- وقفة أمام "المحامين" للتنديد بالهجمات على كنائس العراق.. و"الحريات" تطالب "مبارك" بحل مجلس الشعب
- فقهاء الدستور: مجلس الشعب باطل مائة بالمائة وسيسقط قريبًا!
- "السعيد": "محمد عبد العزيز شعبان" عاش فقيرًا.. لم يستغل موقعه للتربُّح
- معارضون يصفون البرلمان الجديد بـ"عديم اللون والطعم والرائحة"!
- العليا للانتخابات تحيل بلاغ "الفقي" ضد "الحرة" للنائب العام
م.الكفراوي:مصر بإنتظار بركان سيلتهم كل شيء
الفساد في مصر الآن يصنعه "الحيتان" وهذا ما يقلقني.
الإخوان شوهوا صورة الدين.
هناك ديكور يسمى الحياة الحزبية بمصر.
الأسعار الجنونية إلا تعبير عن حالة من الفوضى وصلت إليها مصر.
خايف أصحي من النوم "مالاقيش نفسي".
مصر بصراحة "نازلة في منحدر عميق أنا مش عارف رايحه على فين".
لا يوجد إصلاح في مصر والترويج لذلك أكذوبة كبيرة.
المواطن المصري المفروس يحتاج لـ"هايد بارك" ليعبر عن غضبه.
القضاة هما الحصن الأخير للمقهورين.
التسلط هو معيار كل شيء في مصر ومن يمتلك القوة يفعل كل شيء.
أجرى الحوار: محمد زيان – خاص الأقباط متحدون
للحديث مع المهندس حسب الله الكفراوي "وزير الإسكان الأسبق" مذاق خاص، فبمجرد أن تلقي الكرة في ملعبه للحديث عن الأوضاع السياسية والاقتصادية في مصر حتى تجده قد سدد مئات الضربات إلى قلب المرمى، والنتيجة أنها كلها أهداف صافية في مرمى الفساد والاستعباد والسرقات المتكررة للملايين والمليارات، وبالرغم من أنه قد أحرز أهدافًا تستحق الفرحة الغامرة إلا أنك تجده وقد قارب على البكاء وكأنه لم يرد أن يحقق هذه النتيجة في حواره معك.
حينما تجلس معه تحتار أأنت تجلس مع وزير خرج من الحكومة وأخذ يتحدث عنها بصراحة لـ"التشفي" من إقالته.. لتعرف أنه لا"يتشفى" فهو لم يُقال بل كتب 13 استقالة كي يخرج من الوزارة!
تتساءل مرة أخرى هل يعلن عن أرائه بالحكومة حبًا في الإعلام ونقدًا في الحكومة؟!!
فتنتفي عندك الإجابة لأنه حريص على عدم التجريح في أحد بل هو يمكننا أن نقول بأنه زاهد في الأحاديث الإعلامية فهو قلق وخائف على مستقبل مصر...
** بداية دعنا نسألك.. لماذا حالة القلق التي تنتابك دائمًا وتصرح بها في جميع حواراتك؟
أنا دائما قلق على مستقبل هذا البلد لأن الفساد في مصر أصبح فساد حيتان.
الفساد في بلدنا ينقسم إلى قسمين "فساد البسرياية، وفساد الحيتان" والفارق بين الاثنين كبير جدًا، فنحن نسمع هذه الأيام عن واحد سرق مائه مليون جنيه أو دولار من البنوك المصرية وهرب إلى الخارج وواحد سرق مليار أو أكثر ثم رحل عن مصر، وهكذا كل يوم نقرأ أخبار عن هذا النوع من الفساد إلى الحد الذي يمكننا أن نقول: "إن البلد بقت عاملة زي بالوعة كبيرة انفجرت وخرج منها الفساد ورائحته تزكم الأنوف".
زمان كنا نسمع عن واحد سرق محفظة واحد تاني وهذا هو الفساد "البسرياية"، أما الآن فواحد بيسرق البلد كلها ويهرب..!
** ولكن الفساد ظاهرة موجودة في كل دولة في العالم؟
الفساد كما تقول موجود في كل دولة في العالم لكن ليس بهذه الكميات والمعدلات الغريبة والمخيفة والمخجلة.
عندما أقرأ هذا الكلام في الجرائد لا أصدق أننا في مصر بلد الأمان ولكن أشعر أننا في بلد بلطجة ونهب من الممكن أن يصحو الإنسان من النوم "مايلاقيش نفسه"، خايف أصحي من النوم مالاقيش نفسي في يوم من الأيام أو مالاقيش بيتي.
** كل هذا الخوف من رجل كان وزير خدم في الحكم.. فما هو لسان حال الرجل العادي؟
أنا أقول هذا الكلام ولا أبالغ فيه لأننا في هذه الأيام نستيقظ كل يوم على سرقة الأطفال ثم ذبح الكبار من أجل الأعضاء البشرية، أي أن البلد مبقاش فيها أمان.. أنا بنام بالليل ومش عارف هاصحى تاني يوم وللا لأ.
السبب في كل هذا الجشع وغياب الضمير وانعدام المعايير الأخلاقية عند العصابات التي تقوم بهذه الأعمال، أنا بستغرب على البلد اللي عمرها ما كان فيها هذا الكم من الفساد والسرقة والانحلال.
** ما هى الأسباب برأيك التي أوصلتنا إلى هذا الحال؟
انعدام القيم كما قلت حوّل المجتمع إلى غابة.. الكبير يدهس الصغير فيها ولا يتركه حتى يجهز عليه ويبتلعه.
