ياسر أيوب
ليس هناك جديد يمكن أن يقال عن فوائد المشى طبيًا وجسديًا بعدما جمعها كلها أستاذ المخ والأعصاب الأيرلندى شانى أومارا في كتاب جميل ومهم عن المشى وسلامة القلب والمخ والأعصاب.. وليس هناك جديد أيضا يقال عن فوائد المشى النفسية التي استعرضها كلها الأستاذ الفرنسى فريدريك جرو في كتاب آخر عن المشى والتركيز وصفاء النفس والروح.. والجديد الآن فقط هو المشى كعلاج تم اعتماده مؤخرًا علاجًا حقيقيًا للفايبرومايلجيا.. وهى حالة مزمنة لا يمكن تشخيصها بالأشعة والتحاليل ونتائجها وأعراضها كثيرة جدًا.. ولهذا لا يعرف معظم المصابين بها أنهم من ضحايا الفايبرومايلجيا، لكنهم يعانون بسببها من أمور كثيرة جدًا.. إرهاق مزمن وسرعة الانفعال وفقدان التركيز وقابلية للاكتئاب ونسيان وصداع وأرق دائم ومزاج متقلب وزيادة الحساسية لأى تغيير في درجة حرارة الجو وتنميل متكرر في اليد أو الساق وآلام متكررة في المفاصل.
وبالتأكيد ليس من الضرورى أن تجتمع هذه الأعراض كلها في وقت واحد، كما أن الشكوى من عرض واحد فقط منها لا تعنى أن الإنسان مصاب بالفايبرومايلجيا.. ومع اختلاف الأطباء على تحديد أسباب الإصابة وهل هو اضطراب هرمونى أو كيميائى داخل الجسم أو جينات وراثية أو الوزن الزائد أم توتر وضغوط نفسية حقيقية ومزعجة تنتهى بأعراض جسدية، إلا أن نفس الأطباء اتفقوا على أن المشى علاج حاسم ويفيد كثيرًا في مقاومة كل هذه الأعراض.. وحتى وقت قريب كانت نصيحة الأطباء هي ممارسة الرياضة لعلاج كل هذه الأعراض.. وتخيل كثيرون أنهم مطالبون بالكثير من التمارين وفقا لهذه النصيحة.. لكن الأطباء اكتشفوا مؤخرا أن الإفراط في ممارسة الرياضة قد يزيد من حدة هذه الأعراض وليس علاجها.
وأن المشى هو العلاج الأفضل لأكثر من سبب.. فالإنسان لا يبذل جهدًا كبيرًا لكى يمشى، أي أنه رياضة بدون إرهاق.. وإلى جانب فوائد المشى بجدية وانتظام القلب وتنشيط الدورة الدموية والجهاز التنفسى والعضلات والمفاصل، كما أكدت دراسة حديثة لجامعة ماساشوستس، الأمريكية، استمرت عشر سنوات ونشرت نتائجها نيويورك تايمز.. فهو يساعد أيضًا على إفراز الإندورفين الذي يساعد المخ على التخلص من الضغوط ويغلق مستقبلات الألم.. كما أنه يساعد الإنسان على الهدوء والتركيز ويساعد أيضًا على الهدوء.. وهى الحقيقة التي اكتشفها كثيرون منذ وقت طويل وتحدثوا وكتبوا عن فوائد المشى النفسية، منهم غاندى ونيتشه ونجيب محفوظ وآخرون.. وإذا كان المشى هو أقدم رياضة في التاريخ مارسها الإنسان.
وإذا كان أيضا لعبة أوليمبية منذ دورة لندن 1908 وتقام لها بطولات عالم تقام كل عامين للسيدات والرجال.. فإن الجديد الآن هو ضرورة أن يمشى الإنسان ليقاوم الفايبرومايلجيا أو آلام العظام والمفاصل والجسد كله ويتخلص من الاكتئاب والأرق والصداع والانفعال السريع غير المفهوم وغير المبرر.. وكان ذلك يقال قديمًا من باب الفلسفة والحكمة والنصائح الجميلة، لكنه الآن أصبح حقيقة علمية وضرورة طبية أيضًا.. أصبح علاجًا ليس مكلفًا ورياضة لا تحتاج لأى اشتراطات خاصة.
نقلا عن المصرى اليوم