محمد عبد المجيد

ماذا ستخسر إنْ خرج شخص آخر من دينك؟
 
هل الإسلام هش وضعيف إلى هذه الدرجة، أي يهتز في حالة خروج مسلم أو عشرة أو ألف أو مليون من الألف وأربعمئة مليون مسلم؟
 
ولدته أمه مسلماً، وأرضعته مسلماً، وكبر مسلماً، ثم قرر احتراما للإسلام ولدين آبائه أن يختار بنفسه، ومر بمرحلة الحيرة، والبلبلة الفكرية، ومقارنة الأديان أو حتى غير الأديان، فاختار دينا آخر أو قضى من وقته عمرا بتنقل بين الحيرة والفكر.
 
الجبان من يريد أن يعاقبه!
الجبان من يرفض كلمات الله، العزيز التواب، من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر.
 
حتى لو لم يعد المرتد إلى الإسلام بعد عام أو خمس سنوات أو عشرين عاماً أو لنهاية عمره، فهذا ليس شأنك. تقول بأنه سيشجع المسلمين على الردّة، وأقول بأنه سيشجع المسلمين الأتقياء أن يتمسكوا بدينهم.
 
تقول بأنه سيجعل غير المسلمين يحجمون عن الدخول في الإسلام، وأقول بل إن خروجه من الإسلام بطريقة سلسة وبسيطة ومتسامحة مع الترحيب به إنْ عاد، والدعاء له بالخير إنْ لم يعد، ستجعل غير المسلمين يفكرون في اعتناق هذا الدين.
 
وفي النهاية، دع الناس يعيشون حياتهم بحلوها ومرها، بكفرها وإيمانها، وحينئذ ستجد المتمكسين بدينهم هم المؤمنون به حقا وليس رياء الناس.
 
ستأتيني بآلاف الأقوال عن القدماء والسلف والكتب العتيقة، وآتيك بآية واحدة من رب الناس، مؤمنين وغير مؤمنين، والكفة راجحة دائما لله عز وجل!
وأخير أسألك سؤالا: ماذا سيضيرك إذا اختار أحدهم حياته وأفكاره بدون أن يؤذيك أو يتعالى عليك أو يخاصمك أو ينال منك؟