كتب - محرر الاقباط متحدون
وجه الشاعر رمزي بشارة، رسالة بعنوان "ميكرفون الجامع"، وذلك عبر حسابه الرسمي على فيسبوك، وجاء بنصها :
ذهبتُ للكنيسة لأصلي "الجمعة العظيمة" وكالعادة تتزامن صلوات الجمعة العظيمة مع صلاة الجمعة، ونظرًا لامتلاء الكنيسة بالمصلين جلستُ بجوار الباب الأيسر للكنيسة على كرسي في ركنٍ خُصِّص لجلوس من لم يجدوا مكانًا بداخل الكنيسة. وفي وحدة وطنية بهيجة اختلط صوتُ إمام الجامع مع صوت أبونا كاهن الكنيسة، فالقس يقول: "احْتَمَلَ الصَّلِيبَ مُسْتَهِينًا بِالْخِزْيِ".
والإمام يقول: "وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِن شُبِّهَ لَهُمْ" وحدة وطنية بهيجة للغاية!.. ونظرًا لارتفاع صوت مُكبر الصوت الموضوع فوق المسجد والمُوَجَّه للشارع الموجودة به الكنيسة، بدأ صوت الكاهن يختفي ويتلاشى أمام صوت ميكريفون الجامع، وكانت خطبة الجمعة مؤثرة وفيها الكثير من العِبَر والدروس الدينية، ويبدو أنني سأبحث عن هذا الخطيب وسأذهب لأصلي في الكنيسة التي سيخطب الجمعة في المسجد المجاور لها لأستزيد من دروسه وشروحاته الدينية! .
بالتأكيد توجيه مكبرات الصوت في اتجاه المُستشفيات سيُعَجِّل من شفاء المرضى حيث ستصلهم الأدعية الدينية وتوجيهه في اتجاه المدارس هو أمر مفيد للطلبة حيث ستصلهم الدروس الدينية.
وتوجيهه في اتجاه المباني السكنية سيكون مفيدًا للسكان الذين يأتون من أعمالهم بعد يوم عمل شاق راغبين في الحصول على الراحة والنوم ولا يوجد أفضل من صوت ميكريفون الجامع ليُسَهل عليهم الراحة والنوم، وطبعًا مكبر الصوت الخارجي هو خيرُ وسيلة لحث الأطفال على النوم والمذاكرة.
الأمر الغريب أن رغم كل هذه المميزات لمكبر الصوت الخارجي للمساجد بحثت ووجدت أن كل الجهات الدينية "الإسلامية" تحظر بل تُحَرِّم استخدامه!.
الموقع الرسمي لدار الإفتاء المصرية:
نص الفقهاء على أنه يُشرَع للإمام أن يجهر بتكبيرات "الإحرام والانتقال بين أركان الصلاة" ليُسمِع المأمومين حتى يتسنَّى لهم متابعةُ حركاته والائتمامُ به، (ومقتضى هذا أنه لا يُشرع له ما زاد على ذلك)، وإذا كانت إقامة الصلاة في المساجد والأذان من الشعائر المأمور بها (فليس من مقصود الشرع وغاياته إسماع الناس صلاة الجماعة وقراءتها الجهرية وتلاوة القرآن من المذياع والدروس الدينية)؛ فإن تنبيه الناس إلى الصلاة إنما يحصل بالأذان الذي شُرع للإعلام بدخول الوقت، والإقامة التي شُرعت لتنبيه المنتظرين للصلاة إلى الشروع فيها، فإذا وجد وليُّ الأمر -ممثَّلًا في وزارة الأوقاف- حصولَ ضررٍ وإزعاجٍ للناس في تشغيل مكبرات الصوت لإذاعة الصلاة أو غيرها من إذاعة ودروس ونحوها فإن له أن يمنع ذلك؛ فإن الشرع أجاز له تقييد المباح؛ للمصلحة، (فكيف إذا لم يكن هناك ما يدل على مشروعية ذلك أصلً!)، وتصير مخالفته حينئذٍ بإذاعة الصلوات عبر المكبرات الخارجية {حرامًا}؛ لوجوب طاعته في غير معصية الله تعالى، والله تعالى يقول: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ﴾ [النساء: 59]، بالإضافة إلى ما في ذلك من أذًى للخلق كما ورد ذكره بالسؤال.
والله سبحانه وتعالى أعلم.
ووجدتُ أيضًا أن المملكة السعودية الشقيقة قد أصدرت قرارًا بحظر المكبرات الخارجية للمساجد:
حسب التعميم الجديد، سيتم قصر استعمال مكبرات الصوت الخارجية على رفع الأذان والإقامة فقط، ولن يتجاوز مستوى ارتفاع الصوت في الأجهزة عن ثلث درجة جهاز مكبر الصوت.
واستند وزير الشؤون الإسلامية إلى أدلة شرعية تتضمن أحاديث للنبي محمد.
وقال التعميم، المنشورة بنوده عبر حساب وزارة الشؤون الإسلامية السعودية في تويتر، إن "تبليغ صوت الإمام في الصلاة خاص بمن هو داخل المسجد وليس ثمّة حاجة شرعية تدعو لتبليغه لمن في البيوت.
وأضاف التعميم أن رفع صوت مكبرات الصوت خلال قراءة القرآن يعد "من الامتهان للقرآن العظيم عندما يُقرأ ولا يُستمع إليه".
