فى 10 ديسمبر 2011.. وفى العاصمة الصينية بكين.. كان الدكتور نبيل سالم أحد القليلين فى العالم الذين قامت اللجنة الباراليمبية الدولية بتكريمهم لعطائهم الرياضى الكبير.
وأعلنت اللجنة الدولية يومها مبررات تكريم المسؤول المصرى باعتباره أحد الذين أسسوها فى سبتمبر 1989 قبل أن يصبح نائب رئيسها.. ولأنه أيضًا أسهم فى إدارة تسع دورات باراليمبية، وكان أحد الذين حاولوا وحاربوا من أجل الحقوق الرياضية لمَن أدركتهم الإعاقة دون أن تسرق منهم الإرادة أو الأمل.
وقبل هذه الليلة بسنوات طويلة.. كان الدكتور نبيل سالم أحد أهم مؤسِّسى الاتحاد الإفريقى لكرة اليد فى لاجوس فى نيجيريا، وأصبح أول رئيس لهذا الاتحاد من 1973 حتى 1978.. وتولى الرئاسة بعده باباكار فال حتى وفاته 1993 ليعود الدكتور نبيل سالم رئيسًا مرة أخرى حتى 1995، وكان خلال هذه السنوات نائبًا لرئيس الاتحاد الدولى لكرة اليد.
لكن حكايته الكبرى كانت مع المعاقين، والتى طالت أكثر من عشرين عامًا منذ ترأس الاتحاد الرياضى المصرى للمعاقين ثم اللجنة الباراليمبية المصرية، وبعدها أصبح رئيسًا للاتحاد الإفريقى ثم نائبًا لرئيس اللجنة الباراليمبية الدولية.
ويمكن اختصار هذه الحكاية بأن الدكتور نبيل سالم هو المؤسِّس الأول لرياضات المعاقين فى مصر مثلما كان أحد مؤسِّسى اتحادهم الدولى فى العالم كله.. وإذا كانت زوجته شريكة رحلته، المذيعة القديرة، النجمة التليفزيونية، سناء منصور، قد قالت فى أحد الحوارات معها إن زوجها كان فى حقيقته إنسانًا بالغ الرقة يتضامن بصدق مع أى إنسان تمنعه إعاقته الجسدية من الحياة الطبيعية.
فقد شاهدت ذلك بنفسى حين عملت معه فى الاتحادين الإفريقى والدولى ورأيت مدى احترام الجميع له ومدى صدقه وحماسته وحبه لهذا المجال.. ولا يعيب الدكتور نبيل سالم وهو يبدأ ويؤسس هذه الرياضة فى مصر أنه كانت هناك بعض الأخطاء وكان هناك مَن لم ينالوا ما يستحقونه من رعاية وإنصاف وحقوق.
فهذا أمر طبيعى فى كل البدايات.. ولم يكن يضيق بأى نقد أو معارضة أو شكوى، وحاول قدر استطاعته توفير الحقوق للجميع فى زمن لا يشبه زماننا الحالى، حيث الاعتراف الرسمى والشعبى والإعلامى بحقوق ضحايا الإعاقة.
ولهذا كنت سعيدًا جدًّا بقرار اللجنة الباراليمبية المصرية برئاسة الدكتور حسام الدين مصطفى منح الرئاسة الشرفية للدكتور نبيل سالم وتكريمه وتخصيص جائزة سنوية تحمل اسمه للرياضيين الباراليمبيين المتميزين ومَن يسهم فى دمج ذوى الإعاقة فى المجتمع.
وأعود مرة أخرى إلى الزوجة سناء منصور، التى أكدت أنه لولا الدكتور نبيل سالم ما كانت قد حققت أى نجاح فى مجال الإعلام وأنه ساعدها كثيرًا حبًّا وامتنانًا لها واقتناعًا بحق كل امرأة فى الحلم والطموح والنجاح.
نقلا عن المصري اليوم
نقلا عن المصري اليوم