الجزء الأول (الطبخة)
Oliver كتبها
-.من قبل الصلب بأسبوع إجتمعوا مع المسيح إغتسلت أقدامهم و بالنقاوة إكتسوا.أكلوا جسده و دمه و عاشوا تأسيس السر الربانى .سمعوا طويلا طويلاً لأكثر من ثلاثة سنوات تعاليمه الإلهية.فرحوا بما رأوه  أما الآن فهم متوجعون معاً. فى بيت مارمرقس الجميع خاثفون.مات المعلم الصالح.الشجن أثقل القلوب. النظرات تسقط فى العيون الكسيرة. الأسئلة قاتلة .لا أحد يجيب نظرة أحد .االأجفان مشغولة فى أحزانها.  الدموع تسكن المكان .يوسف الرامى و نيقوديموس يأخذان ركناً تحت أشجار التين فى حديقة منزل مرقس  يتحدثان كما فى أمرِ هام.حزن التلاميذ صامت و حزن المريمات مرير.كأن القبر يسكنهم.
-من يختبرأحزان  الثلاثة أيام  هو الذى يتأهل لعظمة فرح قيامة المسيح.

(الطبخة)
عادوا من الجلجثة قارعين الصدور.الوقت يمر بثقل الجبل. كانت المريمات تسرع الخطو قبل أن يحل السبت إذ لا سوق و لا عمل.كن يحتجن إلى إعداد الحنوط.لديهم فقط بعضاً  من المر و العود التى إشتراها نيقوديموس سريعاً لدفن المسيح .يو19: 39 .هناك أحاط الجسد بأعواد المر و الميعة و السليخة فصارت كثياب المسيح المدفون مز45: 8.

-التلاميذ خائفون أغلقوا الأبواب و لم يخرجوا من وقتها.

- إلى السوق عند قصر هيرودس قرب بيت لحم ذهب فوج من تلميذات المسيح القديسات. يونا زوجة خوزى مديرقصر هيرودس .سيدة من البلاط الملكى و سوسنة صديقتها . ساعدها فى الشراء بعض وصيفات القصر ممن تعرفن على يسوع و فى سوق آخر قريب من بيت عنيا ذهبت مريم المجدلية مع مريم أم يعقوب و سالومي لشراء التوابل و الأعشاب  ذات الرائحة الطيبة لتصنع أطياباً.إشتروا أيضاً زيت زيتون مع حبات الزيتون النضرة و البهارات الحلوة .كانت الأحمال كثيرة لكن الحدث الجلل أعظم.مر16: 1. كانوا يسابقون الزمن ليلحقوا بتطييب الجسد بأسرع وقت.لو23: 56 . تشرد المريمات فى أفكار كالزوبعة لدقائق ثم يستيقظون على الفجيعة . فتجد نغزات فى الصدور و القلوب.

-جلست يونا منهكة من التعب بعد عودتها من السوق فالطريق طويل و صعب. كلما أرادت أن توقف دموعها إنهمرت أكثر بسبب مُر الأطياب  اللاصق فى فى كفيها  و مر فراق المسيح الملتهب فى قلبها .

- مريم المجدلية و فى قلبها تذلل .سبقت الجميع لتطبخ الحنوط بمزج الأعشاب معاً متعشمة أنها  تطيل بقاء الجسد الميت بفير فساد و لو لوقت قصير. لا تتصور حياتها بدون المسيح.رائحة الأعشاب نفاذة كى تدارى أجساد الناس من رائحة الموت .تتخاطف المريمات هنهنات المكلومين.

-يمزجون الحنوط بالدموع على نفس المائدة التى صنع عليها الرب يسوع سر الإفخاريستيا.لم يكونوا يعلمون أنها ليست من أجل المسيح المدفون لكنها طبخة من أجل المدفونين معه في المعمودية.لأنهم طبخوا لنا نحن هذا الميرون.

-قال يوسف الرامى هنا وضع قدميه.فلنسند أعواد المر مكانهما.و هنا بارك الخبز و الكأس.فلنضع موضعهما فى نفس الصينية بعضاً من تلك البهارات الحلوة . كان الرجل يعرف الكثير مما لم يبوح به.هكذا صارت الذكرى حياة و الحنوط للمسيح مغنماً.

- أما مريم العذراء فكان يجوز فى نفسها سيف.مع أنها تعمل فى صمت.كيف يقدر إنسان أن يصف أم الله تصنع حنوط تكفين إبنها الرب يسوع؟ ثقيلة ثقيلة الجلجثة على العذراء.كانت بكلمات شحيحة تشير إلى أكوام الأعشاب و تضبط المقادير فهى ماهرة بحكم تربيتها فى الهيكل.مع أن الجميع حزاني لكن جميعهم يشفقون  على العذراء مريم أكثر فجروح قلبها على إبنها لا تبرأ.يوحنا يرقبها من بعيد بعدما حمله الرب يسوع المسئولية عنها.
للرواية بقية.