محرر الأقباط متحدون
حصل القس رفعت فكرى رئيس مجلس الحوار والعلاقات المسكونية بسنودس النيل الإنجيلي على درجة الماجستير بتقدير ممتاز عن رسالة بعنوان  "لاهوت التحرير وأثره فى تحرير  جنوب افريقيا" والذى تم مناقشته اليوم بكلية الدراسات الافريقية بجامعة القاهرة باشراف الأستاذ الدكتور صبحي علي قنصوة ، الأستاذ الدكتور جوزيف رامز أمين ، الأستاذة الدكتورة شيماء محي الدين محمود,

وقدم القس رفعت كلمة طويلة كانت البداية أن المستعمر الأبيض جاء إلى أفريقيا ليستولي على خيراتها، كان لابد من حركات تحرير لاسترداد الأرض، وناضل الأفارقة من أجل استقلال بلدانهم، ومن طالبوا بالتحرير انطلقوا من عدة منطلقات وخلفيات، وتعد حركة لاهوت التحرير هي أحد المنطلقات الهامة التي ساعدت في تحرير جنوب أفريقيا.ولذا تناولت هذه الدراسة أثر لاهوت التحرير على رفض العبودية والنضال من أجل تحرير جنوب إفريقيا.

موضوع الدراسة:
تعتبر حركة لاهوت التحرير Liberation Theology، حركة سياسية في اللاهوت المسيحي تركز على أن السيد المسيح لم يكن فقط "المخلص" ولكنه أيضاً محرر الشعوب التي ترزح تحت وطأة الظلم, ظهرت هذه الحركة في النصف الثاني من القرن العشرين في الكنيسة الكاثوليكية في أمريكا اللاتينية، تطالب بأن تطبيق الإيمان المسيحي يتم بمساعدة الفقراء والدفاع عن المظلومين وذلك من خلال العمل في السياسة والأعمال المدنية.

والمنادون بلاهوت التحرير يؤمنون بأن الله يتحدث للبشرية بشكل خاص عن طريق المعدمين وبأن الكتاب المقدس لا يمكن فهمه إلا من منظور الفقراء.

ولاهوت التحرير هو القراءة الثورية للمسيحية التي من خلالها أعاد بعض آباء الكنيسة الكاثوليكية في أمريكا اللاتينية قراءة المسيحية لمصلحة الفقراء والمعدمين والمظلومين والمهمشين، في ضوء اتجاه الكنيسة لإعادة تكييف علاقتها مع المجتمع, وهي بذلك تمثل انقلابا لاهوتيًا أدى لتوسيع مجال الإيمان، بحيث يشمل المسؤولية تجاه الواقع وتغييره، متجاوزا تغيير وإصلاح الضمير والنفس وذلك من خلال قراءة تؤكد على أن "الخلاص لا يكون بالتحرر من الخطايا فقط، بل بكل أشكال التحرر الأخرى بما فيها التحرر السياسي والاقتصادي..."، وهي قراءة تزاوج بين الخلاص وتحرر الإنسان، وبين الإيمان والعمل السياسي، وبين ملكوت الله وبناء العالم.

وإذا كانت هناك إضافة حقيقية قدمتها قارة أمريكا اللاتينية للفكر الإنساني في القرن العشرين، فهي "لاهوت التحرير" الذي يعد بحق إبداعا لاتينيًا خالصًا جدد رؤية المسيحية في القرن العشرين.

وقد كان تأثير حركة لاهوت التحرير متجاوزا لأمريكا اللاتينية والوسطى إلى داخل الولايات المتحدة نفسها التي كانت أكثر طرف تصدى لهذه الحركة وحاربها؛ لأن هذه الحركة تقوم بتمكين المستضعفين خاصة في ظل وجود أقلية معتبرة من أصول مكسيكية بل وظهرت فيها حركة (لاهوت التحرير الأسود) متأثرة بنفس المنطق (إعادة قراءة المسيحية لمصلحة فئة معينة هي الأقلية السوداء)، حيث أعاد بعض الأمريكان السود من أتباع المذهب البروتستانتي قراءة المسيحية لمصلحة السود كرد فعل لعنصرية البيض وتمييزهم ضد السود، لكنهم انتهوا إلى نوع من العنصرية المضادة، وإلى الإعلاء من السود باعتبارهم العرق الأنبل، واعتبرت أن المسيح هو نبي السود ومخلصهم, حتى صارت هناك رؤية لمسيحية سوداء بإزاء المسيحية البيضاء!

وستظل حركة لاهوت التحرير إحدى علامات الفكر الإنساني الهامة في العصر الحديث، والتي تفيد في تطوير رؤانا بشأن علاقة الدين بالعدل والإيمان بالحرية والكرامة الإنسانية للفئات المهمشة والمستضعفة في عصر عولمة الرأسمالية وتدويل سلطة السوق.