صفية مصطفى أمين
وصلنى فيديو على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» يتحدث عن أهمية الدول الإفريقية بالنسبة للغرب، كمُصدّرة للمواد الخام، ولذلك حرصت الهياكل الاقتصادية العالمية على مدى عصور طويلة على أن تظل القارة الإفريقية فقيرة معدمة.. لا تتمتع بالتقدم الصناعى حتى لا تنهار الدول المستفيدة من هذا الوضع!.
أتفق جزئيًّا مع هذا الفيديو، ولكننى أضيف أننا لكى ننهض ببلادنا وكل البلدان الإفريقية يجب أن نبدأ أولًا بإعادة بناء الإنسان. نريده مؤمنًا بربه ووطنه. يثق بنفسه بغير غرور. يصبر ولا ييأس. يصمد ولا ينهار. يؤمن بروح الفريق. لا ينافق.. وتكون لديه الشجاعة أن يقول الحق!.
نحتاج لأن يعود إلى المواطن الحماس للعمل.. والقدرة على الإتقان والتجويد، فالعامل فى معظم دول جنوب شرق آسيا يعمل 11 ساعة كل يوم. يرفض الاستراحة ليشرب القهوة أو ليتناول الغداء. يرفض الإجازة الصيفية حتى يزيد الإنتاج.
يجب أن يشعر العامل أن العمل عبادة، وأن الدين يفضل رجلًا يعمل على رجل يتعبد ولا يعمل!. نتمنى أن تدعو الخطب فى المساجد والكنائس إلى محاربة الكسل والخمول والإهمال فى العمل، وتؤكد على المواطنين أنه لا نجاة لهم من الفقر والحاجة إلا بالإنتاج، فالبلد الذى لا يعمل شعبه ليلًا ونهارًا يموت من الجوع.. وأن الدولة ليست تِكِيّة، والموظفون موجودون لخدمة الشعب!.
صحيح، المرتبات لا تكفى فى معظم هذه الدول إلا الأيام الأولى من الشهر، لكن مضاعفة الإنتاج فى كل المجالات هى وحدها التى تستطيع أن تضاعف الأجور وتزيد المرتبات، ويمكن أن تنقذ الجميع من الأزمات الاقتصادية المتتالية!، فمهما مُنحوا من علاوات ومكافآت فلن تنقذهم من المعاناة.. لكن تحويل البلاد إلى خلية نحل هو الحل الوحيد.
لا يُترك موظف ولا عامل بلا عمل. يتم تحديد عمل لكل مواطن. بث عشق عقيدة العمل وتقديسه فى المواطن منذ الطفولة. وأخيرًا اتباع سياسة الثواب والعقاب: مكافأة المجد المجتهد، وعقاب الكسول المستهتر!.
دول أصغر منّا، بدأت تحت الصفر منذ سنوات. كان سكانها يعيشون فى العشش والكهوف، استعانوا بخبرات أجنبية، واستطاعوا بالعمل الشاق المستمر أن يقفوا على أقدامهم.. وتحولوا من دول معدمة إلى دول تنافس أمريكا وألمانيا واليابان!.
العمل العبادة!.
نقلا عن المصرى اليوم