ياسر أيوب
احتفل العالم، منذ أيام قليلة، بمرور خمسين عامًا على اختراع التليفون المحمول.. واستعاد كثيرون مشهد المهندس الأمريكى مارتن كوبر وهو يقف في أحد شوارع نيويورك في 3 إبريل 1973 ويُجرى أول مكالمة في التاريخ عبر تليفون محمول.. وبالتأكيد لم يتوقع أو يتخيل مارتن وهو الآن في الخامسة والتسعين من عمره كيف سيغير اختراعه الدنيا وملامحها وثقافتها وقوانينها أيضًا.. وأصبح مارتن أحد المخترعين القلائل في التاريخ الذي أمد الله في عمره ليرى اختراعه يغير العالم بالفعل بل يؤدى التليفون المحمول إلى أن يفقد الناس عقولهم على حد تعبير مارتن نفسه.. ولم تكن كرة القدم بعيدة عن دنيا جديدة أعاد التليفون المحمول تشكيلها.. وقد احتفلت كرة القدم بمرور خمسين عامًا على اختراع مارتن التليفون المحمول بحكايتين.

الأولى كانت ضبط النجم النرويجى الشهير، لاعب مانشستر سيتى، هالاند، منذ أيام، يخالف القانون ويقود سيارته في مدينة مانشستر وهو يتحدث في تليفونه المحمول.. ولم يكن هالاند أول لاعب كرة يرتكب هذه المخالفة، التي لا يزال يرتكبها الجميع في كل مدن وطرقات العالم.. والحكاية الثانية كانت منذ أيام أيضًا في مدينة السويس حين كان محمد فاروق يقوم بتحكيم مباراة بين منتخب السويس ونادى النصر.. وقبل انتهاء المباراة أحرز النصر هدفه الثانى ليتعادل مع السويس.. واحتج لاعبو السويس واتهموا لاعب النصر بلعب الكرة بيده.. ولأنه ليست هناك تقنية الفار في الدرجة الثانية.. لجأ الحَكَم إلى تليفون محمول لأحد الحاضرين كان يقوم بالتصوير وشاهد اللعبة بنفسه وعاد وقرر إلغاء الهدف.

وكانت المرة الأولى في تاريخ الكرة المصرية التي يلجأ فيها حَكَم مصرى إلى تليفون محمول لمراجعة أحد قراراته، ولا أعرف هل سبقتها حكايات مماثلة في بلدان أخرى أم لا.. لكنها بالتأكيد ليست المرة الأولى أو الأخيرة في مصر أو العالم التي تتحول فيها كاميرا التليفون المحمول إلى إعلام بديل وتسجيل مشروع أو غير مشروع لملايين الحكايات. وبعيدًا عن كل ذلك.. تحولت التليفونات المحمولة الذكية إلى إعلام كروى بديل.. وتم بهذا التليفون توثيق وتسجيل العديد من حكايات الكرة الجميلة والسيئة ولقطاتها الاستثنائية.

وغير ذلك بدأ ملايين من عشاق كرة القدم في العالم يفكرون في الاستغناء عن التليفزيون التقليدى لمشاهدة المباريات عبر شاشات التليفون. ويراهن كثيرون الآن على أن هذا التليفون المحمول أصبح بالفعل هو العدو الأول والأكبر لمدرجات الكرة.. وأن جماهير المدرجات الحالية ستتحول مستقبلًا لتصبح جماهير تليفونية تتابع المباريات في أي مكان دون مشقة ومعاناة وحتى متعة الفرجة في الملاعب.. وهو ما باتت تحلم به شركات ووكالات الميديا لتطوير بث المباريات عبر التليفون مع خدمات أخرى إضافية مهمة لإغواء عشاق الكرة.
نقلا عن المصري اليوم