كمال زاخر
اعلى الصورة كرسى بلدى خشب ان يصنعه نجار القرية أو الحى، ويسمى كرسى الحمّام وكرسى العجين ـ حسب مكان استخدامه ـ وفى الاولى كانت تجلس عليه الأم وهى تمارس مهمة حميم ولادها بالليفة الحمرا (من لحاء النخيل ـ والصابونة النابولسى، وبجوارها "الوابور" وبستلة المياة والكوز، وتشعر بالراحة وقد تحول جلد ابنها الى اللون الأحمر من جراء حركة الليفة الخشنة التى لا تتوقف فى معركة الحموم هذه.
أما الثانية فتعرفها أمهات ذاك الجيل حتى ستينيات القرن العشرين فى مهمة العجين التى تبدأ مع اول ضوء فجر يوم السبت وتتبدى معها مهارات الأم المصرية التي تبدأ مع "الماجور" - ذلك لوعاء الفخارى السميك والغويط - بخلط الدقيق والماء خلطا جيداً وعلى مراحل، تعرف ب "اللت والعجن" ، وهو تعبير انتقل الى من يزيد ويعيد فى الكلام، بعد ان يخمر العجين، وينتهى "بتقريص" العجين ورصه فى الطاولة، التى تنتظر قدوم "الفران" ليحملها للفرن، ويعود بها مخبوزة، وكان العرف ان يأخذ الفران فوق اجرته رغيفاً مع كل عحنة، يتم رص الارغفة فى "مشنة" وهى وعاء مصنوع من الخوص يغطى بغطاء خفيف ويوضع تحت السرير "ابو عمدان" ويغطى احتياج المنزل من الخبز حتى السبت التالى، وفى ايام الاسبوع الأخيرة يكون الخبز قد فقد رطوبته، فيبلل بقطرات ماء ويوضع على. "الوابور" فيسترد ليونته مجددا فيما يعرف ب "تقمير العيش"... كانت بيوتنا تعرف الاكتفاء الذاتى، و... البركة.