كشف موقع ناشيونال جيوجرافيك، عن الباندا «شين شين»، و هي الأخيرة من نوعها في أمريكا اللاتينية وواحدة من ثلاث فقط في العالم.

 
وأشار التقرير أن «شين شين» في الثالثة والثلاثين من عمرها، وأنها كانت قد تجاوزت خمس سنوات من مطابقة العمر القياسي لباندا في الأسر، ولكن حتى الآن لا توجد خطة لاستبدالها.
 
وتواصلت جوجرافيك مع المصور الفنزويلي أليخاندرو سيجارا، الذي قام بزيارة حديقة حيوان تشابولتيبيك مؤخرًا، حيث تعيش «شين شين» للحديث عن حالتها الصحية.
 
يقول سيجارا: «في عام 2018، بعد عام واحد من انتقالي إلى مكسيكو سيتي، كنت أزور حديقة حيوان تشابولتيبيك، وبينما كنت أتجول في مساحة شاسعة تبلغ 42 فدانًا من الحدائق ومعارض الحياة البرية، صُدمت لاكتشاف هذا الباندا المنسي».
 
يعود تاريخ شجرة عائلة الباندا المكسيكية إلى عام 1974، عندما ولد «بي بي ويينج ينج»، حيث وهبت الصين الثنائي للمكسيك بعد عام.
 
عندما توفيت ابنتهما شوان شوان عن عمر يناهز 35 عامًا في عام 2022، أصبحت شين شين آخر الباندا في حديقة الحيوان.
 
ابتداء من أواخر الخمسينيات من القرن الماضي، وهبت الصين حيوانات الباندا العملاقة للبلدان كدليل على الصداقة والتحالف الدبلوماسي.
 
ويعود استخدام الصين الباندا في العلاقات الدولية إلى القرن السابع، عندما أرسلت الإمبراطورة «وو تسه تيان دبين»، إلى اليابان.
 
وفي عام 2008 تم منح اثنين من الباندا العملاقة لتايوان في لحظة نادرة من العلاقات الدافئة،ومن ثم فإن نسل تلك الباندا ليس ملكًا للحكومة الصينية، وعلى الرغم من أن استقلال تايوان لا تزال الصين تنازع لاستعادة الباندا.
 
بالنسبة للنقاد، فإن استراتيجية الصين المتمثلة في دبلوماسية الباندا، من حيث منح وإعارة الدببة إلى دول صديقة هي تكتيك لتلطيف الصورة العالمية للقوة العظمى.
 
انتهى هذا التقليد في عام 1984، عندما غيرت الصين بروتوكولاتها وبدأت في تأجير الباندا بعقود إيجار لمدة 10 سنوات، واليوم تدفع حدائق الحيوان رسومًا تصل إلى مليون دولار سنويًا لكل زوج باندا، وأي ذرية مولودة في الخارج تعتبر ملكية صينية ويجب إعادتها.
 
يقول سيجارا: «ترتبط العلاقة الجيوسياسية بين بلدين بباندا وحيدة في مكسيكو سيتي لا يتذكرها أحد، إنه فريد جدًا».
 
في حديقة حيوان تشابولتيبيك، استغرق الأمر من سيجارا أكثر من 20 زيارة على مدار ستة أشهر لإكمال مشروع تصوير على شين شين.
 
ينام الباندا ما يصل إلى 12 ساعة في اليوم ويقضي الكثير من الباقي مستقرًا، ويتناول وجبات خفيفة على الخيزران والاسترخاء.
 
وأشار سيجارا أن «شين شين» يرعاها مجموعة من الأطباء، وهم الطبيبة البيطرية ميريام نوجويرا، التي أمضت العقد الماضي في رعايتها، وإلياس جارسيا راميريز، الذي يمضي كل يوم في تنظيف موطنها وإعداد خيزرانها وضمان سلامتها.
 
تعتبر تربية الباندا أمرًا صعبًا ويستغرق وقتًا طويلاً ومكلفًا، حيث أن القليل منهم ولدوا في الأسر خارج الصين، وكان الأطباء البيطريون في حديقة حيوان تشابولتيبيك في مكسيكو سيتي أول من نجح في ولادة الباندا خارج الصين في أغسطس 1980.
 
في الأربعين عامًا الماضية، وُلدت ثمانية من حيوانات الباندا العملاقة في المكسيك، وعاش خمسة منها حتى سن الرشد.
 
في السنوات الـ47 الماضية، استضافت المكسيك 11 من حيوانات الباندا العملاقة، الآن لم يتبق سوى شين شين ومن غير المرجح أن تحصل المكسيك على باندا أخرى من الصين.