لم يصبح الاحتكام إلى العادات والتقاليد والقيم هو المؤشر على تقويم الاعوجاج بل أصبح التسلط ومن يمتلك القوة هو الذي يفعل كل شيء.
** كيف تقرأ الوضع السياسي في مصر؟
مصر بصراحة "نازلة في منحدر عميق أنا مش عارف رايحة على فين".
انظر إلى ما لحق بالقضاة والصحفيين والمحامين والخبراء والأطباء، كل يوم اعتصام وانتفاضة جديدة والبلد بـ"تغلي" فيها بركان ها ينفجر وسوف يأخذ كل شيء في وجهه.
** ماذا تقصد بذلك؟
أرى أن هناك ثورة سوف تنطلق من شارع عبد الخالق ثروت من أمام نقابة الصحفيين ونادي القضاة سوف تحطم كل شيء في مصر.
ثورة عارمة يلتحم فيها القضاة والصحفيين والمحامين وكل من لهم حقوق مهضومة في البلد.
** انت طالبت بـ"هايد بارك" للمصريين للتعبير عن رأيهم على غرار الموجود في لندن؟
طبعًا المفروض أن المواطن المصري "المفروس" يجد هذا الهايد بارك ليعبر من خلاله ويصل صوته للحكومة، والمفترض أن تسمع الحكومة لهذا المواطن ولمطالبه لأنه لا يمكن أن يستمر الوضع كثيرًا بهذا الشكل طرف ينبح صوته والآخر يصم أذنيه.
"الهايد بارك" وسيلة للتعبير عن الرأي وكأن سلم نقابة الصحفيين تحول إلى هذا "الهايد بارك" الآن ليقف عليه كل من له حق ويطالب به، هو صوت المظلومين.. ثم أن الحكومة لن تخسر شيئًا إذا أنشأت هذا البارك للتنفيس عن المصريين.
** هناك من يرى أن هناك إصلاح سياسي يحدث في مصر الآن ...ما تقييمك؟
لايوجد إصلاح في مصر والترويج لذلك مجرد أكذوبة، والدليل أن كل من له لسان تم إسكاته، وتم حبس الصحفيين وتكميم كل الأفواه وضرب القضاة، على الرغم من أنه معروف أن القضاء هو الحصن الأخير والملاذ الأخير للمقهورين.
** إذن ماذا عن المستقبل؟
المستقبل حاجة في علم الغيب ولكن لا يوجد مؤشر يبشر بالخير، لأن البلد رايحة على منحدر ولا نعرف كيف ستفيق من كبوتها.
** ما رأيك فى أداء الحكومة الحالية؟
سيء وهذا ليس رأي فردي لي لكن هناك مؤشرات سلبية في الأداء الحكومي بما ينبئ بكبوة، الحكومة تقول شيء والواقع شيء آخر.
كأن الذين يتحدثون في التليفزيون والصحف يتكلمون عن بلد غير مصر، ودي حاجة تقلق أكثر لأن المسئولين يقولون عكس ما يفعلون.
** ما رأيك في أزمة البناء الحالية وارتفاع أسعار الحديد والأسمنت؟
أولاً.. مصر غنية بالمواد الأولية التي تُنتج منها الأسمنت والحديد، ولا يمكن أن تكون هذه الأسعار الجنونية إلا تعبير عن حالة من الفوضى وصلت إليها مصر.
أن يسيطر فرد واحد على صناعة الحديد في مصر ويحتكره وآخرون يتحكمون في الأسمنت و"يذلون" المواطن الغلبان.
ربنا يرحم مصر علشان الناس الغلابة اللي فيها.
** كيف ترى معايير سياسة تملك الأراضي الحالية؟
أول مرة أشوف واحد يخصص له مش عارف كام مليون متر، وسعر المتر بثلاثة جنيه.. يعنى إيه ده، الناس دي نهبت البلد وراحت الصحراء علشان تنهبها.. سرقة علنية.. على عينك يا تاجر!
** الأحزاب الحالية هل تساهم برأيك في دور إيجابي لتنشيط الحياة السياسية المصرية؟
لا أظنها أحزاب بالمعنى السياسي بالأساس هى فقط مجرد ديكور لما يُسمى "الحياة الحزبية المصرية" لكن لا يوجد أحزاب فاعلة في مصر.
حتى الحزب الوطني سيطر عليه أصحاب المصالح من رجال الأعمال وأصبح رابطة للمستفيدين في مصر.. رابطة لمن لهم مصالح ينضمون في الحزب ويعملون من خلاله على تحقيق مصالحهم الخاصة، ومفيش حد بيشتغل علشان البلد دي..!
** وماذا عن الإخوان المسلمين؟
الإخوان أخطأوا حينما انشغلوا بالعمل السياسي على حساب الدين ورفعوا شعارات للمزايدة السياسية، همّا عملوا زي "اللي رقصوا على السلم.. لا اللي فوق شافها ولا اللي تحت شافوها"، كذلك الإخوان كان عليهم ألا ينشغلوا عن الدين بالعمل السياسي ويشوهوا بالتالي صورة الدين.
** هل تريد أن تنهي الحوار بفكرة أو كلمة بعينها؟
لا يسعني سوى القول "أنا خايف على مستقبل البلد دي، ومش عارف رايحة على فين بعد الفساد اللي سيطر عليها".
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :