بقلم/ماجد كامل
(1452-1519 )
من أشهر اللوحات العالمية تأتي لوحة العشاء الأخير للرسام الإيطالي العالمي ليوناردوا دافنشي ( 1452- 1519 ) ؛ ولقد بدأ دافنشي العمل بها أبتداءا من عام 1495 وأستمر في العمل حتي أنتهي منها في عام 1498 . أي أنه أستمر في العمل بها حوالي 4 سنوات . وهي محفوظة حاليا في قاعة الطعام بأحد الأديرة في ميلانو . ومن القصص الطريفة التي رويت عن هذه اللوحة أن ليوناردوا دافنشي كان يذهب كل صباح إلي الدير للعمل في اللوحة فكان يتأمل الصورة لمدة نصف ساعة ثم يضيف بريشته نحو عشر لمسات وبعدها ينصرف إلي عمل آخر ؛ فأخذ رئيس الدير يلح عليه كثيرا في سرعة إنهاء العمل ؛فأجابه دافنشي أنه يحاول أن يخلق تعبير الدناءة علي وجه يهوذا في أوضح صورة ممكنة ؛فإذا كان رئيس الدير متعجلا من أمره فهو في إمكانه أن يضع صورته هو مكان صورة يهوذا
ولقد قسم دافنشي في هذه اللوحة التلاميذ الحواريين إلي مجموعتين علي اليمين ومجموعتين علي الشمال وكل مجموعة مكونة من ثلاثة تلاميذ ؛ ولقد ظهرت علامات الفزع علي وجوهم عندما أخبرهم أن واحد منهم سوف يسلمه ؛ فحزنوا جدا وأخذ كل واحد يسال :- هل أنا يارب ؟ (مت 26: 21-22 ) . أما التلاميذ فهم حسب الترتيب من اليسار إلي اليمين :-
1- المجموعة الأولي وتضم :- بارثلماوس - يعقوب بن حلفي - أنداروس
2- المجموعة الثانية وتضم :- يهوذا الأسخريوطي – بطرس – يوحنا بن زبدي
3- المجموعة الثالثة وتضم :- توما الرسول – يوحنا بن حلفي – فيلبس
4- المجموعة الرابعة وتضم :- متي الرسول- تداوس- سمعان القانوي
ونلاحظ التقسيم الثلاثي واضح جدا في هذه اللوحة ؛فالتلاميذ كما ذكرنا يجلسون كل ثلاثة مع بعضهم وخلف السيد المسيح يوجد ثلاث نوافذ .ولقد وضع دافنشي السيد المسيح في مركز الصورة تماما ؛ في وضع به تناسق Symmetry . بحيث يتساوي عدد التلاميذ الذين عن يمينه بالعدد الذي عن يساره ؛ ولقد ميز وجه يهوذا الأسخريوطي باللون الأسود كرمز للشر ؛ ووضع تحت يده علبة ملح مقلوبة ، ويده اليسري تشرف علي التقاط الخبز ، رمز إشارة إلي أنه خان العيش والملح . كما ميزه بوجود كيس النقود في يده "بأعتبار أنه كان أمين الصندوق " . كذلك نلاحظ أن بطرس الرسول قد وضع يده بالقرب من يوحنا وكأنه يريد أن يسأله من عسي أن يكون الذي قال عنه أنه سوف يسلمه (يو 13 :- 23؛24 ) . والجدير بالذكر أنه ظهرت تفسيرات أخري للوحة تشير إلي أن مريم المجدلية هي الشخص الذي ظهر بدون لحية وليس يوحنا الحبيب ، وهو التفسير الذي بنيت عليه رواية دان براون الشهيرة " شفرة دافنشي " . ولكن الترميمات الحديثة التي حدثت باللوحة أظهرت أن دافنشي كتب أسم كل تلميذ بالقرب من رأسه ، مما دحض كل هذه التفسيرات من جذورها .
وليونادردوا دافنشي روائع أخري لعل من أشهرها لوحة "الموناليزا " أو "الجيوكاندة " وقد رسمها عام 1503 ؛وهي صورة أمرأة من نابولي كانت زوجة موظف أو تاجر من أثرياء فلورنسا ؛والأبداع في لوحة موناليزا أنك حيثما تنظر أليها من أي زاوية تجدها كما لو كانت تنظر أليك . ولم يكن دافنشي فنانا مبدعا فقط ؛بل كان أيضا عالما كبيرا ترك لنا في مذكراته دراسات في الحركة قبل أن يضع العالم الإنجليزي أسحق نيوتن ( 1643- 1727 ) قوانينه المشهورة ؛كذلك كانت له درسات في تخطيط المدن وبناء الكباري .كما وضع تصميمات مختلفة للمدفع والغواصة والطائرة والباراشوت تتشابه إلي حد كبير مع الاختراعات الحديثة . كذلك ترك لنا دراسات في الطب والتشريح وعلوم البصريات .بإختصار لقد كان عبقرية فذة متنوعة المواهب سبق عصره بزمان .