د. وسيم السيسي
وصلتنى رسالة من صديق يسألنى: هل كانت كليوباترا السابعة سوداء بهذا الشكل؟!، وأرسل لى صورًا لها: وجه أسود، شعر منكوش، أنف مفلطح، شفاه غليظة، قلت له: هذه من أكاذيب أفريكا سنتريك، وهم سود شمال أمريكا، أدوات الصهيونية العالمية التى تريد طردهم من أمريكا، فتدَّعى- على ألسنتهم- أنهم أصحاب الحضارة المصرية، وأننا نحن المصريين أحفاد الغزاة الذين غزوا مصر وطردوهم، وأن من حقهم احتلال مصر، تمامًا كما فعلوا مع يهود أوروبا وأمريكا واحتلوا فلسطين.
كليوباترا صاحبة الجمال الصاروخى، ابنة الواحد والعشرين عامًا، جعلت أتباعها يلفونها فى سجادة ثمينة، وفردوها أمام يوليوس قيصر، صاحب الـ٥٢ سنة عمرًا، فانتصبت كأجمل جنية من العالم الآخر، شهق القيصر، وكانت توابع الزلزال ليلة من أجمل ليالى العمر، كان من ثمارها قيصرون أو بطليموس الخامس عشر، وكان ذلك سنة ٤٨ ق. م.
كليوباترا التى تغنّى بها عبدالوهاب فى رائعته «كليوباترا»: وهفا كل فؤاد/ وشدا كل لسان/ هذه فاتنة الدنيا/ وحسناء الزمان.. هل من المعقول أن فاتنة الزمان هذه التى فتنت قيصر روما تكون بهذا الشكل؟!.. كليوباترا الساحرة الذكية المطربة التى كانت تجيد تسع لغات، منها المصرية القديمة التى عشقتها وأطلقت على نفسها اسم إيزيس الجديدة، إلى جانب اسمها، الذى معناه مجد أبيها «كليوباترا»!! يبدو أن الكذب لا يتقيد بلون!.
قتل بروتس، يوليوس قيصر سنة ٤٤ ق. م، وكانت آخر كلمات القيصر: حتى أنت يا بروتس؟!. قام حلف مضاد لحلف بروتس من مارك أنطونيو وأكتافيوس، قامت الحرب بين الحلفين، طلب حلف مارك أنطونيو مساعدة كليوباترا، ترددت أولًا، ثم أرسلت إليهم أربع فرق عسكرية، انتصر حلف مارك أنطونيو، أرسل إليها أن تحضر إليه حتى يحاسبها على ترددها فى مساعدته، ذهبت إليه، وقع فى هواها، ترك أسرته وأولاده فى روما، وعاش معها فى مصر، وبعد أن ماتت زوجته تزوجها، وأعلن أن ابنها قيصرون هو الوريث الشرعى لملك مصر، فأصبح حليفه أكتافيوس عدوًّا له، وكانت معركة أكتيوم فى غرب اليونان سنة ٣١ ق. م نهاية حكم البطالمة وبداية حكم الرومان.
كليوباترا التى اتخذها شكسبير بطلة لأعظم مسرحياته، كما اتخذها أمير الشعراء أحمد شوقى ملكة لمسرحية: «مصرع كليوباترا»، كما اتخذتها السينما العالمية- إنتاج الولايات المتحدة وبريطانيا- بطلة لأعظم أفلامها ١٩٦٣ بطولة إليزابيث تايلور أجمل جميلات عصرها.. هل كان كل هؤلاء «عميان» عن سواد وجهها حتى اكتشفه سود أفريكا سنترك؟!.. صحيح اللى اختشوا ماتوا.
كليوباترا مقدونية الدم، مصرية الهوى، التى عشقت مصر للمنتهى، لعظمة قانونها الذى ساوى بين الرجل والمرأة، وجعل المرأة تحكم منذ الأسرة الأولى «الملكة ميرت نيت»- آثرت الانتحار بعد هزيمتها فى أكتيوم، وقالت على لسان أمير الشعراء: أَيُوطَأُ بالمناسم تاجُ مصر، وثمة شعرة فى مفرقِيًّا!. وبعد.. أيها الصديق: لا تُبالِ بحاسد وعدو/ آية الفضل أن تُعادَى وتُحسد!. إنها عقدة اليهود الأزلية من الحضارة المصرية القديمة «سيجموند فرويد».. لقد أرسل إلىَّ الفنان هشام جاد قنبلة فى فيديو من التليفزيون الفرنسى عن فردريك بارتولدى، الذى صمم تمثالًا لشامبليون واضعًا قدمه على رأس أحد ملوك مصر، كانت القنبلة: كان بارتولدى ماسونيًّا!. عرفنا السبب.. بس خلاص!.
نقلا عن المصرى اليوم