محرر الأقباط متحدون
"أنتم تجسدون عطية المحبة الأخوية، التي هي أساس كوننا مسيحيين، وتذكر أننا لم نُدعى لكي نكون وحدنا، وإنما لكي نسير معًا، ونساعد بعضنا البعض في الإيمان ومحبة الله. هذه هي قوّة الحياة المكرّسة: مشاركة الحياة الأخويّة، والصلاة وخدمة القريب" هذا ما قاله قداسة البابا فرنسيس في كلمته إلى ممثلين عن جماعة التطويبات
استقبل قداسة البابا فرنسيس صباح اليوم الاثنين في القصر الرسولي بالفاتيكان ممثلين عن جماعة التطويبات بمناسبة الذكرى السنويّة الخمسين على تأسيسها وللمناسبة وجّه الأب الأقدس كلمة عفويّة رحّب بها بضيوفه وسلّمهم الكلمة التي كان قد أعدّها لهذه المناسبة وجاء فيها إن موهبتكم، التي ولدت من دفع تجدّد المواهب الكاثوليكي، هي عطية للكنيسة وللعالم. وبالتالي تشكل خبرة العنصرة قلب حياتكم الروحية؛ وهي تتجلّى في البحث المستمر عن الاتحاد مع الله، والذي يأخذ شكلاً ملموسًا في الاحتفال اليومي بالإفخارستيا، وفي عبادة القربان المقدس، وفي حياة الصلاة وفقًا للروحانية الكرملية، وفي البحث عن الصلاة المستمرة بحسب روحانية الكنائس الشرقية. إن حياة الصلاة هذه هي مصدر شراكتكم الأخوية، التي تستلهم من المصدر الثالوثي وتسمح لكل واحد أن يحقق نفسه في دعوته الخاصة.
تابع البابا فرنسيس يقول إنَّ العمل الرسولي الذي تقومون به واسع جدًا ومتنوع. والليتورجيا في مراكزكم تجذب الكثير من الأشخاص، وأوقات الاختلاء، الشخصية أو الجماعية، تسمح لكم بمشاركة خبرتكم مع الآخرين. لقد دعمتم العديد من المشاريع الإنسانية في البلدان النامية، مثل استقبال القاصرين الذين يواجهون صعوبات، ومساعدة الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية أو المعوقين، ومساعدة العائلات المحرومة والأمهات العازبات، وتوزيع الوجبات والرعاية الصحية. في سياقات الفقر هذه، أنتم تديرون أيضًا مستشفى وعيادة ومركزًا للعيون وعيادة لطب الأسنان. أيها الإخوة والأخوات الأعزاء هذا كلّه هو دافع لكي نرفع الشكر إلى الله، ولاسيما التزامكم بخدمة الفئات الأكثر هشاشة وتهميشاً في مجتمع تلوِّثه ثقافة الإقصاء. ما أجمل أن نعرف أنه في معظم مراكزكم في الغرب لديكم مراكز إصغاء للأشخاص الذين يعيشون في صعوبات وأن هذه الخدمة تمتد أيضًا إلى السجون. من الأهميّة بمكان أن يجد الذين يتألّمون ويشعرون بالوحدة أماكن يتمُّ فيها استقبالهم والإصغاء إليهم، وأنتم تقدمون إسهامكم بسخاء.
أضاف الأب الأقدس يقول جانب آخر من عملكم الرسولي هو الرسالات الموسميّة، كتلك التي تقومون بها في الصيف في الأماكن التي يذهب الناس إليها في إجازة: فتقدمون وقفات صلاة، والقداس، وعبادة القربان المقدّس، ولقاءات تنشئة على البشارة، وعروض الشوارع، وعشيات صلاة، وتبشير ليلي. وهذا الالتزام يُظهر انفتاحكم على احتياجات الشباب واستعدادكم لكي تحملوا كلمة الله إلى كل مكان وظرف. كما تجدر الإشارة أيضًا إلى واقع أنكم تنظِّمون تجمعات دولية، مثل تلك التي تقام في لورد وليزيو. وتشكّل هذه اللقاءات هي مناسبات مهمة للتجديد الروحي لجميع المشاركين وتوفر الفرصة لتبادل الخبرات مع مسيحيين من جميع أنحاء العالم. ختامًا، لا يمكنني أن أترك رحلات الحج إلى الأرض المقدسة وأماكن الإيمان الأخرى. هذه الرحلات هي خبرات روحية كبيرة، تقود إلى تعميق أو اكتشاف جذور الإيمان أحيانًا وإلى تعزيز العلاقة مع الله. في هذا الصدد، أيها الإخوة والأخوات الأعزاء، أنا ممتن لكم على الالتزام الذي تظهرونه في الحياة المكرسة وعلى الخدمة التي تقدموها للكنيسة والعالم. إن جماعتكم، التي تأسست على روحانية التأمل والصلاة والرسالة، تقدم مساهمة قيمة في الحوار بين الأديان، وتعزيز السلام والدفاع عن حقوق الإنسان، فيما تشكّل شهادتكم مصدر إلهام لكثيرين.
تابع الحبر الأعظم يقول في الحياة الجماعيّة، أنتم تجسدون عطية المحبة الأخوية، التي هي أساس كوننا مسيحيين، وتذكر أننا لم نُدعى لكي نكون وحدنا، وإنما لكي نسير معًا، ونساعد بعضنا البعض في الإيمان ومحبة الله. هذه هي قوّة الحياة المكرّسة: مشاركة الحياة الأخويّة، والصلاة وخدمة القريب. لذلك أدعوكم لكي تمضوا قدمًا وتثابروا في رسالتكم بحماس وبدون خوف، ولكي تشهدوا للإيمان بفرح ورجاء، وتبقوا على الدوام منفتحين وطائعين لتوجيهات الروح القدس: لأنه هو الرائد في حياة الكنيسة وفي البشارة. أشجعكم لكي تحافظوا على الالتزام بتنشئة الأجيال الشابة والحوار بين الأديان، ولاسيما مع إخوتنا وأخواتنا المسلمين.
وختم البابا فرنسيس كلمته بالقول لتحفظكم العذراء مريم دائمًا في فرح التتلمُذ، وفي الدهشة الفرحة والمُمتنّة لأنكم نلتم العطيّة لكي تكونوا تلاميذًا للرب. أبارككم من كل قلبي مع جميع الإخوة والأخوات في الجماعة. وأسألكم من فضلكم أن تصلّوا من أجلي.