ياسر أيوب
حين تتزوج لاعبة سلاح من لاعب سلاح.. فمن الطبيعى أن يتعلم ابنهما اللعبة مثلما تعلم المشى والكلام.. لكن لم تتوقع نورا وماهر أن ابنهما محمد حين يكبر سيفوز أمس الأول بكأس العالم للسلاح.. وحين فاز محمد فى تلك البطولة على علاء أبو القاسم فى دور الـ 16.. توقع كثيرون أن يبتعد علاء حزينًا وغاضبًا بعد هزيمته.. لكن المفاجأة كانت أنه بقى كبطل أوليمبى وإنسان راق ومصرى رائع إلى جوار محمد يقدم له نصائحه وخبراته فى دور الثمانية، ثم قبل النهائى، حتى فاز فى النهائى بالبطولة.. وهذا هو أحد أسرار وأسباب كل نجاحات وميداليات السلاح المصرى فى السنوات الأخيرة.. وحين يرفض عبد المنعم الحسينى، رئيس الاتحاد المصرى للسلاح، السفر للمكسيك مع بعثة مصر لتوفير النفقات لمصلحة اللعبة واللاعبين.. نتأكد أننا أمام مسؤول اقتنع بأن مهمته الوحيدة والحقيقية هى صناعة الأبطال وليست السياحة والاستمتاع والترفيه.. وحكايات أخرى كثيرة لابد من التوقف أمامها واحترامها بعد فوز محمد ماهر حمزة بميدالية ذهب سلاح الشيش فى بطولة كأس العالم الحالية فى مدينة أكابولكو فى المكسيك.. ومن المفارقات أن تفوز مصر بأول ميدالية فى تاريخها فى سلاح الشيش فى مدينة كانت تملك أجمل وأشهر وأرقى ساحل على المحيط الهادى، وأصبحت الآن بسبب سلاح المخدرات المدينة السابعة فى قائمة مدن العالم الأكثر رعبًا وموتًا..
وإذا كانت أكابولكو قد اشتهرت منذ خمسين عاما بأنها كانت مدينة للسينما وأفلامها وشاطئا خاصا بكبار نجوم هوليوود.. فقد نجحت مصر فى أن تعيدها لصناعة السينما وتصوير فيلم جديد وحقيقى، سواء عن محمد ماهر حمزة أو السلاح المصرى.. فهذا الذهب كان الجائزة التى استحقها شاب مصرى بدأ يلعب السلاح وهو فى السادسة من عمره، بإشراف والده وتشجيع والدته.. وظل يلعب ويحلم حتى أصبح بطلًا لمصر.. ثم إفريقيا، ثم بطولة العالم للناشئين، وبعدها يختاره الاتحاد الدولى للسلاح المصنف الأول عالميًا على شباب سلاح الشيش.. ومنعته الإصابة من استكمال مشواره فى دورة طوكيو الأوليمبية الماضية بعد التأهل لدور الثمانية على بعد خطوة واحدة من ميدالية أوليمبية.. وأخيرًا يصبح أمس الأول بطل عالم للكبار.. ولم تمنعه بطولاته وطموحاته من استكمال دراسته بنجاح للهندسة فى جامعة برينستون الأمريكية.. بطل عالم جديد من مصر لم تصنعه مصادفة أو مجاملة، إنما مشى الطريق خطوة بعد أخرى واقترب من تحقيق الحلم يومًا بعد يوم.. أما الفيلم الآخر فهو عن السلاح المصرى كإحدى أكثر الألعاب المصرية نجاحًا فى السنوات الأخيرة.. لعبة فازت بآخر ثمانى بطولات كأس عالم على التوالى لشباب سلاح المبارزة.. ومصنفين أوائل، سواء فى سلاح المبارزة أو السيف أو الشيش.. شباب احتضنهم اتحاد مصر للسلاح وأجاد إعدادهم وراهن عليهم لأنه اتحاد يريد أن ينجح وأن يقدم الكثير لمصر رغم كل أزماته المالية الخانقة والمؤلمة.. اتحاد قاد المصريين بنجاح فى سنوات قليلة لقمة السلاح فى العالم.
نقلا عن المصرى اليوم