محرر الأقباط متحدون
"عندما نلتقي بيسوع، لا يمكن لأي عائق أن يمنعنا من أن نُعلنه. أما إذا احتفظنا بفرحه لأنفسنا، فربما يكون ذلك لأننا لم نلتق به حقًا بعد" هذا ما قاله قداسة البابا فرنسيس في كلمته قبل تلاوة صلاة إفرحي يا ملكة السماء
 
تلا قداسة البابا فرنسيس ظهر اليوم الاثنين صلاة إفرحي يا ملكة السماء مع المؤمنين المحتشدين في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان وقبل الصلاة ألقى الأب الأقدس كلمة قال فيها يجعلنا إنجيل اليوم نعيش من جديد لقاء المرأتين مع يسوع القائم من بين الأموات في صباح عيد الفصح. ويذكرنا هكذا أنَّ المرأتين التلميذتين كانتا أول من رآه وقابله.
 
تابع البابا فرنسيس يقول يمكننا أن نسأل أنفسنا: لماذا هما؟ لسبب بسيط جدًّا: لأنهما أول من ذهب إلى القبر. مثل جميع التلاميذ، هما أيضًا تألَّمتا من الأسلوب الذي بدا من خلاله أنَّ قصة يسوع قد انتهت. لكنهما، على عكس الآخرين، لم تبقيا في البيت يشلهما الحزن والخوف: في الصباح الباكر، عند شروق الشمس، ذهبتا لكي تُكرِّما جسد يسوع وهما تحملان الطيب. كان القبر قد خُتم بحجر وكانتا تتساءلان حول من كان بإمكانه أن يزيح الحجر. لكن إرادتهما في إتمام بادرة الحب هذه سادت على كل شيء. لم تثبط عزيمتهما، وخرجتا من مخاوفهما وحزنهما. هذه هي الدرب للعثور على القائم من بين الأموات.
 
أضاف الأب الأقدس يقول لنسترجع المشهد الذي يصفه الإنجيل: وصلت المرأتان، ورأتا القبر فارغًا، "فتَركَتا القَبرَ مُسرِعَتينِ وهُما في خوفٍ وفَرحٍ عَظيم – يقول النص – وبادَرتا إِلى التَّلاميذِ تَحمِلانِ البُشْرى". والآن، بينما كانتا ذاهبتان لكي تُعلنا هذه البشرى، وإِذا يسوعُ قد جاءَ لِلِقائِهما. لنلاحظ هذا جيدًا: جاءَ يسوع لِلِقائِهما بينما كانتا ذاهبتان لتُعلناه. إنّه أمرٌ جميل: عندما نعلن الرب يأتي الرب إلينا. نعتقد أحيانًا أن الطريقة لكي نبقى بالقرب من الله هي أن نُبقيه قريبًا منا؛ لأنه بعد ذلك، إذا كشفنا أنفسنا وبدأنا بالحديث عنه، فستصل الأحكام والانتقادات، ربما لن نعرف كيف سنجيب على أسئلة أو استفزازات معينة، وبالتالي من الأفضل ألا نتحدّث عنه. أما الرب فيأتي فيما نُعلنه. هذا ما تعلمنا إياه المرأتان: نحن نلتقي بيسوع عندما نشهد له.
 
تابع الحبر الأعظم يقول لنأخذ مثالا. قد يحدث لنا في بعض الأحيان أن نتلقى خبرًا رائعًا، مثل ولادة طفل. عندها، أول ما نقوم به هو مشاركة هذا الإعلان السعيد مع الأصدقاء. وفيما نروي ما حدث نحن نكرره أيضًا لأنفسنا ونجعله يعيش مرة أخرى فينا بطريقة ما. إذا كان هذا ما يحدث لخبرٍ سار، فإنه يحدث بشكل غير محدود بالنسبة ليسوع، الذي ليس فقط بشرى سارة، ولا حتى خبر الحياة الأفضل، بل الحياة نفسها، "القيامة والحياة". وفي كل مرة نعلنه، ليس من باب الدعاية أو الاقتناص، وإنما باحترام ومحبة، كأجمل عطيّة يمكننا أن نتشاركها.
 
أضاف الأب الأقدس يقول لنفكر مُجدّدًا في المرأتين في الإنجيل: كان هناك حجر مختوم ومع ذلك ذهبتا إلى القبر؛ كانت هناك مدينة بأكملها قد رأت يسوع على الصليب ومع ذلك ذهبتا إلى المدينة لتُعلناه حياً. عندما نلتقي بيسوع، لا يمكن لأي عائق أن يمنعنا من أن نُعلنه. أما إذا احتفظنا بفرحه لأنفسنا، فربما يكون ذلك لأننا لم نلتق به حقًا بعد.
 
وختم البابا فرنسيس كلمته قبل تلاوة صلاة افرحي يا ملكة السماء بالقول أيها الإخوة والأخوات، أمام خبرة المرأتين نسأل أنفسنا: متى كانت آخر مرة شهدت فيها ليسوع؟ ماذا أفعل اليوم لكي ينال الأشخاص الذين ألتقي بهم فرح إعلانه؟ كذلك: يمكن لأحدهم، فيما يفكّر فيَّ أن يقول: هل هذا الشخص يعيش بسلام، وهو سعيد، وصالح لأنه التقى بيسوع؟ لنطلب من العذراء مريم أن تساعدنا لكي نكون مبشرين فرحين بالإنجيل.