بقلم /ماجد كامل
من أشهر الأعمال الفنية التي ترجع إلي عصر النهضة الأوربية تأتي لوحة "مدرسة أثينا "للرسام الإيطالي الشهير "رافائيل سانزيو ")  1483- 1520 )  . ولقد رسمها الفنان الشهير  ما بين عامي1509 و 1510 تقريبا بناء علي طلب من البابا "يوليوس الثاني " ( 1443- 1513 ) لكي يضعها في مكتبته ؛ وفيها جمع كل فلاسفة وعلماء العالم المعروفين في عصره في لوحة واحدة كرموز لأبطال العقل البشري في جميع العصور . ولكي تكون رمزا للحرية الفكرية والصداقة  المتينة التي تربط بين فلاسفة ومفكري العالم ؛   ولقد وضع  رافائيل كل من الفيلسوفين أفلاطون وأرسطو في وسط الصورة  ؛ ثم  صور الفنان الفيلسوف اليوناني  أفلاطون ممسكا بكتابه "تيماوس" ورافعا أصبعه لأعلي كأنه يشير إلي السماء ؛بينما صور الفيلسوف اليوناني  أرسطو ممسكا بكتابه "الأخلاق " و مشيرا بكفه لأسفل رمزا لما تمثله فلسفة أرسطو من واقعية ؛ وفي بقية اللوحة نري من اليسار "بطليموس . رياضي وجغرافي " و"زرادشت .فارسي مؤسس الديانة الزرادشتية " و" اقليدس . أبو الهندسة "" و "أرشميدس . مكتشف قانون الطفو "" و"ديوجين. فيلسوف يوناني باحث عن الحقيقة أشتهر بمصباحه الشهير " و"فيثاغورث. فيلسوف ورياضي يوناني قال أن الأعداد أساس كل شيء " و"ابن رشد .فيلسوف عربي أندلسي حاول التوفيق بين الفلسفة اليونانية والفلسفة الإسلامية ولقد صوره مرتديا عمامة عربية " .

وهذه اللوحة التي ضمت فلاسفة وحكماء العالم عرفت أولا بأسم "معرفة الأسباب" ثم اعتبارا من القرن السابع عشر عرفت بمدرسة أثينا ؛ ولقد صور ديوجين في صورة متقشف لابسا ملابس بالية وقد جلس متفكرا كأنه لا يشعر بمن حوله ؛ كما صور هيراقليطس جالسا علي عتبة في السلم واضعا رأسه فوق كف يده بينما يكتب باليد الأخري .

ولقد وضع رافائيل المشتغلين بالعلوم الطبيعية يحوطون حول أرسطو ؛بينما وضع فلاسفة الفكر والتأمل محيطين حول أفلاطون ؛ ولقد أستلهم رافائيل وجه أفلاطون من الفنان العالمي ليوناردودافنشي ؛ كما أستلهم وجه هيراقليطس من الفنان العالمي مايكل أنجلو ؛ وكأنه بذلك أراد تكريم زملائه الفنانين بطريقة غير مباشرة في هذه اللوحة ضاربا بذلك نموذجا رائعا في الوفاء  . كذلك حرص رافائيل أن لا يكون متحيزا في أختياره للفلاسفة ؛فأختار أبن رشد وزرادشت كممثلين للفلسفة الشرقية ؛ كما أختار نموذج نسائي هي الفيلسوفة "هيباتشيا " كممثلة للعنصر النسائي .

وهذه اللوحة محفوظة حاليا بمتحف الفاتيكان . وداخل متحف الفاتيكان أيضا رسم فريسكو يصور  "تحرير القديس بطرس من سجنه " ولقد أضاء رافائيل هذه اللوحة بأربعة أنواع من النور هي :- تور القمر ونور الفجر وتور المشعل ونور الملاك المضيء  . وله أيضا روائع فنية أخري نذكر منها لوحة زيتية شهيرة للسيدة العذراء محفوظة حاليا بمتحف "دريسدن "بألمانيا . وله لوحة للنبي "أشعياء " محفوظة بكنيسة سان أجستينو بأيطاليا . وأخر أعماله التي لم تكتمل  هي صورة "التجلي " بدأها رافائيل عام 1517 ولم يمهله العمر لإتمامها حيث توفي في 6 أبريل 1520 ولم يتجاوز عمره السابعة والثلاثين  ؛وهي محفوظة حاليا فوق قبره بمقابر العظماء في روما .