هاني صبري - المحامي
مجـئ السيد المسيح والعائلة المقدسة إلى مصـر مـن أهـم الأحـداث التى جـرت على أرض مصـرنــا الغــالية فـى تاريخهــا الطـويل.
حدث أن ترك السيد المسيح والسيدة العذراء مريم ويوسف النجار بيت لحم في فلسطين وذهبوا إلى مصر، كي لا يلتقوا بهيرودس الملك الذي تخوّف من أن يزاحمه المسيح في المُلك - إذ إن من صفات المسيح كونه ملكًا وهو ما سيتحقق في المجيء الثاني وفق إيماننا المسيحية - فأراد قتله، فحينما فشل، قرر قتل جميع أطفال بيت لحم من دون السنتين، ولكنّ وحيًا كان قد جاء ليوسف في الحلم يخبره بأن يأخذ الطفل وأمّه إلى مصر، "قم وخذ الصبي وأمه واهرب إلى مصر وكن هناك حتى أقول لك لأن هيرودس مزمع أن يطلب الصبي ليهلكه" (متي 2: 13)؛ فهربا وأقاما بها حتى وفاة هيرودس، قبل أن يعودا إلى الناصرة.
فمنذ فجر التاريخ ومصرنا الحبيبة بلد الأمن والأمان وملاذ آمن للأنبياء، واذكر على سبيل المثال لا الحصر: لجأ إليها ابونا ابراهيم، خليل الله حينما حدثت مجاعة فى بداية دعوته وذكر هذا فى سفر التكوين (12 : 10)، كما جاء يوسف الصديق ابن يعقوب إلى مصر وأشبعه العالم من خيرات مصر فهو رمزًا صادقًا لمجئ السيد المسيح إلى أرضنا الحبيبة مصر والذي أعطي لنا الغلبة والنصرة والحياة الأبدية.
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا لماذا هرب السيد المسيح إلى أرض مصر؟ ألا يستطيع وهو الإله ضابط الخليقة بأجمعها أن يطلب أكثر من اثني عشر جيشًا من الملائكة (متي 26: 53).. لم يفعل ذلك لإتمام النبوات لأنه مكتوب "من مصر دعوت ابني"، ولكي يكون السيد المسيح النموذج الذي يحتذي به من شعبه، ياما قديسين وأنبياء كانوا مضطرين للهروب من مكان إلى مكان وهذا ما حدث مع إيليا و داود ، وكثيرين من الناس ظروفهم تدفعهم لذلك ، لكن السيد المسيح أول من صار في هذا الطريق وكأنه يقول لنا عليكم ان تسيروا وتتبعوا خطواتي وإنه نجح فيما فشل فيه الشعب في القديم واجتاز كل الصعاب.
وكان دخول السيد المسيح أرض مصـر بركة كبيرة لأرضها وشعبها فبسببها قال الـرب "مبارك شعبى مصـر". وقد ورد اسم مصر 700 مرّة في الكتاب المقدس
لقد دخل السيد المسيح أرضنا فتباركت بلادنا مصر بقدومه، فصنع الكثير من الآيات.. والأماكن التي باركها مازالت بها الخير الوفير . فكان طفلا بالجسد ولكن لاهوته لم يفارق ناسوته لحظة واحدة ولا طرفة عين.
ومازالت بلادنا مباركة لحين مجيئه الثاني ومنارة يستضئ بنورها العالم بأسرة.
أن مصر الحبيبة هي الدولة التي اختصها السيد المسيح بزيارته والعيش بها بعد بلد ميلاده بيت لحم، وصنع فيها آيات وعجائب ومازال يصنع.
جدير بالذكر أن زيارة السيد المسيح لمصر مثبتة فى الكتاب المقدس ويعرفها العالم وإعتبار يوم دخول السيد المسيح أرض مصر عيداً قومياً يخلق جو من التسامح والمحبة بين المصريين وإذكاء لروح الوحدة الوطنية والحفاظ على وحدة تراب مصر التى باركها السيد المسيح .
كما أن زيارة السيد المسيح مثبتة فى التاريخ المصرى والقبطى وقد زارت العائلة المقدسة مصر كاملة من شرقها لغربها من شمالها لجنوبها وأصبح كل مكان زارته العائلة المقدسة مزار وكنيسة ودير على إسم السيدة العذراء أو بأسم العائلة المقدسة . وتقوم الدولة بجهود حثيثة نحو إحياء مسار العائلة المقدسة هو مشروع الدولة القومي الذي يساعد على تنشيط السياحة . لتكون مصر أهم المقاصد السياحة الدينية في العالم. وتقدمه هدية للعالم كله دليلاً علي محبة وعظمة المصريين، وسيعود بالخير علي كل المصريّين ويساعد على نمو الاقتصاد .
لذلك فإنني أناشد كافة الجهات المعنية بالدولة إعتبار الأول من يونيو يوم دخول السيد المسيح والعائلة المقدسة أرض مصر عيداً قومياً للبلاد.