ياسر أيوب
فى بلد يسكن بين جبال الإنديز والمحيط الهادى، وبات من أكثر بلدان العالم التى جمعت مختلف الأعراق والثقافات، ويأكل 300 نوع من البطاطس.. تلعب كرة القدم دورا أهم وأكبر كثيرا من كونها مجرد لعبة، ويبقى التاريخ شاهدا على ما قامت به كرة القدم فى دولة بيرو منذ 150 عاما.

ورغم ذلك لم تتمسك دينا بولوارتى، رئيسة الدولة، باستضافة نهائيات كأس العالم لكرة القدم تحت 17 سنة، ولم يصدمها أو يزعجها قرار الفيفا بسحب تنظيم البطولة أمس الأول من بيرو.

وعلى الرغم من أن البيان الرسمى للفيفا أكد أن سحب البطولة كان نتيجة أن الوقت الباقى لبدء البطولة فى نوفمبر المقبل لم يعد كافيا لاستكمال المنشآت والملاعب اللازمة، إلا أن الحقيقة كما أشار إليها بعض المسؤولين وكثير من الإعلاميين فى بيرو أن الدولة لم تكن متحمسة لاستضافة هذه البطولة، فقد تولت دينا منصب رئاسة الجمهورية فى ديسمبر الماضى بعد عزل الرئيس السابق بيدرو كاستيو، المتهم بالفساد وعدم احترام الدستور والقانون.

وعلى حد تعبير أحد الصحفيين المقربين منها، تقلدت دينا الرئاسة تسبقها أحلام لا أول لها أو آخر، لكنها بدأت بعد أيام قليلة تكتشف قسوة الواقع ومراراته، وأن بلادها تحتاج لأمور كثيرة جدا، ليس منها استضافة بطولة كروية تحت 17 سنة ستتحمل بيرو بسببها الكثير من المال دون أى عائد وأرباح ومكاسب حقيقية.

وكان أوجستين لوزانو، رئيس اتحاد الكرة فى بيرو، قد أعلن منذ أيام أنه يحاول التفاوض مع الفيفا لكسب مهلة جديدة والإبقاء على كأس العالم تحت 17 سنة فى بيرو، لكنه فوجئ بتوقف الشركات الحكومية عن العمل فى الملاعب التى كان من المفترض استضافتها مباريات البطولة.

ولم تتحدث دينا بولوارتى أو تعلق على قرار الفيفا، واكتفت ببيان الفيفا الرسمى الذى تفهّم موقف بيرو، وأكد إمكانية تنظيم بطولات أخرى جديدة فى المستقبل بالتعاون مع بيرو وحكومتها واتحادها الكروى.

ويمكن تلخيص الكلام الكثير الذى قيل فى بيرو طيلة الأيام الكثيرة الماضية بأنها لم تكن أزمة تخص بيرو وحدها، إنما هى مشكلة بلدان كثيرة فى العالم الثالث يقدمون لها بطولات لا يشاهدها أو يتابعها أحد، وتنفق هذه البلدان الكثير من مالها القليل وهى تتخيل أنها بذلك تكسب وجاهة سياسية وإعلامية وكروية، بينما فى الحقيقة هى تخسر الكثير من المال مقابل لا شىء على الإطلاق.

وبيرو لم تكن فى حاجة لهذه البطولة وسط ما تعيشه حاليا من ضغوط اقتصادية وخلافات سياسية.. ولا يعنى ذلك أنها من الدول التى تعشق كرة القدم، أو التى تملك تاريخا طويلا مع هذه اللعبة منذ أول مباراة لها أمام أوروجواى 1927.

فقد كانت بيرو من الدول التى شاركت فى أول كأس للعالم 1930.. وشاركت فى النهائيات خمس مرات، لكن انتصارها الكروى الأكبر كان فوزها ببطولة أمريكا اللاتينية مرتين فى 1939 و1956.. وهى من دول قليلة لها أغانيها الخاصة بكرة القدم وموسيقى الكريولا.
نقلا عن المصرى اليوم