د. ماجد عزت إسرائيل   

 شهدت ساحة القديس بطرس– الفاتيكان يوم الأربعاء الموافق ٢ بشنس١٧٣٩ش./ ١٠ مايو ٢٠٢٣م لقاء تاريخي بين قداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية أو بابا روما وقداسة البابا تواضروس الثاني بابا وبطريرك كنيسة الإسكندرية أو الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.جاء هذا اللقاء بمناسبة مرور عشرة سنوات على زيارة بابا الإسكندرية لبابا روما. وأيضًا مرور 50 عامًا على زيارة المتنيح قداسة البابا شنودة للفاتيكان. وقد جاءت هذه اللقاءات بعد فترات انقطاع تارة وتواصل أحيانا بين الكنيستين وبالتحديد من عام 451م وحتى يومنا هذا. 
 
 وحقًا بدأ هذا اللقاء يوم الثلاثاء الموافق (9 مايو 2023م) بالاستقبال التاريخي لصاحب القداسة البابا تواضروس الثاني في مطار ليوناردو دافنشي الدولي الذي يقع ضمن أراضي فيوميتشينو البلدية لذا يعرف أيضاً بِاسمِ مطارِ فيوميتشينو، وهو أكبر مطارات إيطاليا وثاني أكبر بوّابة جوية دولية، بمدينة روما. فقد أرسل البابا فرنسيس مندوبًا غن قداسته لاستقبال قداسة البابا تواضروس الثانس. وأيضًا السماح للوفد الدبلوماسي المصري سواء سيادة سفير روما أو سفير الفاتيكان أو الأعضاء الدبلوماسيين وكذلك برفقتهم وفد الكنيسة القبطية الأرثوذكسية برئاسة نيافة الأنبا برنايا والعديد من الآباء الأساقفة والكهنة باستقبال قداسة البابا والوفد المرافق لقداسته من على باب طائرة مصر للطيران حتى تحرك الركب من مطار فيوميتشينو إلى مقر إقامة البابا تواضروس الثاني ومرافقيه بالفاتيكان.  وفي مساء ذات اليوم زار قداسة البابا تواضروس الثاني ومرافقيه مزار القديس بطرس الرسول. واقيمت كلية الحبشة بالفاتيكان عشاء لقداسة البابا تواضروس اُلْقِي ودون بسجل الزيارات بابا الإسكندرية كلمات عن قيمة المحبة في حياتنا.   
 
  وفي ساحة الفاتيكان في صباح يوم الأربعاء10 مايو 2023م التَّقِيُّ البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية بالبابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية. وقد عبر البابا فرنسيس بكلمات محبة كبيرة لبابا الإسكندرية فذكر قائلاً: "قداستك نورت روما كلها"،وأيضًا ذكر كلمة بالإيطالية معناها "صاحب الكرسي البابوي المرقسي". ثُمَّ انْحَنَى كذلك إِلَى أَسْفَلُ وقبل الصليب الذي يرتديه البابا تواضروس الثاني في مشهد لا يوصف إنما يدل على تطور العلاقات بين الكنيستين والسير في ركب وطريق واحد نحو" المحبة الأخوية". هكذا هذه رسالة المحبة للعالم وجزء من تعاليم السيد المسيح حينما قال لهم «اذْهَبُوا إِلَى الْعَالَمِ أَجْمَعَ وَاكْرِزُوا بِالإِنْجِيلِ لِلْخَلِيقَةِ كُلِّهَا." (مر 16: 15).  
 
 وقد ألقي صاحب القداسة البابا فرنسيس كلمة رحب فيها بالبابا تواضروس والوافد المرافق لقداسته. وأكيد خلالها على ضرورة الصلاة من أجل السعي نحو الشركة والوحدة حيث ذكر نصًا قائلاً:"...أيها الأساقفة والأصدقاء الأعزاء، أتضرع معكم إلى الله القدير، بشفاعة قديسي وشهداء الكنيسة القبطية، لكي يساعدنا للنمو في الشركة والوحدة، وفي رباط واحد ومقدس، رباط الإيمان والرجاء والمحبة المسيحية. أطلب من جميع الحاضرين أن يصلوا إلى الله لكي يبارك زيارة البابا تواضروس إلى روما، ويحمي الكنيسة القبطية الأرثوذكسية كلها. لتقربنا هذه الزيارة من اليوم المبارك عندما سنكون واحدًا في المسيح!".
 وفي ذات السياق تحدث البابا تواضروس الثاني عن المحبة الأخوية وضرورة السعي إليها حيث ذكر قداسته قائلاً:" ....لقد اخترنا المحبة حتى لو كنا نسير عكس تيار العالم الطامع والذاتي، لقد قبلنا تحدى المحبة التي يطلبها منا المسيح، وسنكون مسيحيون حقيقيون وسيصبح العالم أكثر إنسانية، ليعرف العالم كله أن الله محبة وهذه هي أسمى صفاته..... ونحن نسير معًا في طريق الحياة واضعين نصب أعيننا وعده ” الَّذِي وَعَدَنَا هُوَ بِهِ: الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ.” (١يو ٢: ٢٥) ونتعايش فيها ونتكامل معًا مسنودين بالصلاة بحسب هذا الوعد، مهما اختلفت جذورنا وانتماءاتنا فتجمعنا محبة المسيح الساكنة فينا وسحابة من الاَباء الرسل والقديسين تحيط بنا وترشدن".