حمدي رزق
تُدهش وأنت تطالع سطور بيان مجلس إدارة نادى الهلال السودانى بعد مباراة الأول من أبريل التى انتهت بفوز الأهلى المصرى بثلاثية نظيفة، بدت من البيان وكأنها كانت «معركة حربية» على استاد القاهرة.
جد تصعق من لغة «البيان التحريضى» على الأهلى وجماهيره، انجرارا وراء فيديوهات مفبركة فى فبريكات إخوانية قذرة، الإخوان (الكيزان باللهجة السودانية) أشعلوها نارا فى الفضاء الإلكترونى بتركيب مقاطع صوتية قذرة على هتافات جماهير الأهلى تحمل إساءات فى حق شعب شقيق.
قطع لسان من يصف شعب السودان بمثل هذه قاذورات، وفى ظهرانينا ملايين من الأشقاء السودانيين يعيشون فى رحاب المحروسة، فى وطنهم دون إساءة تذكر، واقع السودانيين فى مصر يكذب ما يأفكون.
رئيس بعثة الهلال المقدر «هشام السوباط» وإدارة الهلال كانوا فى المقصورة، والجهاز الفنى واللاعبون فى الملعب، والمباراة لم تشهد أى خروج عن الروح الرياضية من لاعبى الفريقين.. من أين أتت هذه الفيديوهات؟، ومَن وراء فبركتها للإساءة لشعبنا فى السودان بلغة من خارج القاموس الرياضى؟!.
منذ وصول بعثة الهلال إلى وطنهم الثانى.. ما ملاحظات السوباط على مستوى الاستقبال والإقامة وملعب المباراة؟، هل يطلع جمهور السودان الشقيق على مستوى الترحيب من قبل الأشقاء؟، ولولا مرض كابتن «الخطيب»، رئيس النادى الأهلى، لكان على رأس مستقبلى الفريق الأزرق، وكان السوباط على مستوى الحدث، وأبرق متمنيا الشفاء لأسطورة الكرة الإفريقية.
بيان ما بعد المباراة يكمل سلسلة بيانات ليست ودية سبقت المباراة.. صحيح الفضاء الإلكترونى كان مترعًا بفيديوهات مفبركة استهدفت تحويل المباراة إلى معركة فى استاد القاهرة.. الهلاليون أشاروا فى بياناتهم إلى «مذبحة بورسعيد» التى نفذتها ميليشيات الإخوان!.
احتفاء المنصات الإخوانية العقورة والصفحات الإثيوبية المناوئة بالفيديوهات المفبركة دليل صارخ على ما نقول، والمرجو من إدارة الهلال بحصافة رياضية أن تراجع هذه الفيديوهات على متخصصين فى «السوشيال ميديا»، لتعرف حجم الزيف الذى انطلى على كثيرين بفعل «حملة الكراهية» التى سبقت المباراة.
صدور بيان هلالى تحريضى مبنى على فيديوهات مزورة، ومعلوم من وراء نشرها وتشييرها، يحتاج إلى تفسير سودانى، هذا البيان المعتمل كراهية انعكاساته خطيرة على العلاقات المصرية- الإفريقية (سيما العلاقات المصرية - السودانية).. وهذا ما خطط له إخوان الشيطان.
شريط المباراة الأصلى موجود لدى شبكة «بى إن سبورتس»، ويمكن مراجعته.. وعلى إدارة الأهلى، الذى وصفه البيان بـ (القاهرى) تصغيرا، فيما وصف الهلال بـ (العظيم) ترفيعا، والهلال عظمته أنه يعبر عن أخلاق شعب السودان الشقيق، والتصغير فى بيان الهلال يحمل ضغينة فردية ليست تعبيرا عما يجيش فى الصدور السودانية من محبة لمصر وللمصريين.
مستوجب على إدارة الأهلى إصدار بيان عاقل وحكيم يضع النقاط فوق الحروف، ويوضح الحقائق على أرضية استاد القاهرة، وبالصوت والصورة، ويصل الاتحاد الإفريقى (الكاف) عاجلا، ليس ردا على بيان الهلال ولكن لوجه الحقيقة ولعموم جماهير القارة السمراء.. ولو هناك ما يستوجب الاعتذار عن بعض الصغائر من بعض الصغار، الاعتذار من شيم الكبار.
جد خطير ترك هذا البيان التحريضى يسرى يسمم مياه النيل، ولا يصح السكوت عليه، فضلا عن الحاجة إلى مبادرات للم الشمل بين الناديين.. مطلوب تحرك رياضى ودبلوماسى لرتق المزق فى نسيج العلاقات الرياضية بين الأندية المصرية والسودانية، ولهم جولات فى قادم المواعيد الكروية السعيدة.
نقلا عن المصرى اليوم