محرر الأقباط متحدون
بمناسبة افتتاح معرض REVERSUS في مكتبة الفاتيكان الرسوليّة، نشر البابا رسالة يشيد فيها بعمل الأب سيديفال فيلا في جمع الأقمشة والمطرزات وقطع من الحرير ومنحها حياة جديدة "كبقايا أثريّة نجت لحسن الحظِّ من حطام سفينة"
بمناسبة افتتاح معرض REVERSUS في مكتبة الفاتيكان الرسوليّة، نشر البابا رسالة يشيد فيها بعمل الأب سيديفال فيلا في جمع الأقمشة والمطرزات وقطع من الحرير ومنحها حياة جديدة "كبقايا أثريّة نجت لحسن الحظِّ من حطام سفينة"
فرصة أخرى للعودة للتأمُّل حول ثقافة الإقصاء. إنه معرض " "(Re)versus. إعادة استخدام واسترجاع في تراث مكتبة الفاتيكان الرسولية وفي فن سيديفال فيلا" الذي افتُتح في الثامن والعشرين من نيسان أبريل في مكتبة الفاتيكان الرسولية والذي نشر البابا فرنسيس رسالة حوله يصف بها ظاهرة الهدر هذه بأنها إحدى أكثر الظواهر المأساويّة في عصرنا.
أن يتمكّن الفنِّ أيضًا من أن يساعد في التربية على عدم إهدار الخيور يعتبره البابا فرنسيس "مفاجأة جميلة". في الواقع، يدرك الحبر الأعظم أنه حتى المقاربة الجمالية، ولاسيما بين الشخص الذي يعتني بالكتب وعلم المكتبات يمكنها أن تساعد في هذا الأفق لنمو الوعي، بالإضافة إلى وجهة نظر الدراسة اللاهوتية الرعوية. إنَّ المشكلة الأساسية هي أن المجتمع المعاصر "يميل إلى أن يضع جانبًا كل ما لا يجيب على معايير الكفاءة والإنتاجية والاستجابة وإنما أيضًا على معايير الجمال والشباب والقوة والحيوية". ويكتب البابا في الرسالة: في الواقع، من خلال جعل تراث مكتبة الفاتيكان الرسولية البالغ من العمر ألف عام "يتفاعل" – لكي أستخدم مصطلحًا كيميائيًّا - مع عمل الفنان البرازيلي والكاهن الفرنسيسكاني سيديفال فيلا، يتشابك مساران يسمحان لنا بالتغلب على "ثقافة الإقصاء" "بطريقة إبداعية وشاعرية في الوقت عينه، ومُطعّمة بالسخرية السليمة.
الفنان البرازيلي والكاهن الفرنسيسكاني سيديفال فيلا
الفنان البرازيلي والكاهن الفرنسيسكاني سيديفال فيلا
تابع الأب الأقدس يقول يشكل المعرض مثالاً يتقاطع فيه منظوران: من ناحية، هناك مفهوم "الاسترجاع"، أي استعادة النفايات، الذي يمارسه الأب فيلا من خلال جمع الأقمشة والمطرزات وقطع من الحرير. هو يمنحها حياة جديدة، لا تتمثل في إعادة بناء حياتها الأصليّة ولا في وظيفية جديدة، ولكن ببساطة في اقتراحها مرة أخرى على خلفية محايدة، حيث تجد، في عزلتها كما هي، الكرامة والاعتبار اللذين ربما لم يكونا لديها. فيتمُّ تقديرها بحالتها كبقايا أثريّة نجت لحسن الحظِّ من حطام سفينة. من ناحية أخرى، نجد فكرة "إعادة الاستخدام"، التي ذهب القيمون عليها لاكتشاف الحالات الأكثر تباينًا وإثارة للاهتمام في احتياطي مكتبة الكرسي الرسولي: إعادة استخدام فنية، وترميمية، وزخرفية، وحتى "احتيالية" سمحت لأجزاء وبقايا من ماضينا بأن تبقى على قيد الحياة في عصرها وتبلغ إلى عصرنا.
وفي ختام رسالته يتذكر البابا زيارته لمكتبة الفاتيكان لبضع سنوات خلت، ويتحدث عن السبل التي "يمكن للفن والدراسة فقط أن يوفراها، والتي تأتي من قبول الإلهام وعيش الذكرى". وفي الختام يدعو الأب الأقدس الجميع لكي يقوموا بهذه الرحلة الفنية التي تقدّم للجميع عناصرًا للتأمل لكي ننتقل من ثقافة الإقصاء إلى ثقافة التناغم.