كان شارل ديجول يقول: أحكم على حضارة الأمم من دورات المياه!، وكان موشيه ديان يقول: أخاف من مصر إذا انتظم المرور فيها!، وكان عالِم الاقتصاد السياسى السويدى جونار ميردال يقول: العامل المشترك الأعظم في الدول الرخوة Soft States هو ثلاث كلمات: غياب سيادة القانون «كتاب الدراما الآسيوية»، ويقول هارولد لاسكى، في كتابه: «الحرية في الدولة الحديثة»، إن أعظم كلمة في قاموس أي لغة هي كلمة: نقد، وبها تتقدم الأمم، على شرط أن تكون عناصرها ثلاثة:
 
١- ذكر الإيجابيات. ٢- ذكر السلبيات. ٣- طرق علاج هذه السلبيات.
 
اليوم، أريد أن أنقد بلدى بذكر الإيجابيات التي لا حصر لها، وآخرها ما شاهدته اليوم في عين الصيرة، وكيف تحولت إلى جنة، بعد أن كانت كارثة تزكم الأنوف، أما السلبيات فهى عديدة، ومنها كارثة المرور والتوك توك، خصوصًا في حلوان والمعادى، والأمر لا يحتاج عملة صعبة بقدر ما يحتاج إلى جنود مرور يسجلون المخالفات، أو نأخذ تجربة ناجحة في دول أخرى، وهى شركة مدنية تحت إشراف الدولة هي المسؤولة عن تنظيم المرور، والتواجد عند الحوادث، وصرف التعويضات والإصلاح لأن كل السيارات مؤمَّن عليها.
 
حين كنت في أبها «عسير- السعودية»، منذ بضعة أسابيع، حضرت إحدى الجلسات التي كان يترأسها الأمير تركى بن طلال بن عبدالعزيز آل سعود، وفيها اقترح الاستعانة بخبرات كبار السن من ذوى المعاشات، قلت لسمو الأمير: اقترحت يومًا في أحد مقالاتى: الاستعانة بالقضاة الذين أُحيلوا إلى المعاش- لمَن يرغب منهم- تخفيفًا عن القضاة المُحمَّلين بمئات القضايا. قرأت، اليوم، في «المصرى اليوم»، عن جريمة تُدمى القلوب: طبيبة أطفال بالإسكندرية «عزة»، وزوجها طبيب أنف وأذن «محمد»، ضرب متكرر، الاستيلاء على دخلها، حبسها بالأيام، ربطت ملاءات الأَسِرّة، وأرادت الهرب من الدور الثالث، سقطت تحطمت ضلوعها وعظام الساقين والحوض، أي إجرام وقسوة هذه؟!، والزوج طبيب، ومن والدين أستاذين بالجامعة، صحيح أن العلم شىء والأخلاق شىء آخر، وصحيح أن القانون لا ينصف زينب، ولكنه ينحاز لزين لأنه مجتمع ذكورى لا يحمى المرأة، لا تكفى محاكمة الزوج، بل محاكمة الأبوين لأن تربية الطفل تبدأ منذ ٢٥ سنة قبل ميلاده، أي من أبويه، لأن فاقد الشىء لا يعطيه، وواضح أن الأبوين يحتاجان للتربية قبل الأبناء.
 
في سنة ١٩٨٩ صدر قانون في إنجلترا: إلقاء القبض على أي زوج يضرب زوجته داخل المنزل أو خارجه، وجاء في ثنايا القانون: العنف ضد الزوجة سواء كان باليد أو اللسان أو الجنس جريمة يعاقب عليها القانون.
 
في إحصائية حزينة عن مصر من مركز البحوث الاجتماعية والجنائية: 15 ألف حالة من أقسام البوليس «ضرب الزوجات بواسطة الزوج». ٧٠٪ بسبب الرد على الزوج!. ٧٠٪ بسبب رفض السرير!. ٤٣٪ إسراف الزوجة في المصاريف. ٢٧٪ حرق الطبيخ!، وهناك تفاصيل مؤلمة كالعاهات المستديمة، والحوامل اللائى لم يشفع لهن حملهن في توقى الضرب. لابد أن تكون للقانون وقفة حازمة إلى جانب المرأة، كيف ننتظر من طفل يرى أمه تُضرب، وهو عاجز خائف، أن يكون له ولاء لوطنه بعد ذلك؟!. «الأم وطن». أيها الرجل الضعيف الذي تقسو على زوجتك أو أمك أو أختك أو ابنتك باليد أو اللسان، أقول لك: قُطع لسانك، وشُلت يداك.
نقلا عن المصري اليوم