استعدادًا لأسبوع الآلام
القمص يوحنا نصيف
3 / 3
ثالثًا: المسيح العريس:
+ هو جاء كعريس مُفرِح، يدعونا لعُرسه.. كما ضرب عِدّة أمثال ليؤكِّد هذه الدعوة، كمَثَل العُرس والمدعوّين إلى العشاء العظيم (لو14) و(مت22).. وأيضًا مَثَل العذراى الحكيمات والجاهلات (مت25).. فهو العريس الذي كشف لنا أنّ ملكوته هو عُرس كبير، وفرح سماوي أبدي مجيد..
+ وَصَفَهُ القدّيس يوحنّا المعمدان بأنّه عريس الكنيسة، وأنّ فرحَهُ كخادم يكتمل بلقاء العروس مع عريسها (يو3: 29).
+ هو عريس عظيم اختارنا لنكون عروسًا له، على الرغم من بؤس حالنا.. كما شرح ذلك بقصّة جميلة ومؤثِّرة جدًّا في سفر حزقيال (ص16)، فيها أخذنا من الطين، وقام بتنقيتنا وتجهيزنا، حتّى أنّ جمالنا قد صار كاملاً ببهائه الذي جعله علينا..!
+ دائمًا يشتاق أن يدخُل معنا في ارتباط وحالة زيجة مُفرِحة، كما عبّر عن ذلك عدّة مرّات.. "كفرح العريس بالعروس يفرح بك الهك" (إش62: 5)، "أَخْطُبُكِ لِنَفْسِي إِلَى الأَبَدِ. وَأَخْطُبُكِ لِنَفْسِي بِالْعَدْلِ وَالْحَقِّ وَالإِحْسَانِ وَالْمَرَاحِمِ. أَخْطُبُكِ لِنَفْسِي بِالأَمَانَةِ فَتَعْرِفِينَ الرَّبَّ" (هو2: 19-20).
+ هو عريس جادّ وصادق، قَدّم لنا مَهرًا ثمينا، فقد ذُبِح واشترانا بدمه (رؤ5: 9).. إذ "ليس لأحد حُبّ أعظم من هذا، أن يضع أحد نفسه لأجل أحبّائه" (يو15: 13).. ولذلك يُذكِّرنا القديس بولس الرسول أنّنا قد أصبحنا في ملكيّة عريسنا الذي أحبّنا، فيجب أن نسلك في قداسة تليق بعروسه "قد اشتُريتم بثمن. فمجِّدوا الله في أجسادكم وفي أرواحكم التي هي لله" (1كو 6: 20)، "خَطَبْتُكُمْ لِرَجُل وَاحِدٍ، لأُقَدِّمَ عَذْرَاءَ عَفِيفَةً لِلْمَسِيحِ" (2كو11: 2).. فالمسيح يدعونا أن نكون له عذراء عفيفة حكيمة، لنستحقّ أن نُزَفّ له..!
+ يوم الصليب هو اليوم الذي تُوِّج الربّ يسوع فيه عريسًا على قلوب محبّيه.. وهذا ما سجّله سليمان بروح النبوّة قائلاً: "اُخْرُجْنَ يَا بَنَاتِ صِهْيَوْنَ، وَانْظُرْنَ الْمَلِكَ سُلَيْمَانَ بِالتَّاجِ الَّذِي تَوَّجَتْهُ بِهِ أُمُّهُ (الأُمّة اليهوديّة) فِي يَوْمِ عُرْسِهِ، وَفِي يَوْمِ فَرَحِ قَلْبِهِ" (نش3: 11).. فيوم الصليب ليس هو فقط اليوم الذي تُوِّج فيه المسيح (سليمان الحقيقي) بإكليل الشوك، بل هو أيضًا يوم العُرس الذي تُوِّج فيه الربّ يسوع مَلِكًا على قلوبنا بحبّه العظيم، الذي قدّمه لنا بفرحٍ.. كما وصفه القدّيس بولس: "من أجل السرور الموضوع أمامه، احتمل الصليب مستهينًا بالخزي" (عب12: 2)..!
+ أمّا أجمل وأعظم ما في أمر هذا العريس العجيب أنّه، وهو الغني جدًّا، يدعو عروسه الفقيرة لكي تشاركه في كلّ شيء، فيُكتَب اسمها معه على حسابه وكلّ أرصدته وممتلكاته.. فالموضوع ليس فقط لقبًا نناله بأنّنا نكون عروسًا للمسيح، ولكنّه نقلة نوعيّة هائلة للعروس الفقيرة لتتمتّع بكلّ غِنَى ومجد ملكوت العريس.. فمثلاً عندما يقول في سفر الرؤيا: "لِنَفْرَحْ وَنَتَهَلَّلْ وَنُعْطِهِ الْمَجْدَ! لأَنَّ عُرْسَ الْخَرُوفِ قَدْ جَاءَ، وَامْرَأَتُهُ (الكنيسة والقدّيسون) هَيَّأَتْ نَفْسَهَا. وَأُعْطِيَتْ أَنْ تَلْبَسَ بَزًّا (ثيابًا) نَقِيًّا بَهِيًّا، لأَنَّ الْبَزَّ هُوَ تَبَرُّرَاتُ الْقِدِّيسِينَ (القدّيسون يلبسون برّ المسيح)" (رؤ19: 7-8).. فكلّ هذه الزينة والغنى هي من مجد العريس وغِناه، الذي وهبه لنا نحن عروسه.. لذلك نحن نفرح به جدًّا، وسنظلّ نمجّده مع كلّ السمائيّين إلى الأبد قائلين: "مُسْتَحِقٌّ هُوَ الْخَروُفُ الْمَذْبُوحُ أَنْ يَأْخُذَ الْقُدْرَةَ وَالْغِنَى وَالْحِكْمَةَ وَالْقُوَّةَ وَالْكَرَامَةَ وَالْمَجْدَ وَالْبَرَكَةَ.. لِلْجَالِسِ عَلَى الْعَرْشِ وَلِلْخَرُوفِ الْبَرَكَةُ وَالْكَرَامَةُ وَالْمَجْدُ وَالسُّلْطَانُ إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ.." (رؤ5: 12-13).
+ "طُوبَى لِلْمَدْعُوِّينَ إِلَى عَشَاءِ عُرْسِ الْخَرُوفِ" (رؤ19: 9).
كلّ عام وأنتم في ملء حُبّ يسوع، الحَمَل والمَلِك والعريس،،
القمص يوحنا نصيف