اعتاد المسافرون عبر الطيران، على سماع عددا من الاملاءات قبل الإقلاع، وأهمها ضبط الهواتف المحمولة على وضع الطيران، حتى لا تسبب حالة طارئة للطائرة.

 
وقد فسرت عدد من الأبحاث سبب تفعيل وضع الطيران أثناء الرحلة، بأن الأجهزة الإلكترونية الشخصية يمكن أن ترسل إشارة ضمن نفس نطاق التردد مثل أنظمة الاتصالات والملاحة بالطائرة، مما يخلق ما يُعرف باسم التداخل الكهرومغناطيسي.
 
وفي دراسة مستقلة أجرتها هيئة الطيران الفيدرالية الأمريكية وشركة Boeing عام 1992، حققوا من خلالها في استخدام الأجهزة الإلكترونية في تداخل الطائرات ولم تجد أي مشكلات مع أجهزة الكمبيوتر أو الأجهزة الإلكترونية الشخصية الأخرى أثناء المراحل غير الحرجة من الرحلة.
 
ومن ثم بدأت لجنة الاتصالات الفيدرالية الأمريكية في إنشاء نطاقات تردد محجوزة لاستخدامات مختلفة مثل الهواتف المحمولة وملاحة الطائرات والاتصالات حتى لا تتداخل مع بعضها البعض.
 
 
ووضعت الحكومات في جميع أنحاء العالم نفس الاستراتيجيات والسياسات لمنع مشاكل التداخل مع الطيران، حيث سُمح الاتحاد الأوروبي للأجهزة الإلكترونية بالبقاء منذ عام 2014.
 
ورغم وجود هذه المعايير العالمية المعمول بها، استمرت صناعة الطيران في حظر استخدام الهواتف المحمولة، وذلك لأن المشكلة تكمن في التداخل الأرضي، وفقًا لـ سي إن إن.
 
وترتبط الشبكات اللاسلكية بسلسلة من الأبراج؛ يمكن أن تصبح الشبكات مثقلة بالأعباء إذا كان الركاب الذين يحلقون فوق هذه الشبكات الأرضية يستخدمون جميعًا هواتفهم.
 
وتسببت شبكات الجيل الخامس اللاسلكية الحالية المرغوبة لنقل البيانات بسرعة أعلى في قلق الكثيرين في صناعة الطيران.
 
وتشير صناعة الطيران إلى أن طيف النطاق الترددي للشبكة اللاسلكية 5G قريب بشكل ملحوظ من طيف النطاق الترددي للطيران المحجوزة، مما قد يتسبب في حدوث تداخل مع أنظمة الملاحة بالقرب من المطارات التي تساعد على هبوط الطائرة.
 
وأعرب مشغلو المطارات في أستراليا والولايات المتحدة عن مخاوف تتعلق بسلامة الطيران مرتبطة بإطلاق شبكة الجيل الخامس، ومع ذلك يبدو أنه تم طرحه بدون مثل هذه المشاكل في الاتحاد الأوروبي.
 
في كلتا الحالتين، من الحكمة الحد من استخدام الهاتف المحمول على الطائرات بينما يتم حل المشكلات المتعلقة بشبكة الجيل الخامس.
 
وتزود معظم شركات الطيران الآن العملاء بخدمات Wi-Fi إما مدفوعة أو مجانية، وباستخدام تقنيات Wi-Fi الجديدة، يمكن للمسافرين نظريًا استخدام هواتفهم المحمولة لإجراء مكالمات فيديو مع الأصدقاء أو العملاء على متن الطائرة.