محمد أمين
لا يكفى أن نرد ببعض التصريحات فقط على «نتفليكس» حول أصول كليوباترا وتشويه الحضارة المصرية وتزوير التاريخ، بل يجب أن نُقيم دعوى ضد هذه المنصة حتى تدفع دم قلبها، فالغرامات هناك تقصم الظهر، وقد تغلق المنصات والقنوات.. ليس لأن المنصة قالت إنها سوداء من أصول إفريقية، فهى فى كل الأحوال من أصول غير مصرية، فنحن لم نغضب لأنهم قالوا إنها سوداء من أصول إفريقية، لا سمح الله!.
 
ولكن لأن هناك نوايا خبيثة للتزييف ومحاولة قذرة لمحو وتشويه كل ما هو مصرى.. وقد قال الدكتور زاهى حواس إنهم يزيفون التاريخ.. ولكن تهمنى هنا الدراسة القانونية التى نشرها القاضى الجليل، الدكتور محمد عبدالوهاب خفاجى، والتى أثبت فيها أنها يونانية مقدونية بيضاء وليست سوداء!.
 
وهكذا، فإن القاضى خفاجى موجود فى كل قضية وطنية، يدافع عن مصر ويقدم الأحكام والدراسات القانونية، التى تؤيد وجهة نظره، وأنا أدعوه إلى أن يُقيم قضية على نتفليكس، ويتبرع بأموالها لسداد ديون مصر!.
 
إنها قضية تزييف وتحريف للتاريخ لأغراض مشبوهة، ويجب أن يكون مكانها فى ساحات القضاء، فإن آخر قضية خسرتها فوكس نيوز كانت قضية تشهير تمت تسويتها خارج المحكمة بمبلغ 787 مليون دولار، ولو كانت فى المحكمة لدفعت فوكس نيوز دم قلبها لأنها روجت كلامًا مزيفًا ضد شركة إحصاء فى الانتخابات الرئاسية، وهى نصف قيمة التعويض الذى طالبت به الشركة، فتمت التسوية على هذا المبلغ بمئات الملايين من الدولارات!.
 
إن القضية واضحة تمامًا، وواضح أن التزييف مقصود وخبيث، فلماذا لا نجرب المحاكمة، ونلجأ إلى القضاء؟.. أليس عندنا رجال قانون دولى وأساتذة قانون دولى؟، كما أن الحق فيها واضح.
 
لا يكفى أن نطلق التصريحات فى الهواء، ثم نشعر بعدها بالراحة.. ينبغى أن نخوض معركة قانونية لن نخسر فيها أى شىء.. بالعكس ستخسر نتفليكس مليار دولار على الأقل، ولنذهب بالقضية إلى المحكمة بقلب جامد، وساعتها ستكون هناك تسوية، ونقطع ألسنة كل مَن يفترى علينا، ويقوم بتزوير تاريخنا وتزييف حضارتنا!.
 
أناشد نقابة المحامين ورجال القانون تحريك قضية ضد نتفليكس دون أى خوف، فالحق مع مصر، ليس لأننا نريد أن نكسب مليارات من القضية، وليس لأننا نريد كليوباترا أن تكون بشعر أصفر وعيون خضراء، فنحن بالتأكيد لا نرفض أن تكون سوداء، فنحن أفارقة، ولكن نرفض تزييف التاريخ وتشويه الحضارة!.
 
نريد أن نكسب هذه المعركة، ونحقق انتصارًا يرفع من روحنا المعنوية، ويؤكد أصالة هذا الشعب وحضارته، فى مواجهة قنابل الدخان التى يطلقونها من وقت لآخر، ثم يتعاملون بعدها على أساس أن أحدًا لم يرد عن هذه الفرية، وهكذا يكتبون تاريخًا مزيفًا، ويروجون أفكارًا مغلوطة لابد من التصدى لها!.
نقلا عن المصرى اليوم