على بُعد 800 ياردة من مدينة نيويورك، وعلى مساحة 172 فدانًا، يجد الزائر نفسه في بقعة تختلف كليًا عن المناطق التي مر بها، فمن ناطحات السحاب ومظاهر الحياة الحديثة، تسود الأحجار الرملية الحمراء المشهد.

 
ما سبق هو أحد مظاهر جزيرة «جوفرنرز» الشهيرة بـ«جزيرة البندق» لوفرة أشجار الكستناء والجوز والبلوط بها، كانت بمثابة معقل عسكري في القرن الـ19، وموطنًا للأمريكيين الأصليين، رغم هذا فهي غير مأهولة حاليًا بالسكان.
 
تعتبر جزيرة «جوفرنرز» بمثابة سر محفوظ في مدينة نيويورك، فهي تضم 7 أميال من مسارات الدراجات، ومزرعة حضرية بحجم فدان، بخلاف المروج والحدائق المترامية على الأطراف، وجميع أنواع أماكن التنزه والملاعب والمنشآت الفنية.
 
يصنف خبراء الجزيرة على أنها رائدة في مفهوم ملهم للنفايات الصفرية، بحيث تُظهر للمدن الأخرى كيف تصبح أكثر استدامة.
 
في هذا الصدد، أعلن عمدة الجزيرة إريك آدامز، أن «جوفرنرز» ستكون موقعًا بمثابة مختبر حي، مخصص لإيجاد حلول لمعالجة أزمة المناخ بحسب «BBC».
 
فيما صرح كلير نيومان، الرئيس والمدير التنفيذي لمؤسسة «Trust for Governors Island» التي تدير الجزيرة جنبًا إلى جنب «National Park Service»، أن تصميم المتنزه ومفهومه يركزان على الاستدامة والمرونة.
 
ازدادت مساحة الجزيرة إلى من 72 فدانًا إلى 172 فدانًا في عام 2007، مع تطوير مساحاتها بحيث تكون أكثر استدامة.
 
عن ماضي الجزيرة
بالعودة إلى سجلات التاريخ، وصل الإنجليز إلى نيويورك في عام 1664، واستولوا على الجزيرة من الهولنديين.
 
وبعد 11 عامًا من انسحاب القوات البريطانية في نهاية الثورة الأمريكية عام 1783، بدأت حكومة نيويورك في تحصينها المرفأ ببناء 3 حصون عليها، ساعدت في ردع الغزو البريطاني في حرب 1812.
 
مع سيطرة حكومة الولايات المتحدة عليها، أصبحت الجزيرة قاعدة عسكرية ومحطة حجر صحي للاجئين المتدينين، وسجنًا للجنود الكونفدراليين أثناء الحرب الأهلية الأمريكية، كما كانت مقرًا للجيش خلال الحرب العالمية الثانية، وأخيرًا قاعدة لخفر السواحل حتى عام 1996.
 
لاحقًا، باتت هذه الجزيرة مهجورة إلى حد كبير لما يقرب من عقد من الزمان، بينما كانت الحكومة الفيدرالية تناقش ما يجب فعله بها.
 
شهدت هذه الجزيرة العديد من اللحظات التاريخية، ففي عام 1919، أقلع ويلبر رايت من مدرج هبوط في الجزء الجنوبي من الجزيرة في أول رحلة طيران أمريكية فوق الماء، وأدى الملحن بيرت باشاراش عروضه بانتظام في نادي الضباط بالجزيرة في أوائل خمسينيات من القرن الماضي.
 
كذلك استضاف الرئيس رونالد ريجان فيها ميخائيل جورباتشوف رئيس الاتحاد السوفيتي، بقصر الأميرال في عام 1988.
 
جرى تصنيف الجزيرة كنصب تذكاري وطني في سنة 2001، وبعد عامين، تم بيعها إلى مدينة وولاية نيويورك مقابل دولار واحد، وباتت مفتوحة للجمهور في 2005.
 
تبذل العديد من الشركات جهودصا مضنيةً لجمع النفايات البلاستيكية منها، حتى بلغ حجم النفايات العضوية خلال السنة الماضية 260 ألف رطل من النفايات العضوية.