حمدي رزق
لا تمصمص الشفاه عجبًا، إنها طبيعة الأشياء، والأيام خير معلم، وكلنا تعلمنا الدرس، والدرس كان صعيبًا، معَلِّم على وجوه حضور «الحوار الوطنى».
والدرس يقول مصر أولًا، ومصر وطن يتسع لنا جميعًا، خدنى جنبك في رحاب الوطن، وإيد على إيد تساعد، والبركة في الجماعة، وما اجتمع القوم على خير إلا وكان التوفيق حليفًا، ويد الله مع الجماعة.
فليغفر بعضنا لبعض، وملناش غير بعض، ومصر أَوْلَى بشبابها في حضن شيوخها، مضى قطار العمر بنا ونحن نستحث الخطى إلى لقاء بعدما عزَّ اللقاء، وَقَد يَجمَع اللَهُ الشَتيتَينِ بَعدَما/ يَظُنّانِ كُلَّ الظَنِّ أَلّا تَلاقِيا (من شعر قيس بن الملوح).
كانت أمنية، أَغَدًا ألقاك، والتقى الفرقاء تحت العَلَم، وهتفوا جميعًا تحيا مصر، وجلسوا أشقاء يتحاورون فيما هو قادم، ينظرون إلى المستقبل نظرة أمل في غد أفضل.
وغدًا تأتلف الجنة أنهارًا وظلًّا/ وغدًا ننسَى فلا نأسَى على ماضٍ تولَّى/ وغدًا للحاضر الزاهر نحيا (من أغنية «أَغَدًا ألقاك»)، الحاضر أَوْلَى بالعمل الجاد لرفعة وطن يستحق غدًا أفضل.
في اجتماعنا قوة، وعودة تحالف (30/25) في سياق الحوار الوطنى أسمى أمانينا، والأمانى عذاب، وفرصة وسنحت فلا تُضيعوها في شقاق، مطلوب اتفاق، جد ضرورة مستوجبة، ليس مطلوبًا الإجماع، ولكن مطلوب الاتفاق على الخطوط العريضة لخارطة وطن يتخارج من أزمة عارضة ألَمّت به.
ومن الحديث الشريف: «مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تدَاعَى له سائر الجسد بالسَّهَر والحُمَّى»، حسابات المكسب والخسارة في المشاركة ليس محلها طاولة الوطن، طاولة الوطن تتسع للجميع، لكلٍّ مكانه، ولكلٍّ إسهاماته في الحوار الوطنى الذي بدأ كما خُطط له، عفيًّا قويًّا، كلمات قوية، وطروحات إيجابية، والآمال كبيرة، والنفوس مستبشرة، واحنا بلدنا ليل نهار/ بتحب موال النهار/ لما يعَدِّى في الدروب/ ويغنى قدّام كل دار.. (من أغنية عدَّى النهار).
متفائل بالجمع الكريم، شيوخًا حكماء، وشبابًا متوقدين حماسة، رشادة الطرح، وواقعية الأفكار، واجتماع العقول، وانفتاح القيادة، (راجع كلمة الرئيس السيسى)، توفرت الأسباب اللازمة ليخطو الوطن إلى الأمام.
الوطن في عرض فكرة خارج الصندوق، وتلاقح الرؤى، والتفكير الجمعى فيما ألَمَّ بنا، والتوقف هنيهة لالتقاط الأنفاس المتقطعة من ثقل الحمولة التي ينوء بها ظهر الوطن.
والدعوة مفتوحة للإسهام المنتج للأفكار، وما اجتمعنا إلا على خير، والخير كله في اجتماع الشعب المصرى على كلمة سواء، المتشائمون يمتنعون، والمتحسبون يحسبونها مجددًا، والرافضون يخففون من غلوائهم. نعطى أنفسنا فرصة نحن جديرون بها، ولنتخفف من أعباء الماضى، وننخرط بحماسة في عمل وطنى جماعى يذهب بنا إلى المستقبل بروح وثّابة.
نقلا عن المصرى اليوم