كتبها - Oliver
- صلاة الروح ليست كصلاة اللسان. إنها رحلة فى عالم الأنوار. خروج إرادي من الالتصاق بالتراب و اتحاد إرادي بالجالس على العرش.إنحلال من الأرضيات و عناق الحمل فى السمائيات.هكذا تبقى الروح فى مجد.
- صلاة الروح معاينة و معايشة للحرية و المجد الأبدي. تنطلق الروح إلى موضع راحتها كل صلاة. فالصلاة موت إرادي عن العالم و حياة أبدية نتذوق فيها الملكوت.
- صلاة الروح لغة لا تأخذ مفرداتها من لغات الأرض بل تسمو فتتعلم هناك لغة فوقانية حين تمض إلى فوق. تندمج كالملائكة مع الملائكة لأنها مثلهم روح. روحك تغادرك حين تصلى فهناك حيث تذهب ستعود محملة بكل أذرة التاجر.
- صلاة الروح لقاء بالثالوث. مخاطبة للمسيح تأخذ من لسانه الكلمات و ترددها نحوه. تقطف الشهد من فم المسيح فيرسل روحه القدس ليدرب الروح على ما هو أعظم. حينها لا تنته الصلاة. لا يفكر الإنسان فيما يأخذ لأن ما يأخذه من رحلة الروح أسمى مما يأت على فكر البشر. حتى حين تعود الروح لا يعرف ماذا صار لكن شبعاً يملأه و فرحاً يشمله و حنيناً غير موصوف نحو الثالوث يأسره. يزهد كما لم يزهد في الحياة من قبل.
- صلاة الروح إيمان حي. آمنت لذلك تكلمت. هكذا ينطقها المؤمن بروحه بصلاة صامتة. الإيمان و الصلاة يسيران معاً فتنقاد الروح بالروح. نمو الإيمان يؤهل لمثل هذه الحالة فالصلاة حالة إيمانية و معايشة للمحبة الإلهية.
- صلاة الروح أعظم حالة للتكلم بالألسنة. لكنها ألسنة السمائيين. أناشيد و أغانى نورانية تتعلمها أرواح من يتدربون على صلاة الروح. لغة لا ترجمة أرضية تفسرها. من السماء تأخذ اللسان فإن عادت للجسد ما عادت اللغة معها بل تبقى المعانى هناك و تعود الروح محملة بمشاعر لا تجلبها صلاة اللسان و لا صلاة العقل. بل يختبرها القلب حين لا يعود يبالى بخسائر الأرض و لا مكاسبها. وقتها يفهم أرباح السماء بصلاة الروح. الصلاة التى هى سكنى مؤقتة فى السماء.
- لكى يتدرب قلبك على ترك روحك تنطلق بك أو بدونك أو عنك أو لأجلك. تعلم أن يبق المسيح قدام وجهك. تثبت فيه الأفكار. لا تسمح للسان أن يقلد لغة الأرض. ضع الإنجيل فى حدقة عينك فتتسع رؤيتك للسماء و تفهم مكنونات النورانية. لا صلاة بالروح مع وجود الذات البشرية هذه التي إن خلوت منها تأهلت لصلاة السمائيين.
- ليس فى صلاة الروح مطالب أرضية. لا مشكلات تشغلها. لا تبالى بما صار أو يصير. لا تنبهر بشيء أو تنجذب إلى شيء. الصلاة الروحية هى صلاة متحررة من قيود الحاجات مهما كانت ملحة. تدرب على الإستغناء تقتنى الشبع. كلما زهدت كل المقتنيات كلما رفعتك النعمة حيث الذخائر الأبدية.
- صلاة الروح بإسكات اللسان و إقتناء أنين الروح القدس بالصمت. فإما تتكلم أنت و يصمت الروح و إما تصمت أنت و يتكلم الروح. لكن إفعل هذا بحكمة و إرشاد فالتدريب الروحى لا يؤخذ عنوة. هو خضوع متواصل و إتضاع يتأصل فى النفس حتى يصير كلام الوحى مكتوباً فى القلب بلغة الروح ذاته حينها إن صليت تجد الروح ما تقوله. صلاة الروح هى حديث المسيح للآب على لسانك و نطق الروح فيك إلى الآب القدوس فهل عن هذا تتأخر؟
- إسم المسيح إبن الله يقودك لطرد الهواجس. داوم على ترديده فى صمت فيتقدس داخلك و تجد الروح غذاءها الذي به تصلى.
- الحديث عن صلاة الروح معزى فكم و كم معايشة هذه الصلاة. حين تنطلق منك الروح فلا تمنعها. إن تسلقت الأعالى فإتبعها و لا تبطل صلاتك لسبب ما. لأن صلاة الروح هى جذب الآب للنفس بالإبن و عمل الروح فإن إنشغل بك الثالوث القدوس هكذا فلا تنشغل عنه بشيء. لا تنس حين تصلى بالروح تأخذ البشرية فى قلبك .تكون شفيعاً أميناً كالقديسين. يصير للأرض خير بصلاتك مع أنك تترك الأرض حين تصلى. صلى كي تتعلم أن تجد نصيبا من حلاوة تلك الصلاة و تتمتع بهذا المجد فى حرية المسيح.