الأب رفيق جريش
بعد فترة من التوقف، أو بالأحرى، التقاط الأنفس، يعود العمل بجدية كبيرة للحوار الوطنى الذى نادى به السيد الرئيس العام الماضى.. ومن خلال جلساته المتتالية، حدد مجلس الأمناء ٣ محاور رئيسية للمناقشة، هى: (المحور السياسى والمحور المجتمعى والمحور الاقتصادى).
وشكل المجلس عددًا من اللجان النوعية والفرعية ضمت ١٩ لجنة، كما توافق على أسماء المقررين والمقررين المساعدين للمحاور الثلاثة، وجاءت تلك الأسماء من ترشيحات الأطراف المختلفة التى وردت إلى الأمانة الفنية للحوار الوطنى، وتضمن المحور السياسى خمس لجان فرعية، هى: (لجنة مباشرة الحقوق السياسية والتمثيل النيابى والأحزاب السياسية، ولجنة المحليات، ولجنة حقوق الإنسان والحريات العامة، ولجنة الأحزاب السياسية، ولجنة النقابات والمجتمع الأهلى)، أما المحور المجتمعى فقد ضم ست لجان فرعية، هى: (لجنة التعليم، لجنة الصحة، لجنة القضية السكانية، لجنة قضايا الأسرة والتماسك المجتمعى، لجنة الثقافة والهوية الوطنية، ولجنة الشباب)، أما المحور الاقتصادى فقد تضمن ثمانى لجان فرعية، هى: (لجنة التضخم وغلاء الأسعار، لجنة الدين العام وعجز الموازنة والإصلاح المالى، لجنة أولويات الاستثمارات العامة وسياسة ملكية الدولة، لجنة الاستثمار الخاص (المحلى والأجنبى)، لجنة الصناعة، لجنة الزراعة والأمن الغذائى، لجنة العدالة الاجتماعية، لجنة السياحة)، ومن المنتظر أن تناقش تلك اللجان أكثر من ١١٣ قضية فى تلك المجالات.
وكنت قد اقترحت منذ حوالى عام- يا ليت بالتوازى مع تلك اللجان المتخصصة وتلك القامات المشاركة- أن تكون هناك لجنة متخصصة لدراسة الأمراض الاجتماعية الموجودة داخل مجتمعنا، وحصرها، حتى يتسنى لنا أن نسير بمجتمعنا قدمًا، فلا يمكن بأى حال من الأحوال أن نسير فى المحاور الثلاثة المذكورة دون دراسة أمراضنا الاجتماعية، ودراسة بعض المظاهر التى طفت على السطح فى السنوات الأخيرة وأصبحت مصدر قلق وإزعاج للقيادة السياسية والمجتمع كله، وأقل تلك الأمراض (الأمية، اللامبالاة فى العمل، البيروقراطية، الجرائم العائلية، المخدرات)، وهذا فقط على سبيل المثال وليس الحصر. فلكى ينطلق مجتمعنا إلى آفاق جديدة يجب أن نجد حلولا لتلك الأمراض وكيفية علاجها حتى يتحرر مما يكبله ويعوق تقدمه.
فمصر تستحق منا الاهتمام الجدىّ، والأجيال القادمة ستطالبنا بذلك أيضًا، لذا أدعو إلى تكوين لجنة من علماء النفس وعلماء الاجتماع وغيرهم حتى يضعوا أيديهم على مواطن الخلل فى المجتمع المصرى.
نتمنى النجاح للحوار الوطنى وكل أعضائه.. والنجاح الحقيقى سيكون عند تطبيق التوصيات التى ستخرج منه، كلٌّ على حسب اختصاصه.
نقلا عن المصرى اليوم