محرر الأقباط متحدون
في فيلم وثائقي لمخرجَين إسبانيين يتحدث البابا فرنسيس إلى عشرة من الشباب والفتية ويجيب على أسئلتهم التي تميزت بالصراحة والجرأة وتطرقت إلى مواضيع عديدة.
"آمين. فرنسيس يجيب" هذا عنوان عمل وثائقي يستمر لأكثر من ساعة بين البابا فرنسيس وعشرة من الشباب والفتية، كثيرون من بينهم بعيدون عن الكنيسة، ويمكن مشاهدة هذا الفيلم الوثائقي الذي أخرجه الإسبانيان جوردي إيفولي وماريوس سانشيس على منصة +Disney بدءً من ٥ نيسان أبريل. وكما عودنا أجاب الأب الأقدس على الأسئلة كافة بصراحة شديدة وبأسلوبه الخاص الذين يجمع بين الجدية والمودة وحتى المزاح في بعض الأحيان. وقد صُور هذا اللقاء في حزيران يونيو ٢٠٢٢ في أحد أحياء روما ويدور بكامله باللغة الإسبانية، ويأتي الشباب والفتية الذين يتحاورون مع البابا فرنسيس من إسبانيا، السنغال، الأرجنتين، الولايات المتحدة، بيرو وكولومبيا.
هذا وتطرق الحوار إلى مواضيع كثيرة ومن بينها ابتعاد كاثوليك كثيرين عن الجماعة الكنسية، وشدد البابا فرنسيس في حديثه عن هذا الموضوع على أنه بدون شهادة فإن الكنيسة يصيبها الصدأ فتصبح كما نادٍ أعضاؤه أشخاص جيدون ويقومون بالأفعال التعبدية لكنهم لا يملكون الشجاعة للتوجه إلى الضواحي. وأضاف أن المركز غالبا، وربما بدون انتباه، يرفع حواجز تُبعده عن الواقع، وعلى من يريد أن يتعرف على الواقع أن يذهب إلى الضواحي حيث تغيب العدالة الاجتماعية. وأوضح البابا فرنسيس هنا أنه حين يتحدث عن الضواحي لا يعني فقط الفقر بل وأيضا الضواحي الثقافية والوجودية.
وانطلاقا من قصة فتاة وُلدت في الولايات المتحدة لأبوَين من الهند تركا بلدهما بحثا عن مستقبل أفضل، وأيضا من قصة فتى من السنغال استقر في إسبانيا، تطرق الحديث إلى العنصرية وإلى قضية الهجرة. وأراد البابا فرنسيس في هذا السياق إدانة استغلال الأشخاص في بلدانهم من جهة والتصرف غير الأخلاقي لمن لا يستقبلون هؤلاء الأشخاص من جهة أخرى. كما وأشار الأب الأقدس إلى المفهوم الاستعماري وثقافة العبودية، ولم يتردد الفتية عن إضافة أن الكنيسة في السابق قد تعاونت مع مَن لديه هذا المفهوم، وأجاب البابا على هذه الملاحظة معربا عن الخجل من جهة ومشددا على ضرورة قبول التاريخ من جهة أخرى، وذلك أيضا لتطهير الكنيسة مما وصفها قداسته بدنيوية روحية.
ومن بين ما طرحت إحدى الفتيات المشاركات من مواضيع الإجهاض، وهي ناشطة دفاعا عن الإجهاض، وطلب البابا فرنسيس من الفتيات إبداء آرائهن حول هذه القضية، فأعرب بعضهن عن التأييد وأخريات عن الرفض. ثم توقف البابا عند جانبَي هذه القضية، أي الجانب الرعوي والجانب البيولوجي، فتحدث عن دعوته الكهنة دائما إلى عدم طرح أسئلة كثيرة على النساء اللواتي يُثقلهن ضميرهن بعد القيام بالإجهاض وأن يتعاملون معهن برحمة مثل يسوع. إلا أن هناك الجانب العلمي الذي يؤكد أن الجنين هو حياة بشرية وليس مجرد مجموعة من خلايا. وتساءل البابا فرنسيس بالتالي: هل يجوز القضاء على حياة بشرية من أجل حل مشكلة؟ وأراد إيضاح الفرق بين مرافقة النساء التي أَجرين الإجهاض وبين تبرير هذا الفعل.
تطرق الحديث في هذا الحوار أيضا إلى الاعتداءات على القاصرين داخل الكنيسة، وأعرب البابا فرنسيس عن ألمه أمام هذه الأفعال وعرَّف الشباب والفتية بما يتم القيام به في هذا المجال وخاصة لتفادي سقوط حالات اعتداء بالتقادم.
وفي إجابته على سؤال حول موقف الكنيسة من قضية الهوية الجنسية والميول الجنسية قال البابا فرنسيس إن كل شخص هو ابن الله وأن الله لا يرفض أحدا، فهو أب، وتابع أن الكنيسة لا يحق لها طرد أحد منها، بل من واجبها الاسقبال دائما.
هذا ولم يخلُ الحوار الذي تميز بالصراحة من حديث بعض الشباب عن أسباب ابتعادهم عن الكنيسة وتقديم آخرين شهادات إيمان ملموسة ومؤثرة.