عمرو الشوبكي
بدأت دول العالم في إجلاء رعاياها من السودان عقب اشتعال المواجهات بين الجيش وقوات الدعم السريع، فكانت السعودية أول من قام بإجلاء 91 مواطنًا سعوديًا وعدد من العرب والأجانب عن طريق البحر، وكذلك فعلت الأردن، أما مصر، التي يقدر عدد رعاياها في السودان بحوالى 10 آلاف مواطن، فبدأت عملية الإجلاء أيضًا وأجلت 436 مواطنًا من السودان عبر الطرق البرية بالتنسيق مع السلطات السودانية ومازالت مستمرة في إتمام هذه المهمة الصعبة.
أما الولايات المتحدة فقد أجلت كل رعاياها في عملية شارك فيها حوالى 100 جندى أمريكى ومروحيات متقدمة، أجلت كل الرعايا وموظفى السفارة، بعدها شكر الرئيس الأمريكى بايدن، في بيان رسمى، كلًا من جيبوتى وإثيوبيا والمملكة العربية السعودية على مساعدتها في عملية الإجلاء.
وأعلنت السويد أنها أجلت جميع موظفى سفارتها في الخرطوم وعائلاتهم إلى جيبوتى، كذلك أفادت برلين بوصول طائرة عسكرية تقل 101 ألمانى ومن جنسيات أخرى إلى الأردن قادمة من الخرطوم.
وقد أكدت الحكومة الفرنسية أنها نجحت حتى الآن في إجلاء 388 شخصًا، وأن هناك مواطنًا فرنسيًا أصيب أثناء عملية الإجلاء، كما أنها تنوى إجراء عملية إجلاء أخرى اليوم.
كما أجلت الدنمارك 15 من رعاياها ضمن عملية قادتها فرنسا، في حين تعمل بلجيكا على إجلاء 30 من رعاياها مازالوا عالقين في السودان حتى أمس.
وأعلنت رئيسة الوزراء الإيطالية، جورجيا ميلونى، إجلاء جميع مواطنيها الذين طلبوا مغادرة السودان، ودعت إلى «إنهاء الحرب وبدء المفاوضات».
فيما قال كبير أمناء مجلس الوزراء اليابانى إنه سيتم نقل فريق إجلاء من جيبوتى إلى السودان فور استكمال الاستعدادات. وكشفت الخارجية الصينية أيضًا عن إجلاء عدد من موظفيها في السودان إلى دولة مجاورة.
كما أجلت إسبانيا نحو 100 شخص من السودان على متن طائرة عسكرية، من بينهم 30 إسبانيًا و70 آخرون من جنسيات أوروبية وأمريكية لاتينية. وأعلنت تركيا أنها ستعيد مواطنيها «برًا عبر المرور بدولة أخرى»، كما نسقت اليونان مع مصر لإجلاء رعاياها من السودان.
وهكذا تستعد دول العالم لإنهاء عملية إجلاء رعاياها من السودان بشكل كامل، سواء عن طريق البر أو البحر أو الجو، وهو دليل على أن الأوضاع باتت على حافة الانهيار حتى لو كانت هناك مؤشرات واضحة على تقدم الجيش وسيطرته على العديد من المواقع الحيوية في المدن الكبرى والعديد من الولايات، إلا أن خطر استمرار المواجهات بطريقة حرب العصابات والكر والفر مازالت قائمة.
إجلاء الرعايا «نذير شؤم» في بلاد كثيرة، ودليل على أنه لا توجد قوة دولية أو إقليمية حتى الآن قادرة على وقف إطلاق النار على الأقل في الأيام القادمة، مما يعنى أن السودان سيواجه فترة عصيبة نتمنى أن يعبرها بأقل الخسائر الممكنة.
نقلا عن المصرى اليوم