عوض شفيق
لا سلطان لك علىَّ لولا أن الله منحك هذا السلطان. لذلك إن صلبتني فخطيئتك تقع عليك، ولكن اعلم أن خطيئة من أسلمني إليك أعظم من خطيئتك" هكذا كان رد يسوع على بيلاطس (يوحنا ١٩-١١)
في إشارة لتأسيس مبادئ العدالة والانصاف وأشكال ترتيب المسؤولية الجنائية للأفراد من تكون جريمته اعظم من الأخر.
 
"هوذا الإنسان" خرج من دار قيافا ومن دار هيرودس بعد تعذيبه والأمر بصلبه  إلى دار بيلاطس
"فخرج يسوع خارجا وهو حامل إكليل الشوك وثوب الأرجوان. فقال لهم بيلاطس: هوذا الإنسان" (يوحنا ١٩-٥)

- الصراع النفسي ["المتكافئ"] بين السلطة الدينية والسلطة السياسية

" ثمة رغبة عند كل حاكم في أن يدخل التاريخ من بابه الواسع، وأن يُخلد ذكره بين الأنام، وبخاصة في وطنه. وتتطلب هذه الرغبة في الاشتهار أن تطرأ أحداث جسام لكى تتحقق أحداث فيها من التحدي ما يبرر القوى الكامنة في شخص الحاكم، سواء كانت حكمة وحنكة وحسن تدبير، أو جرأة وشجاعة وصمود، وبحسب "الكاريزما" التي تجعل الشعب يلتف حوله في الصراع لأجل الدفاع عن القضايا العادلة، أو درء الخطر عن البلاد. وهناك حكام يرغبون في دخول التاريخ من بابه السلبى الملطخ بالدماء، ولنا في التاريخ أكثر من مئات الشواهد على هؤلاء الحكام.

وعندما قرر زعماء اليهود تسليم يسوع الناصري إلى الحاكم الروماني ليُحاكمه، كانوا يدركون تمام الإدراك كيف يضغطون عليه لينفذ مآربهم. وهنا ابتدأ الصراع المتكافئ بين حاكم السلطة يعرف نوايا رجال الدين اليهود، ودوافع تحركهم للتخلص من يسوع، وبين قادة دينيين يعرفون كيف يستخدمون الشارع ورعاعه ليضغطوا على الحاكم، ويجبروه على الأخذ برأيهم. كان هدفهم أن ينتهوا سريعاً من محاكته أمام الحاكم، وتنفيذ إعدامه قبل مغيب الشمس يوم الجمعة. فيتخلصوا منه قبل عيد الفصح الذى يقع فيه يوم السبت. وكان السبت يبدأ عند اليهود مباشرة بعد غياب شمس الجمعة.

غدا وكل غد هوذا الانسان يًصلب بأوامر السلطة الدينية والسياسية وصراخ الشعب أصلبوا هذا الإنسان حماية لأمن الدولة وأمنها الوطنى ضد أمن الإنسان ومازال الصراع بين حماية أمنهم وحمايتنا كـ "إنسان"