القس رفعت فكري سعيد
فى مهنة الطب يوجد موظفون ويوجد أصحاب رسالة. الموظفون لا يهمهم المريض بقدر ما يهمهم جيب المريض وما يحويه من أموال وهؤلاء الأطباء يتفننون فى الحصول على أكبر قدر من الأموال من مرضاهم.
أما الأطباء أصحاب الرسالة فهم أشخاص يتسمون بالرقى والنزاهة تحكمهم النزعة الإنسانية فى التعامل مع مرضاهم وهؤلاء الناس يهمهم بالدرجة الأولى صحة المريض بغض النظر عن أمواله أو عن مدى فقره أو غناه.
ومستشفى الناس الذى يقدم خدماته تحت مظلة مؤسسة خيرية اسمها مؤسسة الجود هى واحدة من المؤسسات الخدمية النموذجية التى تهتم بالدرجة الأولى بالإنسان بغض النظر عن دينه أو لونه أو حالته الاجتماعية.
وعن خبرة عملية إنسانية راقية حدثنى صديقى القس بهيج رمزى فيلبس وهو يخدم بالكنيسة الأسقفية وأيضا هو استشارى سابق أنف وأذن وحنجرة وتخرج فى كلية طب قصر العينى ١٩٧٤ فقال لى:
«اكتشفت منذ أكثر من عام ونصف بطريق الصدفة أنى أعانى من ضيق شديد فى صمام الأورطى Calcified Aortic valve stenosis وعلمت أنه يجب استبداله إما بعملية قلب مفتوح أو من خلال القسطرة.
وبعد تكرار الفحوص على مدى عام ونصف أصبح من المحتم إجراؤها وكانت تكلفتها قد وصلت فى المستشفيات الخاصة إلى ٩٥٠ ألف جنيه. وحدث أن كانت مشيئة الله أن دلّنى أحد الأصدقاء على وسيلة للتواصل مع مستشفى (الناس) عبر الواتساب، والمستشفى مخصص لعمليات القلب للأطفال ثم أضافوا مؤخرا قسمًا للقلب للكبار. فأرسلت إليهم ملخص الحالة وكل الفحوصات التى أجريتها، فقبلوا حالتى.
وتم فتح الملف الخاص بى، وتوالت اتصالاتهم بى لاستكمال كل الإجراءات والفحوصات الكاملة انتظارا لوصول الخبير المصرى أ. د. رضا أبوالعطا من الخارج، وهو صاحب خبرة مكثفة وغزيرة فى الحالات المماثلة، ويأتى إلى القاهرة من حين لآخر لإجرائها فى مراكز طبية مختلفة لتدريب الأطباء الشبان على إجرائها.
وتم بحمد الله إجراء القسطرة TAVI واستبدال الصمام بنجاح.
أما عن التكلفة المادية التى تحملتها نظير ذلك فهى: لا شىء بمعنى الكلمة.
لم أدفع جنيها واحدا مقابل إجراء طبى قاربت تكلفته فى أماكن أخرى على المليون جنيه.
لم أدفع جنيها واحدا مقابل رعاية وخدمة طبية فائقة ومستوى راق للتمريض.
لم أدفع جنيها واحدا مقابل إدارة احترافية ونظام غاية فى الدقة ونظافة متميزة.
لم يقبل منى أى شخص أى إكرامية أو بقشيش.
كانت ترقد فى السرير المجاور لى، بالرعاية المركزة لقسم القسطرة، طفلة صغيرة من عائلة معدمة من إحدى محافظات الوجه البحرى، وكانت تتلقى نفس مستوى الرعاية الفائقة التى تلقيتها دون تفرقة بين مريضة تحت مستوى الفقر وبين طبيب استشارى متقدم فى السن مثلى.
وبعد ذلك كله تم الاتصال بى بعد خروجى من المستشفى بأسبوع لتحديد ميعاد متابعة للحالة وعمل فحوص جديدة للاطمئنان والتأكيد على انتظام العلاج».
نقلا عن المصرى اليوم