وأشار وزير الشؤون الإسلامية إلى فتاوي لعدد من الرموز الدينية في السعودية، التي رأت عدم استخدام المكبرات الخارجية في غير الأذان والإقامة.
وفي الجواب على فتوى بهذا الشأن على موقع "إسلام واي"
كان نصها : ما حكم استعمال مكبر الصوت في الصلاة الجهرية؟ وما رأي فضيلتكم فيمن يكره الصلاة في المسجد الذي فيه مكبر صوت ويتعرض لعرض من يستعمله؟ وبعض الناس يرى تحريمه؟
وأتى في جواب الفتوى:
الذي أرى أن استعمال مكبر الصوت أثناء الصلاة إذا كان فيه تشويش على أهل البيوت أو المساجد التي حوله فإنه منهي عنه
عن البياضي فروة بن عمرو رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج على الناس وهم يصلون وقد علت أصواتهم بالقراءة، فقال: "إن المصلي يناجي ربه فلينظر بما يناجيه به ولا يجهر بعضهم على بعض في القرآن"، وأخرج أبو داود 2/38 تحت عنوان: (رفع الصوت بالقراءة في صلاة الليل) عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: اعتكف رسول الله صلى الله عليه وسلم فسمعهم يجهرون بالقراءة، فكشف الستر وقال: "ألا إن كلكم مناج ربه فلا يؤذين بعضكم بعضاً ولا يرفع بعضكم على بعض في القراءة، أو قال في الصلاة"
أما إذا كان استعمال مكبر الصوت لا يشوش على أحد، ولا يؤذي أحداً بحيث تكون السماعات {داخل المسجد}، فهذا إن كان فيه مصلحة كتنشيط القارئ والمصلين، أو كان له حاجة مثل: أن يكون المسجد كبيراً، أو يكون صوت الإمام ضعيفاً فلا بأس به، وقد يترجح جانب استعماله على جانب تركه.
وإن لم يكن في ذلك مصلحة ولا له حاجة فلا يُستعمل لأن في ذلك استهلاكاً للكهرباء، واستعمالاً بلا مصلحة ولا حاجة وفي ذلك ما فيه. {يتحدث عن داخل المسجد لا خارجه}
وعندما اعترض بعض أهل السعودية الكرام على قرار منع مكبر الصوت الخارجي دافع وزير الشؤون الإسلامية السعودي عبد اللطيف آل الشيخ عن القرار الذي أصدره مؤخرا .
-قضى القرار بقصر استعمال مكبرات الصوت الخارجية في المساجد والجوامع على رفع الأذان والإقامة فقط، وعدم تجاوز مستوى ارتفاع الصوت في الأجهزة ثُلث درجة الجهاز-
دافع عن قرار منع مكبرات الصوت الخارجية للمساجد مذكرًا بالضرر الذي تُحدثه الضوضاء على المرضى وكبار السن والأطفال في البيوت المجاورة للمساجد، إضافة إلى تداخل أصوات الأئمة وما يترتب على ذلك من تشويش على المصلين سواء أكانوا في المساجد أم في البيوت
وقال الوزير في تصريح للتلفزيون الرسمي إن "مكبرات الصوت من الأشياء الحديثة والمستجدة وهي ليست من قرون، فهذه أشياء سبق وأن حرمت في السابق وحرمها وأنكرها كثير من الناس في حينه".
وأضاف أن "الوزارة لم تمنع واجبا أو مستحَبّا، وأيضا لم تفرض محرما أو مكروها. هذه أجهزة فيها خير وهو إيصال الأذان لدخول الوقت إلى الناس، والإقامة أضيفت إلى الأذان بالرغم من أن الإقامة ينبغي أن تكون لمن هم داخل المسجد وليسوا في خارجه".
وشدد آل الشيخ على أن "من لديه الرغبة في الصلاة، لا ينتظر إلى أن يدخل الإمام ويُكبر ويُسمع صوته، المفروض أن يسبق إلى المسجد. أما من كان يقصد محبة سماع القرآن، فالحمد لله رب العالمين عندك قناة تلفزيونية تنقل من بيت الله الحرام مباشرة صوت المقرئين على مدار الساعة، وهناك قناة تلفزيونية أخرى تنقل السنة النبوية على مدار الساعة من مسجد رسول الله" في المدينة المنورة.
ولفت الوزير إلى أن قرار "الاكتفاء بالأذان والإقامة هو لسبب مهم جدا وهو أن كثيرا من المجاورين (للمساجد) تأتينا منهم شكاوى كثيرة يطالبوننا فيها بإيقاف نقل غير الأذان والإقامة من المسجد لأن بينهم من هم عجزة، أو من هو ليس مهيأ، أو أطفالا نائمين أو غير ذلك، فلا ضرر ولا ضرار".
وذكّر آل الشيخ في هذا الصدد بفتاوى سابقة صدرت بهذا الشأن، وإحداها تتعلق بمكبرات الصوت حتى داخل المسجد، ومفادها أنه "-إذا كان الإمام صيّتاً فلا داعي لأن توضع داخل المسجد-، فما بالك بإزعاج الناس خارج المسجد؟".
انتهى كلام وزير الشؤون الإسلامية السعودي عبد اللطيف آل الشيخ
(الصورة المُرفقة تُظهر مُكبر الصوت المٌوَجَّه للشارع الكائنة به الكنيسة)
هدانا الله وإياكم لِما فيه خير هذا البلد
واسيبكم دلوقتي عشان ألحق صلاة المغرب وبعدها العِشا ثم التراويح ..رمزي بشارة.