس الغناء في القرن الثامن والتاسع عشر .
وفور تخطي " على الحجار " الثانوية العامة قدم أوراقه لكلية التجارة انصياعاً لطلب أبيه الراحل إبراهيم الحجار الذي كان يخشى على ولده من العمل بالوسط الفنى حتى لا يرى المعاناة التي رآها هو من قبل . الا ان " على " لم يستطع الإستمراربها فالتحق بكلية الفنون الجميلة وتخرج منها عام 1979 . وكان أثناء دراسته قد التحق هو وأخوه أحمد بفرقة التخت العربي لإحياء التراث وكانا يتقضيان مرتبآ شهريآ أعانهما على بعض متطلبات الحياة .
ثم وضعه قدره في طريق الموسيقار العبقري الراحل (بليغ حمدي) الذي شاهده يغنى في حلقة من حلقات برنامج الموسيقى العربية الذي تقدمه الدكتورة " رتيبة الحفنى " ليبعث في طلبه ثم ظل يتدرب معه حوالى سنتين حتى اختار له ( بليغ حمدى ) كلمات الشاعر الغنائي الكبير (عبد الرحيم منصور) أغنية (على قد ماحبينا) لتكون البداية التي قدمه بها للجمهور في حفل ليلة رأس السنة عام 1977 ثم كان الألبوم الأول الذي تضمن أربع أغنيات كتب عبد الرحيم منصور ثلاثة منها وكتب بليغ حمدي بنفسه أغنية رابعة بعنوان " قالت" تحت اسمه المستعار كشاعر وهو (ابن النـــيل) . غنى علي الحجار من الحان الملحن الكردي هلكوت زاهر أغنية باسم رجعنا لبعضينا من كلمات هاني الصغير وشاركت فيها المطربة الكردية ليلى فريقي كانت من اقوى ديو مشترك عربي وكردي يعتبر علي الحجار أول مطرب عربي ومصري شارك في ديو مشترك مع مطربة كردية وأول مطرب عربي غنى من الحان الملحن الكردي هلكوت زاهر وحققت نجاحا لافتا في كل الوطن العربي وفي كردستان.!!