المؤتَمنون على عملية الإجلاء، في رئاسة الجمهورية والقوات المسلحة والمخابرات ووزارات الخارجية والداخلية والصحة والتضامن- فضلًا عن الهلال الأحمر المصرى- والقائمون على الملف السودانى برمته يستحقون تحية وتعظيم سلام.
حالة فخار تُطيل الرقاب، جد تفخر بنسور الجو المصريين في السماء، رجال سلاح الجو المصرى ينفذون جسرًا جويًّا احترافيًّا ناجحًا لإجلاء المصريين العالقين في حقل الشوك السودانى.
مصر كبيرة، ويدها طولى، ورجالها الأمناء قادرون بعون الله وتوفيقه على إنجاز المطلوب على وقته، وباحترافية وجدارة تُفرح القلب، رجال صدَقوا ما عاهدوا الله عليه.
متوالية بيانات السفير المقدر «أحمد أبوزيد»، المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية، تجعلك تتيه فخرًا بالقوات المسلحة المصرية.
ومن بياناته الفاخرة «قامت قواتنا العظيمة بتنفيذ 9 طلعات جوية (الخميس الماضى) في إطار تنفيذ خطة إجلاء المصريين العالقين في السودان ليصل إجمالى الطلعات الجوية التي تم تنفيذها إلى 23 طلعة جوية».
وعدد الطلعات مرشح للزيادة حتى إجلاء آخر مصرى في السودان. مجددًا نتيه فخرًا، سلاح الجو في قلب القوات المسلحة يسطر واحدًا من نجاحاته العظيمة، ويرصع تاريخه المنير في سماء المحروسة بمعركة ظافرة، ظفر بأولادنا سالمين من قلب حلقة النار المضروبة حول العاصمة الحبيبة الخرطوم.
عمليات الإجلاء عبر الجسر الجوى (والبرى) بهذا العدد الضخم المرشح للزيادة يوميًّا ستسجل تاريخيًّا، كما سُجلت بفخار معارك جوية عاتية سبقت كان لسلاح الجو الكعب العالى فيها.
مقاتلو الجو يطيرون فوق المخاطر والعدائيات في شجاعة وإقدام، جُبلوا على الصعب، وخبروا الأجواء، ونفذوا عملية الإجلاء بمعدلات قياسية.
عملية الإجلاء في سياق حرب ضَروس ليست نزهة خلوية، لكنها عملية شديدة التعقيد تتحسّب لمثيلاتها بأعداد جد قليلة لجيوش قوى عظمى بترسانات ضخمة، وتطنطن قياداتها بنجاحها.
عملية معقدة حساباتها دقيقة، ومخاطرها جد عالية، كيف تلتقط سمكة من بحر مضطرب، كيف تطير فوق شبكة المضادات الأرضية، وكيف وكيف.. وتصل بأولادك إلى بر الأمان لأحضان المحروسة؟!.
وحوش القوات المسلحة لها، نحن لها، مَن يمتلك مثل هذا الجيش الجبار تقر عينه، وينام على جنبه مطمئنًا، جيش المحروسة مفطور على الصعب، ورجاله معقود في نواصيهم النصر.
عملية الإجلاء ليست فحسب في الجو، ولكنها موصولة بالأرض ساخنة تحت الأقدام، من تجميع المصريين في نقاط الإجلاء، وإعاشتهم حتى يحين موعد الإجلاء المضروب وفق حسابات دقيقة، وحمايتهم برًّا على طرق موحشة من الأخطار المحدقة، والقصف العشوائى، إلى أن يطيروا بسلام إلى أرض الوطن.
القوات المسلحة بتوجيهات رئاسية قامت بتوفير مواد إغاثية (غذائية وإسعافية كافية وتزيد) خلال عمليات الإجلاء الجوى الجارية للمصريين والسودانيين ومن بقية الجنسيات في معبر «أرقين» الحدودى مع السودان، والإمدادات متواصلة لا تنقطع.. حتى إجلاء آخر مصرى على أرض السودان.
نقلا عن المصري اليوم